-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الافتتاحية.. الخطّ الأحمر !

الشروق أونلاين
  • 1236
  • 0
الافتتاحية.. الخطّ الأحمر !

عادت مرة أخرى قضية الإساءة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الواجهة في الجزائر، والمناسبة هي قيام العدالة بفتح هذا الملف على أكثر من مستوى، لعلّ أبرز تفاصيله تلك المرتبطة بالتلفزيون وإساءة بعض إطاراته استعمال النفوذ الإعلامي الذي يملكونه، حيث وقعوا من حيث لا ينبغي لهم الوقوع في فخّ مهني قاتل، برّر تحرّك العدالة لوضع النقاط “الصحيحة” على الحروف “الخاطئة” خصوصا أن الكارثة التلفزيونية وقعت في عزّ اشتداد الأزمة، وتحرّك أكثر من عاصمة عربية وإسلامية ضد سفارة الدنمارك التي كان رجم جدرانها بالحجارة في ذلك الوقت يشبه رجم الشيطان !وبصرف النظر عن النوايا التي تقف وراء تصرّف التلفزيون، فان من يحاكم اليوم هو الإهمال والتسيّب الذي جعل من المدراء يوظّفون صحفية مبتدئة ويسلّمونها أهمّ وأسخن ملّف في ذلك الظرف المشحون بالكراهية للإسلام، كما جعلهم الإهمال أيضا آخر من يعلم بما يبث في قناتهم من أخبار وتقارير، وبالتالي يخطئ تماما من يعتقد أنّ من يحاكم اليوم هي النوايا رغم احتفاظنا بمبدأ عدم محاسبة الصحافيين إلا في قنوات مهنية بحتة وليس مع المجرمين وقطّاع الطرق !
ولا شك أن محاكمة التلفزيون تأتي في وقت تراكمت فيه بعض الحالات المشابهة من قلة احترام الدين وسبّ رموزه ومقدساته، حتى لا نقول الإساءة للإسلام، لأننا ما زلنا نعتقد أنه لا يوجد جزائري واحد يتمتع بالعقل يسبّ معتقده قاصدا متعمدا باستثناء بعض الشواذ الذين لا تقام على أشلائهم قاعدة.
والأكيد أنّ فتح العدالة لملف الفساد الديني يبعث على الارتياح، في ظلّ تناقل أخبار عن قيام مواطن برفع شكوى ضد شرطي في سوق أهراس بتهمة سبّ الدين وقذف النبيّ الكريم، وسير شركة بترولية في الجنوب على نفس الخطوات ثم اضطرارها للاعتذار، وهي تصرفات وسلوكات موجودة منذ فترة طويلة، وداخل العديد من المؤسسات الهامة، ولكننا كنا نربطها دوما بتصرفات فردية أو بتيّار معين جنّبناه المحاسبة، ربّما لأننا كنا نعتقد أن الدين مسألة شخصية، وأن قذف المقدسات والرسل شيء وارد ومسموح دنيويا، لكن قذف الحكام والمسؤولين خط أحمر يرمي بالمتهم خلف قضبان من حديد لا يعرف له الآخرون بعدها أثرا !
ما يحدث في الجزائر هذه الأيام من فساد ديني وإساءة غير مسموحة للإسلام، يجعلنا نعتقد أن العدالة وحدها كجهاز ليست كافية لمحاربة هؤلاء الشواذ، كما أن الأمر ليس هينا كما يعتقد البعض، فيطالبنا بعدم إضاعة الوقت في إثارة الجدل بخصوصه وترك المساءل الأساسية، لأننا نرى أنه الأساس لكل شيء، فلولا تغاضينا عن محاسبة من يقذفون بكل العبارات المسيئة للدين في الشارع والمؤسسات والمدارس والجامعات، واعتبار ذلك تصرفا فرديا وحرية شخصية، لما كنّا قد وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من تعشّش أفكار الانتحاريين في عقول بعض شبابنا، واختيار البعض الآخر حياة الحشّاشين واللصوص مذهبا !

ـــــــ
قادة بن عمار

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!