رياضة

“البطولة المنحرفة”.. والمنتخب الوطني

ياسين معلومي
  • 2681
  • 6

بعد أسبوعين فقط، تنطلق كأس إفريقيا للأمم في نسختها الـ30 بغينيا الاستوائية، بعدما رفض المغاربة تنظيم المنافسة لأسباب تبقى “غير منطقية” ولا مقبولة، وضعت الهيئة الإفريقية في حيرة من أمرها، فلم تجد سبيلا إلى بقائها في القارة السمراء سوى اللجوء إلى غينيا الاستوائية، البلد الصغير جغرافيا والغني ماليا، والذي قبل استضافة المنافسة القارية “تبييضا” لصورته أمام العالم، وهروبا من الانتقادات الموجهة إليه سياسيا، لتبقى هذه الكأس الأفريقية الأصعب في تاريخ المنافسة القارية لعدم قدرة أنصار المنتخبات على التنقل بقوة لمساندة منتخباتها، مثلما يحدث لأنصار “الخضر” المجبرين على البقاء أمام شاشات التلفاز لمساندة زملاء براهيمي، لأن نقص المرافق الضرورية هناك يجعل نجاحها أمرا من الصعب تحقيقه.

وإذا كان الجميع في إفريقيا يرشح المنتخب الجزائري للتتويج بالتاج القاري نظرا إلى الأداء الراقي، الذي أصبح يقدمه “محاربو الصحراء”، سواء في كأس العالم أم تصفيات كأس إفريقيا الأخيرة، فإن الاتحاد الجزائري لكرة القدم لم يضع التتويج بكأس إفريقيا هدفا يسعى “الخضر” إلى تحقيقه بل اشترطوا على التشكيلة الوطنية الوصول إلى المربع الذهبي من المنافسة، واحتلال مرتبة مشرفة تنسينا الإقصاء المر الذي سجلته تشكيلتنا في كأس إفريقيا الأخيرة بجنوب إفريقيا في عهد البوسني وحيد خاليلوزيتش، ما أدخلنا في نفق مظلم لم نخرج منه إلا بصعوبة كبيرة وبإرادة فولاذية للاعبين الذين انتفضوا وأظهروا للعالم في البرازيل أنهم حقا أسياد إفريقيا ويستطيعون التتويج بـ”الكان”، وما تحديد الدور نصف النهائي كهدف ما هو إلا وسيلة لإزالة الضغط عن اللاعبين، الذي يعرفون في قرارة أنفسهم أن الجميع في الجزائر ينتظر منهم جلب الكأس الغالية، التي غابت عنا منذ أربع وعشرين سنة، حين فاز بها “الخضر” أمام نيجيريا في عهد المرحوم عبد الحميد كرمالي.

ولأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، لن تتوقف البطولة المحترفة بقسميها الأول والثاني خلال منافسة كأس إفريقيا للأمم، لأن بطولتنا المسكينة لم تمنح المنتخب الوطني سوى حارسين فقط، وتوقيف المنافسة أو بقاؤها لا يؤثر لا سلبا ولا إيجابا على منتخبنا الوطني، الذي أصبح مشكلا منذ فترة من لاعبين ينشطون في بطولات أوروبية تمتاز أنديتها باحترافية كبيرة وقوانين ردعية تحكمها، فلا يجوز لأي كان أن يهمل واجباته، ويتعدى على حقوق الغير أو يسير حسب أهوائه مثلما يحدث في بطولتنا الوطنية.

ورغم الهزات العنيفة التي تعرضت لها الرياضة الجزائرية خلال السنة الفائتة، والفضائح التي هزت شارعنا الرياضي، وتبادل التهم بين المسؤولين الكرويين، ومقتل لاعب كاميروني في ملاعبنا وانتشار العنف بقوة في مدرجات ملاعبنا بعدما عجز أصحاب القرار عن إيجاد حلول جدية لهذا الداء الخطير، والرشوة الذي أصبح يسيطر على كرتنا، دون أن تتحرك هيئاتنا لاتخاذ قرارات ردعية، وكأن المسؤولين يراعون أمورا أخرى لتفادي إقصاء من يستحق ذلك ومعاقبة المخالفين، فهل لأنديتنا وزن نادي جوفنتوس الإيطالي الذي تم إنزاله بقرار صارم في وقت كان يضم فيه أحسن وأغلى اللاعبين في أوروبا، إلا أن ثمة مظاهر إيجابية طبعت المشهد الرياضي الجزائري، كمشاركة تاريخية للمنتخب الجزائري في كأس العالم بالبرازيل وتأهل مريح لكأس إفريقيا وتتويج وفاق سطيف بلقب قاري يصعب على أي ناد جزائري آخر تحقيقه في الوقت القريب.. وعامكم سعيد وكل عام وأنتم بخير. 

مقالات ذات صلة