الشروق العربي
البروفيسور بوزيد بومدين الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى:

التبشير المذهبي الأجنبي يهدد استقرار الجزائر

حسان زهار
  • 6126
  • 39
ح.م
البروفيسور بوزيد بومدين

يتوقع البروفيسور بوزيد بومدين الأمين العام للمجلس الاسلامي الأعلى، أن تعرف المملكة العربية السعودية موجة جديدة من الاصلاحات ضمن رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد، والتي ستشكل برأيه صدمات جديدة في الأفق خاصة بالنسبة للمعارضين لهذه السياسة، مشيرا في حواره للشروق العربي بأن الوهابية لم تبق كما هي ولكنها تفرّعت وتنوعت قراءتها، وأغلب الدّعاة الجدد خصوصاً مزجوا وهابيتهم بالاخوانية، وأن ما يحدث اليوم من اعتقالات للعلماء هو امتداد لما حدث زمن المأمون الخليفة العباسي من مأساة أحمد بن حنبل، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الكثير من المشاكل في فهم الدين مرجعها ميراث من الصراع خاصة في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي بين الزوايا من جهة وجمعية العلماء المسلمين من جهة أخرى.

أحدثت التغييرات السياسية في المملكة العربية السعودية صدمة في الأوساط الشعبية الاسلامية بسبب التوجهات الجديدة للمملكة في ظل بن سلمان .. كيف تقرأون هذه التغيرات والى أين ستؤول برايكم؟

كنت عايشت نقاشاً في المملكة قبل هذه التغيرات أثناء حضوري بعض المؤتمرات أو في المهام الرسمية، لقد كان هناك تملْمل داخل المجتمع السّعودي بحكم وجود أجيال جديدة أغلبها تكّون في الخارج وانفتح على الغرب، وكذا وجود وسائل تواصل جديدة، كما أنّ الانتماء المذْهبي والعَقدي للملكة كان محتاجاً إلى التجديد، هذا فضلا عن تطور في التركيبة الاجتماعية التي تشهد انفجارات متتالية بحكم تطور القِيم والتّقاليد، وأعتقد أنّ التّغيرات التي أحدثتها السّلطة في السّعودية هي عملية استباقية لتفادي انفجاراً قد يَكون أثره سلبياً على مستقبل المملكة، من هنا يمكن القول “المملكة لها ربيعها الخاص”، وأتصور أن تطورات لاحقة ستكون سواء في تشجيع السّياحة بالبحث عن موارد أخرى غير الحج والعمرة في إطار رؤية 2030، وهذا يتطلب تغيير في الذهنية والتصورات في القبول بالآخر، واعتماد ما كان يراه بعض علمائهم كالآثار المادية والاهتمام بها، فلا خوف على “شِرك الناس” أو “معتقداتهم”، وأن استراتيجية تفكيك خطاب التطرف التي تعتمدها “رابطة العالم الإسلامي” التي هي السّفارة العالمية الثقافية للسعودية سوف تعيد تأويل مسائل دينية كانت في حكم اليقينيات مثل قضايا الجهاد ومفهوم “الحَاكمية” و”الدَولة الإسلامية”، أو من خلال تجاوز بعض الفتاوى التي تقف أمام حلّ مشاكل الحج أو القضايا المالية والاجتماعية، وأتصور أيضاً أنّ انفتاحاً سيكون من بعض فقهائهم في التقارب مع تيارات دينية أخرى كالمتصوفة والأشاعرة والإباضية، وستكون هناك صدمات جديدة بالنسبة للذين ظَلّوا مُقلدين عندنا لغيرهم.

هذه التغييرات لها تأثيراتها المباشرة على ما يسمى بالفكر الوهابي الذي كان يسيطر على المملكة.. هل سنرى نهاية حقيقية وقريبة لهذا الفكر؟

طبعا منذ سنوات تحدث البعض عن “وهابية ناعمة” في قطر حين تم تشييد مسجد محمد بن عبدالوهاب بالدوحة وهي منافسة على مستويات أخرى من ذاك عُبِّر عنها في اختلاف لقراءة الوهابية، غير انه بالنسبة لي هو تلاقي وتزاوج بين بعض ما في الوهابية بالفكر الإخواني مثل “السّرورية” التي انتعشت في السعودية وتسمى أحياناً بـ”الصّحوة” وتَندّر بعضهم منها على “أنّها أي – السّرورية أو من على شاكلتهم -تلبس بَنطلون سيد قطب وعَمامَة محمد بن عبدالوهاب”، وهذا معناه أن الوهابية لم تبق كما هي ولكنها تفرّعت وتنوعت قراءتها، وأغلب الدّعاة الجدد خصوصاً من دعوا للجهاد في الربيع العربي مزجوا وهابيتهم بإخوانية غَنيّة بالتنظير للدّولة الإسلامية وهو ما يُفتقد في كتب عبدالوهاب التي اقتصرت على الأصُول الثلاثة العَقَدية.

ما هي التداعيات التي قد تتركها برأيكم الاعتقالات الواسعة التي مست عددا كبيرا من علماء المملكة ممن يرفضون الرضوخ للأوامر الجديدة بتغيير الوجهة؟
طبعا ً أي تغيير سياسي قد يكون ضحيته المثقف أو الفقيه خصوصاً من كان مرتبطاً بالسّلطة، لقد كانت بعض بلدان الخليج العربي ملاذا منذ نصف قرن لتيارات دينية ودُعاة، رعتهم ووفّرت لهم الوظائف، وكانوا جزءا من الصّراع ضدّ المعسكر الاشتراكي كما صرح بذلك ولي العهد السّعودي، كما أن “النّخب الدينية” المعارضة للدولة القومية في بلدانها والحالمة بتأسيس “الدولة الإسلامية”، تُدعم كتابها ومنتوجها الثقافي عبر مؤسسات خليجية سواء في هذه البلدان أو في بعض البلدان الغربية مثل بريطانيا، وطبيعي أن التحوّل الذي حدث مع رؤية 2030، والصراع القطري -السعودي الإماراتي- يُلقي بظلاله على الموقف من هذا التيار أو ذاك، وهنا نشهد انتهازية بين قوسين بعض “الشخصيات الدينية” في الاستفادة من هذا الصراع والتموقع، وما حدث زمن المأمون الخليفة العباسي من مأساة أحمد بن حنبل حدث لآخرين كانوا قريبين من السّلطة ثم سجنوا حين تحالف الحنابلة مع المتوكل الخليفة، أو التضييق والتشريد الذي عانى منه المتصوفة كالقشيري والاشاعرة في نيسابور حين تبنت السّلطة فيها آراء الحنابلة، علاقة تأويل الدّين بالسلطة ظاهرة عرفتها كل الحضارات، طبعا لا أحد مع قمع الحريات الفردية والجماعية، ولكن التحريض على العنف باسم الجهاد أو الدعوة لإسقاط الحكومات باسم الدّين يعتبر في الأساس تعدياً على الحقوق وممارسة للعنف.

هل سنكون بهذا أمام تأويل جديد للوهابية -الحنبلية مستقبلاً؟

دعنا نقول أن الوهابية قُرئت بتأويلات مختلفة بسبب التغيرات الدولية والمواقف السياسية، فالجامية-المدخلية هي حَاجة دينية جديدة ظهرت مع الصّراع الخليجي في حربها الأولى زمن الاحتلال العراقي للكويت، وتطورت المدخلية إلى حدّ التجريح في علماء من نفسْ التيار، وذكرنا قبل قليل “السّرورية أو الصّحوة” المُطعمَة بآراء الإخوان المسلمين، وربما سنكون أمام تبلور تيارات جديدة تقرأ تراثها الحنبلي -الوهابي في ضوء التغيرات والمصالح والاستراتيجيات الجديدة في المنطقة،كما أنني أتصور رؤية جديدة للدّين في المملكة السعودية تعتمد “القِيم العالمية” قناعة أو تكتيكاً وتجد لها توافقاً دينياً عبر تأويل لا يرتبط أساساً بالمذهب الفقهي، وهناك ملاحظة أريد إدراجها هنا وهو أن التمسّك بمذهب فقهي ما قد يكون له علاقة بالتركيبة الاجتماعية والقبلية لبلد ما، وأن أي تغيير في هذه البِنية إضافة للتحولات السياسية والدولية يكون من نتيجته إعادة القراءة للمذهب أو الخروج منه تدريجياً.

هناك إشكالية واضحة بالجزائر تخص المرجعية الدينية، أو بالأحرى المرجعية العلمية الجزائرية، مع ندرة العلماء البارزين بالجزائر الذين يمكنهم استقطاب الشباب الى نوع من الخطاب الاسلامي الحضاري غير المتطرف.. أليست هذه اشكالية عويصة تدفع بالكثيرين الى اتباع مشايخ الخارج بكل ما يحمل ذلك من مخاطر؟
أنا شخصياً بدأت أقْلق من استعمال لفظ “المَرجعية” وأفضل “الخصوصية الدينية والثقافية” لأنه في تقليدنا التاريخي لا يوجد “المَرجَع” الذي لا يناقش، عندنا “المشيخة” بمعناها الفقهي والروحي والصوفي، وهي لا تشكل إلزاماً، طبعا في الدستور لا يوجد تفصيل الخصوصية، ولكن لفظ الإسلام، أما التعبير المذهبي والعقدي والسّلوكي فهو متوارث منذ قُرون وظلّ سياجاً اجتماعياً وقانوناً تنظيمياً للعلاقات الأسرية والاجتماعية، والخلل الذي حدث في التسعينات من القرن الماضي هو البحث عن تأويل آخر للإسلام لتقويض الدولة مثل ما سعت فرنسا في تمسيح الجزائريين من أجل الهيمنة لكون الخصوصية الدينية المغاربية ظلت هي الحافظة للانسجام الاجتماعي ووحدة الجزائريين، لكن هذه الخصوصية تحتاج لاجتهادات جديدة وفق رُؤيَة إنسانية عصرية ويبقى معنا ما يستطيع العيش والتأقلم مع التطورات، من هنا نحتاج إلى من جهة إلى قانون توجيهي عام مَرن لحماية هذه الخصوصية مادياً في المعمار الإسلامي المغاربي مثلاً ولا مادياً في نصوص فقهية وعقدية وصوفية مفتوحة لا تكون عائقاً معرفياً يحول دون النظر والاجتهاد، ولكن على مستوى المؤسسة الدينية يكون الإلزام في احترام والالتزام بهذه الخصوصية، كما أن بعض هذه الخصوصية في ماديتها أو رَمزيتها تعتبر ثراء وطنياً ثقافياً وسياحياً.

التوجه العام نحو دعم التصوف أو الطرقية أو الزوايا، ألا ترون أنه تم تسييسه بشكل واضح، إلى درجة ساذجة أحيانا في زمن الحرية الدينية وارتفاع درجة الوعي؟

التصوف والزّوايا هي تعبيرات دينية وثقافية مثل المذاهب الفقهية والتيارات الدينية قد تستغل من هذا الطرف أو ذاك، قد تكون مع السّلطة أو ضدّ؟ والزوايا عندنا في الأساس “رُبَط” جهادية قاومت الحملات الصليبية واحتلال سواحلنا بعد سقوط غرناطة وانهيار السلطة المركزية بعد دولة الموحدين، هذه النشأة التاريخية المرتبطة بالحاجة للدفاع عن الإسلام وأيضاً الإصلاح بين الناس ومساعدة المحتاجين ومواجهة الفاقة والمجاعة هي الرمزيات التاريخية التي نشأت فيها، أما ما حدث بعد ذلك فطبيعي أن تطغى سِمات سلبية في مرحلة ما أو إيجابية في مَراحل أخرى، فالقرن التاسع عشر في الجزائر هو قَرن مقاومة باسم “سِبْحة المشايخ” التي كانت ضوء يتلألأ ولكن تم التّدْجين في القرن العشرين فكانت الحركة الوطنية هي البديل في السَّعي لتحرير الوطن، رغم أن بعض هذه الزوايا ظل رمزاً للتحرير في ليبيا السنوسية وفي بعض بلدان إفريقيا التيجانية والقادرية والرحمانية، للأسف نحن نعاني من ميراث صراع الثلاثينات والأربعينات بين جمعية العلماء المسلمين والزوايا ونحتاج من يعطي رؤية تاريخية جديدة وينقلنا نحو أفق المستقبل، أما التوظيف السياسي كما قلت فهو طبيعي جدا أن يكون لهذا التيار الديني أو ذاك؟ لهذه الزاوية أو تلك؟ وكما قلت لك الزّاويا لم تكن بعيدة يوما ما عن وظائفها الاجتماعية والسياسية، وحين احتاجتها السلطة الجزائرية زمن المحنة والدم كانت حاضرة في تقديم خطاب سياسي سلمي ينبذ العنف والتطرف، وأعتقد مازالت تحمل إمكانات تاريخية ورمزية ولكن تحتاج إلى إصلاح وتجديد ودعم ومجالس علمية استشارية ترافق هؤلاء المشايخ.

بدوره التيار المدخلي يناور بقوة ويتمدد في ظل صمت واضح حياله.. هل تنظرون صراحة لخرجات أمثال الشيخ فركوس خاصة في موضوع التكفير والمفهوم الضيف لأهل السنة والجماعة؟

بعض التيارات الدينية في الجزائر بمختلف توجّهاتهم يُعيدون تنظيم أنفسهم وانتشارهم من خلال التجمعات في الملاعب وقاعات الحفلات ودور الثقافة و التحايل على قانون الجمعيات الدينية الذي يتطلب رخصة من وزارة الشؤون الدينية يؤسّسون جمعيات باسم الثقافة ولائية وينشطون دينياً وهذا تحايل واضح .
بالنسبة لبعض السلفيين يقولون عن أنفسهم أنهم “السّلفية العلمية” وحتى ندواتهم الدعوية يسمونهم “علمية” كما يعتبرون أنفسهم “جماعة السنة” ويدعون أن ذلك لا يتعارض مع سُنيّة الجزائريين لكنهم يتبنّون المذهب الحنبلي (أحمد بن حنبل 164هـ-855م) والرؤية الوهابية في الأصول الثلاثة وينكرون على الأئمة مالكيتهم كما يُبدعون قراءة القرآن جماعة والذكر الجماعي، ويرفضون التصوف كلية. ويعتبرون الإباضية من الخوارج وفاسدي العقيدة، والتيار المدخلي ـ السلفي (نسبة لربيع هادي المدخلي) هو أخطر التيارات اليوم بعدما دعا إلى قتل الإخوان المسلمين واعتبارهم أهل بدعة وأهواء، وهم يرُدّون على بعضهم البعض بالسّب والتجريح، وهو ماحصل ضد زميلهم العيد شريفي سابقا واحصل مؤخرا من تفتيت داخل مجموعة الإثني عشر الفركوسية وما أصاب الشيخ عابدين حنيفي من سهامهم، ونشاطهم اليوم معروف في طبع مجلتهم “الإصلاح” وإعادة طبع كتب مشايخهم بصورة غير قانونية ومرخّص بها، وتوزيع المطويات في بعض المساجد، كما أن بعض أقطابهم في الجزائر هم أئمة مساجد.

ولكنهم ينشطون بحرية؟

حاول بعضهم أن يستمدوا شرعيتهم من التراث السنّي للجزائر ومن “جمعية العلماء المسلمين” ودورهم في توجيه النداء للإرهابيين ومفاوضتهم للسّلفيين الجهاديين قبل المصالحة، وينسبون المصالحة السياسية لأنفسهم، نعم قد اعتمد الأمن على بعضهم، وهذا مما قوّاهم فيما بعد وتدخلوا من أجل أن يُعيّنوا كأئمة أو معلمي قرآن، لكن أن يتحولوا إلى طائفة ترفض الآخرين وتحاول احتلال المنبر المسجدي هذا هو الخطر، أما قولهم الذي يتودّدون به للسلطة في “حرمة الخروج عن الحاكم” فهذا خطير لأنهم بذلك يحرّمُون الاضرابات والتجمعات والانتخابات والحزبية وهذا مخالف للدستور.
نحن هنا لسنا ضدّ هذا التفكير السّلفي، فلكل حريته وطريقته التي يتعبد بها، ولكن أنا ضدّ أن يتحولوا إلى “طائفة” وتكون لهم مساجدهم الخاصّة، أو تكفير المجتمع الجزائري وتقسيمه إلى السنة الصحيحة والسنة المبتدعة.
السلفية في بلدها المنشأ تعرف مراجعات من طرف المشايخ ومراكز البحث، والمملكة العربية السعودية تنظر إلى الأمام إلى سنة 2030، وهناك تعايش في بعض مدنها مثل مدينة الأحساء التي فيها الشيعة السنة والمالكية والشافعية مع الحنبلية السائدة، وقد شاركت في بعض مؤتمرات بالسعودية تقوم بدور نقدي ضدّ كلّ تفكير إرهابي أو تكفيري.
إن تزايد حجم أتباع السّلفية في الجزائر يشكل خطراً حين لا يستطيع التعايش مع خصوصية الشخصية الجزائرية أو يحاول القضاء على انتماءات تاريخية.
ولكن أتوقع مراجعات عندهم وتخلي بعض مشايخهم عن الرؤية المتشددة. كما أنه يجب أن يكون الخلاف معهم في إطار فكري وحضاري وان لانكون نحن ايضا متشددين ويكون ذلك في إطار احترام الحريات . ولكن انا ضد تحول الفكرة الدينية إلى طائفة تتخذ من الآخرين أعداء وتقسم المجتمع على اساس الكفر والإيمان بمقاييس هي تأويلات عقدية.

هناك تساؤلات كبيرة تطرح حول موقف المجلس وكذا الموقف الرسمي من انتشار التشيع في الجزائر، بشكل مخيف من دون أن تكون هنالك آليات واضحة لردعه؟

خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة يوم العلم كان واضحا في توصيف المجتمع الجزائري بالسني . وهو هنا ينظر إلى هذه المسألة كميراث تاريخي بشكل قوة انسجام واستقرار الجزائر طبعا مع الاجتهاد والإبداع. وهي سنية منفتحة ميزتها التعايش مع الآخر. الإباضية بقيت كانتماء في الأساس لا يختلف عن المالكية فقها الا في بعض الجزئيات الصغيرة فرعية. والتشيع الفاطمي لم يبق الا 70 سنة في القرن الثالث الهجري ثم فك الارتباط المعز بن باديس مع الشيعة الإسماعيلية بعد دور بعض خطباء والفقهاء في الدعوة لمقاطمة صلاة الجمعة لما شابها من التعرض لعائشة والصحابة. والانتماء هذا كان في غالبه سياسيا أكثر منه شعبيا ولذا لم يستمر معنا . وأتصور أن معالجتنا اليوم لمسألة التشيع او التبشير لمذهب ديني آخر ان يتم وفق قوانين الدولة وعدم الاعتداء على الدستور الذي ينص على الحريات الفردية والجماعية.. والدستور يكفل حرية التدين وممارسة الشعائر الدينية وفق مرسوم 2006. الجزئر كانت تستقبل علماء شيعة منذ السبعينات في مؤتمرات الفكر الإسلامي كما تعرف الباحثون والطلبة وكتبوا أطروحات حول باقر الصدر وعلي شريعتي ومطهري. المشكل اليوم هو في التبشير المذهبي والرغبة والسعي بكل الوسائل لتحويل المواطنين عن مذاهبهم الأصلية وهناك من يسعى من دوائر غربية لتحويل المجتمع الجزائري إلى فسيفساء دينيا، أعتقد أن هذه التأثيرات طبيعية في أي مجتمع ولكن يكون ذلك في إطار قانوني حين تمارس التدين جماعيا اما المستوى الفردي فكل له حريته وليس من مصلحة الجزائر كذلك ان تتحول إلى ساحة صراع بالوكالة دينيا وسياسيا ففضاؤنا المغاربي-الافريقي له خصوصيته تختلف عن أزمات المشرق العربي . المشكل الحقيقي أيضا هو في تداخل بين المال والتبشير المذهبي وهذا موضوع آخر

مقالات ذات صلة