الشروق العربي
قصص وشهادات من قلب التجربة

الابن الوحيد… الزوج الذي لا تريده النساء

فاروق كداش
  • 12978
  • 20
بريشة: فاتح بارة

وحيد أمه.. الحيلة… وfils unique  تعددت الأسامي لرجل لا ترغبه كل النساء، إلا من وقعت في الحب أو في الطمع، رجل نرجسي لا يحب إلا نفسه، كما تزعم الكثيرات، ويقدم أهواءه على الجميع، بمن فيهم والداه… لا يؤمن بكلمة لا، ومفشش بدرجة ميوعة عند البعض… هل هو عيب وراثي أم طفرة اجتماعية.. الشروق العربي، تتوغل في عقل حواء، لتكتشف لماذا ترفض شوشو أمه؟

كثيرة هي الشهادات لنساء خضن تجربة الزواج من الابن الوحيد، وانتهت قصصهن بمآس.. هي حال السيدة نيسة، التي تزوجت من عشر سنين، من رجل محترم، إلا أنه كان وحيد والديه. لم تعر الأمر اهتماما، فقبلت، إلا أنها بمجرد أن وطأت قدماها بيت الزوجية، اكتشفت أن أمه ووالده يلازمانه كظله في كل شاردة وواردة يقوم بها، ويشاورهما في كل تفصيلة من حياته… وفي كثير من الأحيان، “تحرشه” الأم على زوجته، فيجرحها بكلامه، ويرمقها بنظرات ازدراء، فتحولت حياتها إلى يوميات امرأة لا يراها أحد… طلبت الطلاق قبل أن تتم السنة الأولى… مريم، هي الأخرى، تزوجت من زميلها في الشركة، تقدم لخطبتها، ومن أول دخلة لأمه، اكتشفت أنها ستخاطر بحياتها.. كان ينظر إليها بنظرات إعجاب أذابت آخر حصونها، أما أمه، فكانت تتحدث عنه وكأنه معجزة آخر هذا الزمان من فرط حبها له.. كيف لا وهو ما خرجت به من هذه الدنيا… بعد الزواج، تعقدت الأمور، خاصة من جهة أمه، التي راحت تكرر زيارتها إليهما في كل وقت، إلى درجة أنهما افتقدا الخصوصية… وكان الخلاص بعد أن وضعت مولودا ذكرا، حوّل تلك الأم المتسلطة اللحوحة إلى جدة رائعة. وكما يقول المثل المصري: “أعز الولد ولد الولد”.

العيب في الرجل لا أمه

في ذات السياق، تروي السيدة سليمة معاناتها مع وحيد أمه، فتقول: ” لم يكن لدي مشكل مع حماتي، فقد كانت شخصا ودودا، وتحبني، ولم تشعرني بأنني أقاسمها حب ولدها، بل معضلتي كانت في زوجي المدلل إلى درجة أنه لا يقوم بأي عمل في البيت، ويأمر وينهى، حتى إنه لا يساعدني عندما أمرض أو أتعب، فضلا عن نرجسيته المفرطة، وحس الأنا لديه عال، إلى درجة أنني أحيانا أستصغر نفسي، رغم أنني أكثر منه ثقافة ومستوى علميا… وكان كلما أنجح في عملي، يزداد غيرة مني، وحين تحصلت على ترقية جن جنونه، وطلب مني أن أتوقف عن العمل… رفضت، فهددني بالطلاق، ولولا تدخل أمه، لكنت الآن مطلقة”.

 يوميات حماة غيورة

عاطفة الأم لا حدود لها، فما بالك أن تكون هذه العاطفة مركزة في شخص واحد. هذه الحالة النفسية، جربتها منال، التي تزوجت حديثا، وتفاجأت كباقي الخرفان التي تدرك أنها تساق إلى المذبح، لكنها تخنع رغم ذلك: “بعد الزواج، أدركت معاناة حماتي بزواج ابنها، فهي تغار كثيرا حينما تراني سعيدة مع زوجي، وتحاول دائما التقليل من تأثيري عليه.. ولإرضائها، يحاول دائما أن يقدم لها هدايا مشابهة لهداياي، ولم يكن هذا ليرضيها.. فمرة، سألتني عن قلادة شبابية، هدية عيد زواجنا الأول، وقد حفر اسمي في ذهبها… لم تمر مدة، حتى رأيت قلادة مشابهة في عنقها، اشتراها لها زوجي خلسة. والعجيب، أنها تطلب منه أن يشتري لها ملابس لا تليق بسنها، كي لا تشعر بأنه يحبني أكثر منها… أحيانا، أشعر بأنها تريد أن تكون توأمتي”.

شهادات أخرى في الموضوع، لكن من زاوية أخرى. فالعديد من البنات جربن، ولو مرة، تقدم ابن وحيد لخطبتهن. وكم كانت شروط الأم كثيرة، رغم أنهن هن من يجب أن يشترطن، لا العكس.. سكينة، من بين هؤلاء، تقدم شاب لخطبتها، وتبين أنه ابن أمه، وبمجرد أن وطئت قدما أمه البيت، حتى دخلت في تحقيق بوليسي عن عملها، ومهارتها في الطبخ والكنس، وهل لديها أمراض مزمنة: “لقد كانت إهانة لا خطبة… كلفت أبي بمهمة الرفض، لأنني لم أكن مستعدة لسماع صوت تلك المرأة مرة ثانية”.

 بنات بين بين..

مخاوف البنات، رغم ضآلة تجربتهن، مبررة، فهن يخشين كثيرا من الأمور في حال ارتباطهن بغزال أمه. ريهام، ترفضه لسبب وجيه: “الابن الوحيد، عادة ما يسكن مع والديه، ويعيلهما.. وهذا، يعني أنه لن يكون لي بيت خاص”. سمية، تضيف سببا آخر: “الابن الوحيد، ليس لديه كاريزما وشخصية، وهذا لا نقاش فيه بالنسبة إلي”. في المقابل، تبدد نوال المخاوف بقولها: “العيب ليس في الرجل ولا في أمه، علينا تفهم هذه العلاقة، ووضع حدود لكل منهما، وهكذا نرضي جميع الأطراف.. لا تجعلي نفسك منافسة أو ندا لأم زوجك”.

وفي الأخير، ليس ذنبا أن تكون ابنا وحيدا، لكن العيب، أن تتحجج بهذه الحجة كي لا تكون رجلا مسؤولا وعادلا. وليس ذنب النساء، إن رفضن الزواج بك، بل العيب، أن يتحججن بهذه الحجة بداعي الاستقلالية.

مقالات ذات صلة