-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
معايير التمويل تثير الاستياء

البطولة الكرويّة.. فرق في بحبوحة وأخرى بالفتات

صالح سعودي
  • 1338
  • 0
البطولة الكرويّة.. فرق في بحبوحة وأخرى بالفتات

تجددت متاعب أغلب الأندية الناشطة في القسم الأول مع الأزمة المالية، وفي الوقت التي حظيت بعض الفرق بدعم خاص ونوعي من طرف شركات اقتصادية عمومية سهلت لها المهمة وجعلتها في بحبوحة مادية، فإن بقية الأندية المشكلة لحظيرة تعاني في صمت، ما جعلها تواجه تأخرا واضحا من ناحية الانتدابات والخوض في غمار التحضيرات، ما جعل مشكل التمويل يقسّم أندية الدرجة الأولى إلى فرق تتمتع ببحبوحة مالية وأخرى تنتظر الفتات أملا في تدارك ما فات.

إذا كانت الجماهير الجزائرية تنتظر انطلاقة الموسم الكروي الجديد مع نهاية الشهر الحالي، فإن الحديث وسط مسيري مختلف الأندية يدور حول المشكل المالي الذي أزم وضعية أغلب الفرق الناشطة في حظيرة الكبار، وهذا دون الحديث عن الأندية التي تلعب في الدرجة الثانية أو في بقية الأقسام السفلى، حيث إن مصيرها متوقف على إعانات الجهات الوصية لتسيير متطلباتها وفق الغلاف المخصص من طرف البلدية والمجلس الولائي. ولم يتوان الكثير من المتتبعين وحتى أنصار الأندية عن طرق عدة تساؤلات مصحوبة بعلامات استفهام بعدما وصلوا إلى قناعة بأن طريقة تمويل الفرق يلفها الكثير من الغموض، في ظل غياب معايير واضحة وموضوعية، ما جعل البعض يقتنع بأن ذلك تسبب في انقسام بطولة أندية القسم الأول إلى مجموعتين، حيث أن الفرق المصنفة في الشق الأول لديها شركات وطنية جعلتها تعيش بحبوحة مالية ووضعية مريحة في هذا الجانب، ما جعلها تحسم ورقة الاستقدامات في وقت مبكر وفق صفقات كلفت أموالا طائلة، ناهيك عن برمجة تربصات تحضيرية خارج الوطن (مثل تونس وتركيا)، يحدث هذا رغم ان الكثير من هذه الأندية سبق لها أن عجزت عن تجسيد أهداف طموحة وتكبدت بنتائج هزيلة لا تعكس الإمكانات المادية المسخرة لها على مر المواسم الأخيرة.

وفي السياق ذاته، فإن أغلب الأندية الناشطة في حظيرة الكبار محرومة من مؤسسات وشركات اقتصادية عمومية تتولى تمويلها، ما يجعلها تنتظر في كل موسم مساعدات من السلطات المحلية (البلدية والولاية)، وهو الأمر الذي جعلها تعاني من تراكم الديون ناهيك عن المتاعب الناجمة عن عدم تسوية مستحقات اللاعبين في الوقت المحدد، وهو الأمر الذي يحول دون اللعب على أدوار طموحة في البطولة، فيكون بذلك ضمان البقاء بمثابة الهداف الأساسي الذي تراهن على تجسيده، وهذا بسبب عدة تراكمات ناجمة عن التأخر في انطلاق التحضيرات وكذلك تواضع نوعية الانتدابات، إضافة إلى استحالة الاحتفاظ بعناصرها البارزة التي تفضل تحيل الوجهة نحو أندية توفر لها عروضا مالية مغرية، فتبقى بذلك رهينة الديون والعجز المالي الذي يجعل اغلبها تستسلم لشبح السقوط ولو بعد حين.

والواضح أن البطولة الوطنية المحترفة ستبقى وفية لتقاليدها في ظل المنافسة الحاصلة بين أندية تتوفر على الكثير من الامتيازات من مؤسسات عمومية وأخرى تعاني متاعب بالجملة منذ نهاية الموسم إلى غاية انتهائه، ناهيك عن عوامل أخرى تعكس مرض الكرة الجزائرية من الناحية التنظيمية والإدارية، بسبب توكيل المهمة لمسيرين فاشلين، فيساهمون في تأزم وضعية فرق عريقة وذات شعبية، على غرار ما يحدث لشباب قسنطينة بسبب الصراعات الداخلية وبعض الصفقات المثيرة للجدل، آخرها التعاقد مع المدرب التونسي قيس اليعقوبي مقابل أموال خيالية قبل أن يتم فسخ عقده دون الحفاظ على حقوق النادي، مثلما تعاني مولودية وهرن وضعا مأساويا بسبب متاعب إدارية ومالية، ما جعل الحمراوة تدشن التحضيرات في غياب الطاقم النقي والمحضر البدني، وهي مظاهر تسيء إلى سمعة أندية عريقة سبق لها أن تألقت قاريا وإقليميا، ليتم تقزيمها بسبب ممارسات إدارية سلبية كان لها تأثيرها المباشر على الوضعية الفنية، بدليل أن أغلب الفرق التي غادرت القسم الأول خلال الموسم المنقضي كان لهذا السبب، على غرار سريع غليزان ووداد تلمسان ونصر حسين داي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!