الشروق العربي
في شبكات التواصل الاجتماعية:

الإشاعة… نار تأكل الأخضر واليابس في المجتمع

صالح عزوز
  • 1036
  • 4
أرشيف

أصبحت الوسائط الاجتماعية، اليوم، مفتوحة على كل الأخبار. وتحولت إلى مجال خصب لترويج كل ما يدور في ذهن الأفراد، وتناقل الأشخاص الأحداث فور حدوثها وحتى على المباشر. لذا، أصبح كل من هب ودب ينشر ما يجده أمامه، من دون حتى تدقيق أو ذكر مصدرها، من أجل تبيينها: هل هي أخبار صحيحة، أم مجرد ترويج للكذب والبهتان. وكان من نتائج هذه الفوضى استغلال الكثير من الناس هذه الفضاءات لنشر الإشاعة بين الناس، لأهداف مختلفة، سواء للترهيب أم التفرقة أم ضرب الاستقرار داخل الأسر أم حتى بين البلدان.

تنتشر الإشاعة اليوم بشكل رهيب، كما تنتشر النار في الهشيم، لأن العاملين على نشرها لم يبقوا يعتمدون على نقلها بين الأفراد على الطرق التقليدية، وهي الحديث بين الناس في التجمعات الكبيرة، سواء داخل الأسر أم في الأسواق وكذا الفضاءات الواسعة. لذا، تكون محدودة الانتشار.. لكنهم أصبحوا ينشرونها في الوسائط الاجتماعية. وهذا ما سهل سرعة انتشارها، في وقت قصير، فتصل إلى أكبر عدد من الناس، في دقيقة في بعض الأحيان. لذا، كان من نتائج سرعة انتشارها بين الأفراد، أن تحولت إلى قنبلة إن صح القول، لأنها أصبحت تأتي على الأخضر واليابس، وهدمت الكثير من العلاقات الأسرية أو الصداقة في لمح البصر، بل ووصلت الحال في بعض الأحيان أن أحدثت أزمات دبلوماسية بين الدول. وهذا ما أصبحنا نعيشه واقعا اليوم. والأمثلة كثيرة على ذلك.

يستغل الكثير من الناس اليوم هذه الشبكات الاجتماعية من أجل حصد الكثير من الإعجاب والاشتراك بين الأشخاص، سواء في نشر الأخبار الكاذبة أم الفيديوهات المفبركة، وغيرها من الإشاعات التي تكون موجهة في الكثير من الأحيان. فقضت بذلك على الكثير من العلاقات في المجتمع. وللأسف، أنه أصبح لا يهم تأثير هذه الإشاعة على الأسر والمجتمعات، بقدر كثرة التفاعل معها بين الأفراد، لأن الكثير من الناس يشاركونها في حساباتهم مباشرة بعد وصولها إليهم، أو تقع عليها أعينهم، دون تدقيق لها، وكم من أخبار كاذبة شاركها الآلاف من الناس، لكن بعد فوات الأوان، لأنها حققت مبتغاها وهدفها الذي أطلقت من أجله.

إن الحديث عن موضوع الإشاعة اليوم، ليس من باب الصدفة أو من أجل المرور عليها مرور الكرام، بل وجب الوقوف عندها والحديث عنها في كل مرة تكون المناسبة، وهذا لعدة أسباب واضحة، لا تخفى على أحد منا، ولا ينكرها عاقل. فكم من إشاعة هدمت أسرا بأكملها، ونشرت فتنة بقيت مشتعلة حتى أتت على كل الخير بين الأفراد. وكم منها التي ساهمت في نشوب حروب وصدامات لا تزال عالقة إلى حد الساعة. لذا، وجب اليوم التحذير منها، خاصة في وجود هذه الشبكات الاجتماعية، التي سهلت نقلها بين الأفراد. ولعل الكثير من آثارها نشاهده اليوم، وحولت العديد من العلاقات إلى أطلال لا تستقيم بعدها.

مقالات ذات صلة