-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ما لا يقال

البزنسة الثقافية والسياسية؟!

البزنسة الثقافية والسياسية؟!

الواقع الجزائري يمنع الكاتب أن يتحدث عما يعرفه، فتزويد القارئ بالمعلومات عن “هذا الواقع” مؤذ، ولكن الأذى الأكبر الذي قد نلحقه بالقارئ هو الإنقاص من المعلومات.

  •  
  • وقد أعاب صاحبا كتاب (المضمر) على صاحب كتاب (جوزيف ستالين: نصوص) مضامين خطابه، بالقول: »لم تعد تحاليل فرانسيس كوهين تنحصر في إطار ما لم يقل بل في ما لم يقل بشكل كاف واف«.
  • والحق يقال أننا لا نعيب على أي مواطن يستوفي شروط الترشح للرئاسيات أن يتنافس على كرسي »القاضي الأول في البلاد«، ولكننا نعيب على هؤلاء المرشحين »إخفاء المعلومات«، وتضليل الرأي العام.
  • ونحن ضد وصف أي مرشح بالأرنب »المدجن أو البري« في رئاسيات 2009. لأننا نعتقد أن التعامل يكون مع البرامج والطاقم المشارك فيها، وليس شخصية المترشح، فالرئيس الأمريكي الحالي غير مرغوب فيه »في التراث الثقافي الأمريكي« بسبب اللون والعرق والدين، ولكن برنامجه والطاقم الذي كان يديره هو الذي حقق الهدف المنشود.
  •  
  • المحاكم والفشل صفة »السياسي« المرشح!
  • القانون يمنعني من ذكر الأسماء التي يتردد أصحابها على المحاكم بسبب الخلافات الحزبية، أو القضايا المرفوعة ضد الصحافة، وهي أسماء لبعض المرشحين، ناهيك عن أولئك الذين يسيرون »أحزابا وبرامج« من فنادق.
  • ولا أخالني مبالغا إذا ذكرت أن بعض المرشحين سبق لهم أن ترشحوا في رئاسيات سابقة ولم يحصلوا على نسبة تسمح لهم بـ»استرجاع ما صرفوه« في حملتهم الانتخابية، ويفترض من المجلس الدستور مطالبتهم باسترجاع المليار الذي استهلك في رئاسيات سابقة.
  • ولكن السلطات فضلت رفع الدعم إلى مليار ونصف الميار سنتيم لرئاسيات 2009.
  • أغلب المواطنين يعرفون أسماء المرشحين للرئاسيات الذين ترشحوا للبرلمان ولم يحصلوا على 10 آلاف صوت للدخول إلى المجلس النيّابي، وبقدرة قادر تحصلوا اليوم على 75 ألف توقيع من 25 ولاية ليدخلوا الرئاسيات.
  • يقول علماء اللغة والخطاب اللغوي، إن الكذب هو أن يتعارض المنطق الطبيعي مع المنطق الصوري، والحقيقة التي لا تقال: أن الأحزاب التي لاتزال معلقة في العدالة بسبب »خلافات« على »البزنسة« بها، كيف يمكن لقادتها أن يترشحوا لقيادة 34 مليون جزائري وهم عاجزون عن حل مشكل في مجلس حزبي يتكون من 9 أعضاء؟
  • والحق يقال أنني كنت مرة، في فندق السفير، مع أحد رؤساء الأحزاب، وهو مرشح حاليا، وجاءت شخصيات تتفاوض معه حول »شراء الحزب« ـ ربما القارئ لا يدرك بأن عناوين الأحزاب والصحف في الجزائر تباع وتشترى، وربما لا يدرك الكثير أن »البزنسة السياسية« بالأحزاب هي سبب تردي الوضع السياسي، وهي التي دفعت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى عدم الترشح باسم الأحزاب، أو اعتماد الأحزاب في عهده، أو النزول إلى البرلمان بغرفتيه لمخاطبة الشعب.
  • ومن الحقائق التي أتحمل مسؤولية قولها هي أن أحد الأحزاب المساندة للرئيس بوتفليقة قام أعضاء منه بجمع التوقيعات لمرشح إسلامي، وذلك لمنع ميلاد »تحالف إسلامي« ينهي الانشقاق والفتن داخل الأحزاب الإسلامية.
  • والحقيقة الثانية، أن رئيس حزب لائكي سبق أن ترشح لرئاسيات 1995، أراد أن يترشح لرئاسيات 2009 فوجد داخل حزبه فريقا مناهضا لترشحه، وخشية أن ينشق حزبه أو يفقد سلطته على الحزب أعلن »مقاطعة حزبه« للانتخابات، زاعما أنها حسمت مسبقا لصالح الرئيس بوتفليقة.
  • إذا كانت المحاكم والفشل صفتين لكثير من المرشحين للرئاسيات، فذلك لأن البعض يتعامل مع »الترشح« كشهادة للبكالوريا، يعتقد أنه يحصل عليها ذات يوم بالصدفة
  • ولكن لم يتساءل سياسي واحد: لماذا يستقيل قادة الأحزاب الديمقراطية في أوروبا إذا فشلوا في الوصول إلى رئاسة الجمهورية، ولماذا تمنع الأحزاب الأمريكية »المرشح الفاشل« من العودة إلى المنافسة السياسية بينما تشجع الأحزاب الجزائرية »الفاشلين«؟.
  •  
  • حتى الثقافة صارت »بزنسة«!
  • ليس من حقنا أن نتهم السياسيين »بالبزنسة« مادامت هذه البزنسة ولدت في أحضان »اتحاد الكتاب الجزائريين«، فعندما يقوم مجموعة من »الشباب« أو غيرهم بالاستيلاء على اتحاد الكتاب، ويحظون بدعم من وزراء في حكومة أحمد أويحي، بالرغم من أن العدالة لم تصدر حكمها النهائي في القضية، وأن الحكم الأولي كان ضد »من يبتذلون الثقافة« علهم يصلون إلى »مجلس الأمة« أو مناصب في الحكومة، دون أن يدركوا أن »مقر الاتحاد« الذي تحول إلى »وكر« للفساد منذ بضع سنوات سيبقى وصمة عار في جبين أهل الأدب والفكر.
  • ومن يسافرون بـ(خاتم الاتحاد) إلى دول عربية ويوقعون »صفقات مشبوهة« أو يوزعون شهادات الكتابة »على البوابين وسائقي السيارات« لا يختلفون عن أولئك الحزبيين الذين يتنقلون بين الأحزاب بحثا عن ارتزاق جديد.
  • لقد صرح السيد عبد العزيز بلخادم بأن جبهة التحرير الوطني هي الحزب الوحيد الذي يتم التداول فيه على منصب الأمين العام، وأنه مع »ميثاق« يمنع الترحال بين قيادات ومناضل الأحزاب
  • والحق يقال أن »اتحاد الكتاب الجزائريين« استفاد من قصة »الانقلابات العلمية« في جبهة التحرير، كما استفادت الأحزاب الانقلابية من »صمت وزارة الداخلية« وتأخر إصدار الأحكام في العدالة الجزائرية… فمتى ينتهي عصر البزنسة الثقافية والسياسية ويطلع فجر »الاعتماد على النفس«؟.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!