الجزائر
متعاملون يشكون في الصالون الدولي:

“البريكولاج” يخنق السياحة وهذه أسباب “فرار” الجزائريين

رضا ملاح
  • 1328
  • 11
ح.م

أعاب متعاملون ومستثمرون محليون في مجال السياحة، “بريكولاج” الحكومة في تطوير القطاع، بدءا بالعراقيل الميدانية والإجراءات البيروقراطية التي تواجههم، فالأرقام والخطاب الرسمي -حسبهم- يعكس تماما الواقع الفعلي للسياحة المحلية.

ورغم سعي الحكومة، تزامنا مع انهيار أسعار المحروقات سنة 2015، لإحداث قفزة نوعية في قطاع السياحة وجعل الجزائر مقصدا سياحيا بامتياز، بغية تنويع مصادر جلب العملة الصعبة، غير أن الزائر للصالون الدولي للسياحة والأسفار في طبعته الـ19، المنظم ما بين 17 و20 أكتوبر  بقصر المعارض الصنوبر البحري، يكشف الواقع المرير للسياحة المحلية، فبعيدا عن الأرقام التي تروج لها الوزارة الوصية وتصريحات مسؤوليها، الذين يشددون في كل مرة على تذليل جميع العقبات والعراقيل أمام المتعاملين المحليين للنهوض بالقطاع، غير أن ذلك لا وجود له على أرض الواقع، حسب شهادات وتصريحات ناشطين في الميدان .

الصالون في يومه الثاني، كان فرصة لـ”الشروق” للنقاش مع أصحاب وكالات ومتعاملين في قطاع السياحة، باعتبارهم فاعلا رئيسيا في تنشيط الفعل السياحي، فالحديث عن تحويل الجزائر لوجهة سياحية في غضون سنوات قليلة مهمة شبه مستحيلة على حد تعبيرهم، بالنظر لحجم العراقيل وبيروقراطية الإجراءات المعمول بها، فناهيك عن النقص الفادح في الهياكل والمرافق السياحية، من مركبات، منتجعات، فنادق ومنشات للإيواء، تعد الإجراءات -التعجيزية- الواجب الالتزام بها من أجل استقطاب سياح أجانب، أكبر عقبة يشتكي منها هؤلاء، خصوصا ما تعلق بالحصول على تأشيرة دخول الجزائر، فيما يبقى سوء الخدمة وغلاء الأسعار وغياب ثقافة سياحية في عديد المناطق المعول عليها، عاملا رئيسيا -على الأقل- في إقناع ملايين الجزائريين الذين يتوجهون خلال فترة الصيف إلى دول أجنبية، في مقدمتها، تونس، تركيا، المغرب، فرنسا اسبانيا، لقضاء عطلتهم بالجزائر .

كما ذكر متعاملون محليون بأن السلطات الوصية، وفي إطار دعم المنتوج السياحي المحلي، تحدثت في عدة مناسبات عن استحداث مصلحة خاصة للتأشيرة السياحية لتسهيل الحصول عليها، وواصلوا “غير أننا كفاعلين في الميدان وصلتنا عدة طلبات من وفود أجنبية بالتنسيق مع الشركاء في تونس، إلا أننا عجزنا عن التكفل بهم لذات الأسباب التي ذكرناها”.

وفي نفس السياق، أوضح متعامل سياحي تونسي، في رده على سؤال حول سبب الشراكة المرتكزة على جانب واحد، اذ أن المتعامل الجزائري يكتفي بنقل السياح إلى تونس دون استقبال سياح من قبل الطرف التونسي، قائلا “اتفقنا مع بعض شركائنا بالجزائر من أجل تحويل عدد من السياح الأجانب من تونس إلى الجزائر، لكن اصطدمنا بثقل الإجراءات في مقدمتها ملف التأشيرة وهو ما أبقى الشراكة بيننا ترتكز على نقل الزبائن إلى تونس”.

وعلى ذلك، يصر متعاملون محليون، على وجود إرادة سياسية حقيقة من قبل الحكومة، لاسيما ما يتعلق بملف منح التأشيرة مع تكييف إجراءات استقبال واستقطاب السياح كما هو معمول به في دول الجوار، أما أنه نعمل على تطوير القطاع بالحديث بلغة الأرقام عن عدد المؤسسات والهيئات التي يجرى التحضير لإنجازها، فهذا – حسب المصدر- لن يحقق هدف تحويل الجزائر إلى مقصد سياحي.

مقالات ذات صلة