-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أطباء يصنفونه كنوع من الوسواس القهري:

“البيبليومانيا”.. جزائريون مهوسون بجمع الكتب دون قراءتها

نادية سليماني
  • 1085
  • 1
“البيبليومانيا”.. جزائريون مهوسون بجمع الكتب دون قراءتها
أرشيف

كثيرون لديهم هوايات مختلفة، وأحيانا تتحول الهواية إلى عشق الشيء ثم الهوس بتملكه… هذا هو حال بعض الأشخاص المحبين لجمع وتكديس الكتب دون قراءتها، فمُتعتهم الكبرى هي اقتناء أي كتاب تقع عليه أعينهم ومن ثم ترتيبه في المكتبة، أو حتى في صناديق دون قراءة ولو صفحة من هذا الكتاب… وهذا النوع من الأشخاص كثر في مجتمعنا.
تجدهم مدمنين على معارض الكتب، ويشترون عدة نسخ من كل كتاب صدر حديثا، ويتجولون في الأسواق الشعبية بحثا عن الكتب النادرة، وتراهم يتفقدون كتبهم ويوميا في المكتبات مخافة ضياع واحد منها، كما يرفضون وبشدة إعارتها للغير مهما حصل.. إنه ( البيبليومانيا) أو هوس الكتاب، مثلما يسميه المُختصون في علم النفس، وهو نوع من أنواع الوسواس القهري قد يدفع صاحبه حتى إلى سرقة كتاب دون الشعور بالذنب، وعلينا التفريق حسب المختصين بين هوس القراءة(البابليومانيا) وحب القراءة (البيبليوفيليا).
وفي الموضوع، أكد لنا نبيل في الأربعينات من عمره، وهو بائع كتب بالسّوق الشعبية لعين النعجة، وجود بعض الأشخاص المهوسين باقتناء الكتب خاصة النادرة منها، يقصدونه تقريبا يوميا ويشترون من عنده ولو كتابا واحدا، فأحد زبائنه الذي يقصده مرّة أسبوعيا، سأله البائع مازحا “هل تقرأ الكتب التي تشتريها”، فكان رد الزبون محيرا، حيث قال “لم أقرأ ولا كتابا في حياتي، أنا متعتي أن أراها مرتبة في مكتبتي وفقط”.
وأما رابح والذي يعرض كتبا وروايات نادرة للبيع، يضعها على طاولة بجسر ببلدية الحراش، فيؤكد لنا أنّ بعض زبائنه “مهابل” حسب تعبيره، فأحدهم يتصل به يوميا باحثا عن كتب جديدة، ويصر إصرارا غريبا، لدرجة غيّر البائع رقم هاتفه تهربا من اتصالاته.

يصرفون 40 مليونا في معارض الكتب لتكديسها على الرفوف

وتؤكد، المختصة النفسانية مونية دراحي في اتصال مع “الشروق”، أن هوس جمع الكتب هو نوع من الوسواس القهري، وكشفت أن كثيرا من المواطنين يقصدونها في العيادة يعانون منه، وحسبها “هذا الوسواس منتشر في مجتمعنا، وأصحابه لا يقرّون به”.
ومن بعض الحالات التي قصدتها، شاب مهوس باقتناء الكتب، لدرجة يصرف خلال كل معرض للكتب قرابة 40 مليون سنتيم، والغريب أنه لا يقرأ ولا كتابا واحدا منها، بل يكدسها في مكتبته.
ومن أعراض هذا الوسواس، شعور الشخص بسعادة كبيرة عند تواجده بين الكتب، ومراقبته لكتبه يوميا مخافة ضياع أو سرقة واحد منها، واستحالة أن يعيرها لشخص أخر مهما كان عزيزا، وفي حال أعارها فيضع ضغطا رهيبا على الشخص الثاني ليستعيد كتابه، وفي حال وجد ورقة مُمزقة أو تالفة فهي الكارثة… لدرجة أن البعض يقوم بدفن كتبه التي يشتريها مخافة ضياعها… !!
ويتحوّل الكتاب عند هؤلاء الأشخاص لحُبّ أو عشق مرضي يسيطر على تفكير المريض، فيقضي حياته كاملة بحثا عن تكديس الكتب.
وتقول درّاحي، إن المرضى لا يعترفون بهذا الوسواس، ولكنها تكتشف ذلك، عندما يكثرون الحديث عن كتبهم، ويحتاج هذا المريض لجلسات علاج معرفي سلوكي، بجانب العلاج الدوائي للوسواس القهري، إضافة لجلسات استرخاء ورياضة، ومحاولة دمج المريض في علاقات اجتماعية لصرف انتباهه عن الكتب.
ويُذكر، أنه من أشهر الحوادث التي حصلت بسبب وسواس الكتب، قيام الأمريكي ستيفن بلومبرغ بسرقة حوالي 23000 كتاب نادر تقدر قيمتها بـ 5.3 مليون دولار، إرضاء لوسواسه القهري، أما البارون توماس فيليبس فقد اقتنى أكثر من 160 ألف كتاب، وبعد وفاته أقيم مزاد لبيعها، واستمر المزاد لبيع مجموعته 100 سنة كاملة بعد وفاته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • n

    ana li nselflou ktab mayrej3ouch mais ma3andich maktaba w maranich mahoussa bjam3 lkoteb