التحريات الأولية تؤكد أن خللا فنيا في المحرك وراء المأساة

عاشت ولاية أدرار، ليلة أول أمس، حالة استنفار قصوى إثر سقوط مروحية عسكرية من نوع “مي-171″، تابعة للقوات الجوية بمنطقة رقان كانت في مهمة مراقبة الحدود الجزائرية، إثر خلل تقني حيث لقي 12 عسكريا مصرعهم، فيما نجا شخصان أصيبا بجروح خطيرة تم تحويلهما للمستشفى العسكري بعين النعجة بالعاصمة، في حين أمر الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش، بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث، كما تم تشكيل خلية أزمة لمتابعة الوضع.

وكشفت مصادر “الشروق” أن قائد  المروحية “مي 171″، حاول الهبوط اضطراريا بعد أن تأكد من وجود خلل تقني، لكنه لم يتمكن من تنفيذ الهبوط الاضطراري، وأضافت المصادر أن هيئة أركان الجيش شكلت  لجنتين، للتحقيق قي ملابسات الحادثة، الأولى أمنية عسكرية، والثانية تقنية مكونة من خبراء تقنيين في مجال سلامة أمن الطائرات العسكرية. وتتكون اللجنة من خبراء من القوات الجوية تلقوا تدريبا في مجال صيانة الطائرات من نوع ” Mi-171 “، أما اللجنة الثانية فهي لجنة أمنية تم تكليفها بالتحقيق حول هوية ركاب من العسكريين وغير العسكريين وإعداد تقرير حول احتمال تعرض الرحلة لعمل تخريبي.

وتشير التحقيقات الأولية التي قامت بها لجنة التحقيق التي شكلها الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي  والتي تتكون من خبراء من القوات الجوية تلقوا تدريبا في مجال صيانة الطائرات من نوع ” Mi-171    “، إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لسقوط المروحية من خلال فحص الصندوق الأسود بعد تفريغ  بياناته يعود إلى خلل فني  بالمحرّك، مما أدى إلى سقوطها، إلا أن التحقيقات مازالت متواصلة إلى حد الساعة للكشف عن ملابسات الحادث.

عقيد وطبيب وعدد من الضباط من بين الضحايا

الفريق قايد صالح ينتقل إلى مكان الحادث بأدرار

أمر نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس الأركان أحمد قايد صالح الذي  تنقّل أمس رفقة قائد الناحية العسكرية الثالثة اللواء شنقريحة، إلى مكان الحادث الأليم الذي وقع بمنطقة تنزروفتّ، بعد ساعات فقط من سقوط حوّامة تابعة للقوات الجوية الجزائرية من نوع “مي-171” بالقطاع العملياتي بأدرار بالناحية العسكرية الثالثة.

وأشارت مصادر مطلعة لـ”الشروق”، إلى إنّ أسباب الحادث الأولية تعود إلى خلل تقني بالحوّامة التي كانت معها حوامتان في مهمة استطلاعية بصحراء تنزروفت، للإطلاع على الأوضاع الأمنية بالمنطقة. علما أن من بين الشهداء قائد الأمن العسكري بأدرار الرائد عبد الرحيم الذي ينحدر من ولاية ميلة، والطبيب الملازم الأول توفيق من قسنطينة، والرقيب الأوّل عدلان رماش من ولاية ميلة. فضلا عن ضابط برتبة عقيد ينحدر من قسنطينة.

وأشرف قايد صالح على تشكّيل لجنة للتحقيق في ملابسات الحادث الأليم، وتم صبيحة أمس تمّ نقل جثامين الشهداء إلى قاعدة بوفاريك، في حين تمّ نقل الجريحين إلى مستشفى عين النعجة العسكري بالعاصمة لتلقي العلاج.

كرونولوجيا سقوط الطائرات العسكرية الجزائرية

ـ 30 جوان 2003 تحطم طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية الجزائرية من نوع هيركوليس سي 130 عقب سقوطها على حي فتال السكني ببني مراد قرب منطقة بوفاريك بولاية البليدة مما خلف مقتل 20 من سكان الحي من بينهم أربعة من أفراد الطاقم وتسجيل نحو ثلاثين جريحا وذلك عندما كانت تحلق بالقرب من القاعدة الجوية العسكرية لبوفاريك وأصابها خلل فني في محركاتها.

ـ 9 ديسمبر 2012 اصطدام عنيف بين طائرتين عسكريتين من نوع ميغ انطلقتا من القاعدة العسكرية بطفراوي بإحدى المناطق الفلاحية الواقعة بقرية الخراريج 3 كلم عن منطقة عين كروف ببلدية عين النحالة بمحاذاة الطريق السيار شرق ـ غرب بأقصى شرق ولاية تلمسان ومقتل 4 طيارين كانوا على متنهما.

ـ 11 فيفري 2014 تحطم طائرة نقل عسكرية تابعة للقوات الجوية الجزائرية من نوع هيركوليس س 130 بقمة جبل فرطاس بولاية أم البواقي عندما كانت تضمن رحلة جوية من مطار تمنراست اقنار نحو مطار محمد بوضياف بقسنطينة مرورا بمطار ورقلة مما خلف مقتل 77 من ركابها وتسجيل ناج وحيد.

ـ 13 أكتوبر 2014 أعلنت وزارة الدفاع عن سقوط طائرة عسكرية من نوع سوخوي، “سو-24″، خلال عملية تدريب في منطقة حاسي بحبح، في ولاية الجلفة، وخلف الحادث مقتل طاقم الطائرة المكون من قائد الطائرة وضابط ملاحة.

وفي 11 نوفمبر2014 تحطمت طائرة عسكرية جزائرية من نوع “ميغ 29″، خلال حصة تدريبية، ونجا الطيار الذي كان يقود الطائرة بعد ما استعمل مظلة النجاة.

ـ وفي مارس 2015 سقطت طائرة عسكرية أخرى، في منطقة عين كرشة بولاية أم البواقي، أودت بحياة 102 شخص، نجا منهم شخص واحد.

ـ 27 مارس 2016، سقوط مروحية عسكرية  من نوع “مي-171″، تابعة للقوات الجوية بمنطقة رقان بولاية أدرار، إثر خلل تقني، حيث لقي 12 عسكريا مصرعهم.