الإقبال على التلقيح مازال محتشما وأطباء مراكز صحة في بطالة

كانت الساعة تشير إلى العاشرة والربع، من صباح الأحد، عندما تنقلت “الشروق” إلى قاعة برشاش محمد بلقاسم متعددة الرياضات، وهي أول قاعة فتحت أبوابها في قسنطينة لأجل إعطاء التلقيح للمواطنين، بتواجدها في حي فضيلة سعدان غير بعيد عن خط ترامواي، ولتواجدها في مكان يمكن فيه ركن السيارة وبعيدا عن الزحام، وكانت المفاجأة أن وجدنا ست سيدات من الطاقم الطبي إضافة إلى عون أمن وظيفته توجيه طالبي اللقاح، ولكن من دون وجود أي مواطن أو مواطنة، فكان أفراد الطاقم الطبي في شبه عطلة أو بطالة، في غياب كامل وغريب من طالبي اللقاح.
وعلمنا بعد ذلك أن هذا المركز وهو أول مركز فتح أبوابه للتلقيح ضد كورونا في شرق البلاد، لم يصله إلى غاية تلك الساعة من نهار الأحد، أي شخص، بالرغم من توفره على ثلاثة أنواع من اللقاح، وهي جونسون وإسترازينيكا واللقاح الصيني، كما علمنا من الطاقم الطبي بأن تسويق اللقاح الجزائري لم يتم بعد. وبالرغم من حركة الأطباء ونشاطهم وتوجيههم للناس، وأيضا منحهم الجواز الصحي من دون أية تعقيدات بيروقراطية، من خلال تقديم بطاقة اللقاح بالجرعات الثلاث، وبطاقة التعريف، إلا أن عزوف الناس بلغ مداه إلى درجة “صفر تلقيح” في بعض العيادات في اليوم الواحد، منذ ظهور المتحور أومكرون الذي رفع أرقام الإصابات في الجزائر إلى أكثر من ألفي حالة كما كان الشأن يوم السبت الذي سجلت فيه الجزائر 2211 حالة، وهو رقم قياسي تسجله البلاد منذ بداية الجائحة، وكان أعلى رقم قد تم تسجيله خلال الموجة الثالثة 28 جويلية من سنة 2021، عندما سجلت الجزائر 1927 حالة في زمن أزمة الأوكسيجين.
رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي البروفيسور كمال صنهاجي، قال نهار أمس الأحد، بأن الجزائر مجبرة على بلوغ رقم نصف ملون متلقي للقاح يوميا، بعد أن ثبت علميا بحسب الكثير من الخبراء، بأن تكثيف اللقاح مع الانتشار الرهيب للمتحور أوميكرون قد يُمكّن العالم من المناعة الجماعية، التي ستقضي على المتحور الخطير دلتا الذي مازال يثير المخاوف في كونه قد يعود في أي وقت، وقال صنهاجي الذي تحدث للقناة الأولى من الإذاعة الوطنية، بأن المبتغى الآن هو بلوغ نسبة 90 بالمئة على الأقل من الملقحين من أفراد الشعب وليس أقل من ذلك بعد أن طال أوميكرون الأطفال. مُذكّرا بأن الأرقام التي تتفضل بها وزارة الصحة ليست دقيقة، لأن الكثير من المواطنين يتوجهون إلى اختبارات كورونا دون الـ”بي.س.أر”، أو يقومون بتطبيب أنفسهم من دون علم الهيئات الصحية، وقال بالحرف الواحد بأن الرقم الحقيقي هو ثلاثة أضعاف المعلن عنه، بعد أن قال البريفيسور مصطفي خياطي للشروق بأن الرقم المعلن عنه رسميا، يمكن ضربه في عشرة من دون أي حرج لمعرفة الحالة الوبائية في الجزائر.
و تواصل الأرقام المعلنة عن كورونا في العالم تصاعدها، حيث سجلت فرنسا يوم السبت 390 ألف حالة إصابة، و167 حالة وفاة، ولم يزد رقم حالات الشفاء عن58 ألف، ومع ذلك وعدت الحكومة الفرنسية بفتح كل المجالات، بما فيها المراقص مع بداية الشهر القادم فيفري، تحت أمل أن تكون نسبة اللقاح والإصابات الملونة بمتحور أومكرون قد حققت المناعة الجماعية، وتسير الولايات المتحدة الأمريكية تدريجيا إلى تسجيل مليون وفاة بفيروس كورونا في ظرف عامين، بعد أن بلغت الأحد، رقم 900 ألف حالة وفاة منذ بداية الجائحة المدمّرة.

ب. ع