الجزائر
بعد انتشار الصور والأسعار على "الفايسبوك".. الأئمة يحذرون:

التباهي بصور الأضاحي والتفاخر بأسعارها لا يجوز ويقلل من أجرها

زهيرة مجراب
  • 5849
  • 7
ح.م

يتباهى العديد من المواطنين والشباب بأسعار أضحية العيد، فينشرون صورها على صفحاتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، مرفقة بسعرها المرتفع ليتباهوا بمقدرتهم على شرائها، كما لا يفوّتون الفرصة لترديده في المجالس والتجمعات في زمن الغلاء ووقت عجز الكثيرون عن القيام بهذه السُنة المؤكدة.
حذّر الأئمة الشباب وخصوصا رواد مواقع التواصل الاجتماعي من التفاخر والتباهي بثمن الأضاحي، وهو من الأعمال المنتشرة وسط المراهقين، لكن الشرع نهى عنها لما فيها من ضرر نفسي للفقراء، كما تذهب أجر الأضحية واستشرت هذه الظاهرة بشكل كبير هذا العام، نظرا لارتفاع أسعارها وتجاوزها سقف المعقول، حيث صنفت أسعار الأضاحي في الجزائر الأغلى سعرا مقارنة بباقي الدول العربية، حيث يتخطى محليا 5 ملايين سنتيم، وفقا لموقع “الخليج أون لاين” حسب “الأنفوغرافيك” تم وضعه في 2017، حول سعر الأضحية في كل بلد عربي وقد جاءت البحرين، السودان، السعودية في الأقل ثمنا وحتى دول الجوار.
ويخوض الأئمة حملة للتحذير من التباهي بالأسعار، حيث أكد إمام مسجد الكاليتوس الشيخ كمال بعزيز، في اتصال لـ “الشروق”، بأن الأضحية من القربات لله عز وجل لقوله تعالى “لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم”، وهي سُنة مؤكدة ويستحب على أهل البيت أن يشهدوها، فالرسول “صلى الله عليه وسلم” قال: يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك فإنه يغفر لك بكل قطرة من دمها كل ذنب عملتيه”، وهي استجابة لنداء إبراهيم عليه السلام، وقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين فاختارهما خاليين من العيوب.
واستنكر الإمام بشدة المفاخرة في العبادة، فالأضحية هناك من يبتغي الأجر والتقرب من المولى عز وجل، وهناك من يريد اللحم وهناك من يتفاخر بها والتفاخر والخيلاء والرياء والمكابرون من الأعمال المحبطة للأجر والمقللة له، لذا لابد على المضحي تفاديه وهذا السلوك يؤثر بشكل كبير على الفقير الذي لا يستطيع شراءها، ففيها ازدراء وإهانة للآخرين، فالمعنى الحقيقي للأضحية هو البحث عن الفقراء ومشاركتهم فرحة العيد لا التباهي عليهم. وأكد إمام مسجد الكاليتوس خطورة هذا السلوك فالمولى عز وجل لا ينظر إليهم يوم القيامة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد حث على التكتم على الصدقات حتى لاتعلم اليد اليمنى بشماله.
ونبه الشيخ كمال بعزيز لخطورة الصور الفايسبوكية المتداولة ومقاطع الفيديو لمبارزات الكباش، والتي يتم التحضير لها في هذا الفضاء الافتراضي، ويتم الرهان على مبالغ مالية تصل حتى 300 مليون سنتيم، موضحا بأن هذا السلوك مشين ولا يمت للإسلام بصلة، وهو حرام ولا تجوز هذه الكباش للتضحية، فهي من الأعمال المحرمة وفيها تشبه بالجاهلية وفساد في الأموال وكفر بالنعم.

مقالات ذات صلة