-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإفتتاحية: الاستنجاد بالعدو ضد العدو

الشروق أونلاين
  • 2357
  • 0
الإفتتاحية: الاستنجاد بالعدو ضد العدو

سالم زواوي

اضطرت ليبيا مؤخرا في صراعها المرير مع البلدان الأوروبية وسائر الغرب إلى الاستنجاد بجامعة الدول العربية من أجل مساعدتها على تجاوز الخديعة القانونية التي ذهبت ضحيتها في قضية الطبيب والممرضات البلغاريات المجرمات في حق 4000 طفل ليبي بريء أصيبوا بوباء السيدا من جراء افتعالهن المتعمد.فقد كانت السلطات الليبية التي تجاوزت القانون الليبي بعض الشيء وأطلقت سراح المحكوم عليهم طمعا في أن تقوم السلطات البلغارية بإيداعهم السجن أو إعادة محاكمتهم أمام العدالة البلغارية على الأقل احتراما للاتفاقيات القانونية المبرمة بين البلدان في هذا الشأن ولكن وبالكثير من التحدي قام الرئيس البلغاري بإعلان العفو الرئاسي عن الممرضات المجرمات حتى قبل أن تطأ أقدامهن التراب البلغاري وفي ذالك الكثير من التحدي السافر والسخرية ببلد عربي ومن ورائه جميع البلدان العربية وشعوبها ومؤسساتها.

لقد خاضت ليبيا معركة قانونية مريرة في هذه القضية وتعمدت خسارتها من أجل مصالح أعلى وأكثر ارتباطا بمستقبلها ومصيرها في ظل تفاقم حملات التكالب والتحرش الأمريكية والأوروبية ولم تجد سندا من أي من الدول العربية بل لم تجد إلا التآمر والطعن في الظهر خاصة وان أغلب الأنظمة العربية تتسابق إلى الاندماج في مخططات وعمليات أمريكا وحلفائها حتى ولو كانت تلك المخططات والسياسات تستهدف التعشيش في غرف نومها والتفتيش بين ثنايا ألبستها الداخلية، فهل يمكن أن نجد اليوم عونا فعالا من جامعة الدول العربية.

خاصة وأن أمريكا ودول الإتحاد الأوربي تتعمد استعمال هذه القضية ضد ليبيا في المرحلة القادمة وقد بدأت بوادر ذالك في تحريش الطبيب الفلسطيني والممرضات البلغاريات المضي ضد السلطات الليبية واتهامها بممارسة عمليات التعذيب عليهن أثناء السجن ، وهل بإمكان الجامعة العربية الخاضعة لأجبن الأنظمة العربية وأكثرها انبطاحا لأمريكا وإسرائيل أن تتحرك وتتصرف باتجاه المطالب الليبية ولو بمجرد التنديدات وإصدار بيان الاستنكار خاصة بعد أن أصبحت هذه الجامعة الراعي الرسمي لعمليات التطبيع مع إسرائيل ،وهل ننتظر اليوم شيئا من اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على الرغم من إدراج الطلب الليبي في جدول الأعمال ؟

يبدو أنه على ليبيا أن تواصل هذه المعركة وحدها في شوطها الثاني الذي فرض عليها فرضا، وتراعى في ذالك نوايا كل البلدان الأوربية وأمريكا التي تركت القوانين والديمقراطية وسيادة الدول جانبا في هذه المعركة أو الذريعة الجديدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!