-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التحسين.. مع التحصين

عمار يزلي
  • 567
  • 1
التحسين.. مع التحصين

التحركات الخارجية للدبلوماسية الجزائرية في عهد الرئيس تبون، تتكثف منذ عودته من رحلته العلاجية بألمانيا، إن على المستوى الإفريقي أو على المستوى المغاربي والدولي. الأهمية التي توليها السلطة الجديدة للعلاقات الجزائرية الإفريقية المتجددة أهمية قصوى بالنظر إلى متطلبات المرحلة والوضع الاقتصادي والسياسي والأمني الذي يحيط بالبلد. كما أن العمل مع دول الجوار بات اليوم حجر الزاوية في تثبيت الاستقرار الأمني والسياسي على الحدود، على اعتبار أن هذا يضمن الاستقرار الداخلي سياسيا وأمنيا واقتصاديا، لهذا نشهد تكثيفا في الزيارات الخارجية لوزير الخارجية صبري بوقادوم إلى دول الجوار بعد سلسلة من الزيارات إلى العمق الإفريقي من أجل إعادة تموقع الجزائر في عمقها الاستراتيجي الذي عزلت الجزائر نفسها منها أو عُزلت في زمن حكم الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة. الزيارات الأوربية أيضا نراها تتعزز مع الدول ذات العلاقة بموضوع الأمن الجواري، وهذا يفيد بأن الدولة تعمل على “التحسين” من أجل “التحصين”: تحسين العلاقات الجوارية لتحصين حدودها وأمنها الداخلي، وهذا من دواعي الأمور التي تركناها لسنوات، عرضة لكل المخاطر والمجازفات الجوارية والفرنسية على حدودنا الجنوبية والجنوبية الغربية.

حوالي 9 آلاف كيلومتر من الحدود البرية ونحو 1200 كلم من الحدود البحرية و2.4 مليون كلم مربع من مساحة البلاد، ليس بالأمر الهيِّن ضبطه وضبط استقراره، فالجزائر دولة بحجم قارة، مع ذلك، تشهد الجزائر استقرارا داخليا تُحسَد عليه بفضل القائمين على ذلك في قواتنا المسلحة وجيشنا الوطني الشعبي، الذي يواصل تأصيل دوره الشعبي ويكرس حقيقة امتداده التاريخي كجيش وطني شعبي سليل جيش التحرير الشعبي. غير أن هذا لا يكفي، والديبلوماسية السياسية والاقتصادية والأمنية، كلّي في الكُلّ، وقد ذكر ذلك بيانٌ للخارجية بشأن الوضع الأمني في مالي: الحل الأمني وحده لا يكفي.

العمل الأخير لوزير الخارجية، كان مع دول الجوار وبعض الدول الأوروبية التي تربطها بالجزائر ملفاتٌ محددة كالهجرة غير الشرعية وملف الصحراء الغربية، هذا الملف الذي تعمل عليه الجزائر منذ أكثر من سنة لإعادة إحياء المفاوضات بين الطرفين المتنازعين: المملكة المغربية وجبهة البوليساريو التي تعتبرها الأمم المتحدة ومعها القارة الإفريقية والجزائر قضية تصفية استعمار وآخر بلد مستعمَر في إفريقيا، انتقل من دولة مستعمِرة وهي اسبانيا إلى دولة ثانية وهي المغرب. لهذا، كان على وزير الخارجية أن يذكّر القيادة الاسبانية في أعلى هرم السلطة بضرورة تحمُّل مسؤوليتها التاريخية في المساهمة في حل نزاع مضى عليه نحو أربعين سنة. قبل هذا، كانت هناك اتصالاتٌ بين الجزائر وموريتانيا وأيضا بين الرئاسية الصحراوية وموريتانيا بشأن معبر الكركرات الذي هو معبرٌ بين الأراضي الصحراوية وموريتانيا باتجاه العمق الإفريقي، وليس معبرا مغربيا موريتانيا، بما يفي بأنه على موريتانيا التي تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية أن تضبط حدودها ومعابرها وأن تلتزم بالشرعية الدولية. في هذا السياق العمل جارٍ بين الجزائر وموريتانيا لتحديد لجنة حدودية بالمنطقة الجنوبية بين الجزائر وموريتانيا، مع العلم أن حدودنا من الصحراء الغربية والتي هي الأقاليم المحررة، تمثل للجزائر منطقة عازلة عن القوات المغربية المحتلة لبقية المناطق الداخلية التي تمتد من الشمال إلى الجنوب مع الحدود الموريتانية يتخللها طريق تجاري يستعمله المغرب وفرنسا وحتى اسبانيا في التجارة مع الدول الإفريقية عبر أراض محتلة.

الديبلوماسية الجزائرية، تعمل على تفكيك الألغام الحدودية مع الجيران سواء بالترسيم أو بالتحسين أو عن طريق التأمين والتحصين لِما لمسألة الحدود من أهمية في الاستقرار الداخلي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • رحيم

    المغرب استقوي علي الجزائر ظلما وطغيانا وعدوانا بالصهاينة وبالصليية الامريكية ليحتل ارض الصحراء الغربية وسلب حقوق الشعب الصحراوي في العيش علي ارضه بامان. المغرب استعمل طريقة ملوك الخليج السعودية والامارات والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان عندما استقووا علي العراق في عهد صدام حسين واستقدموا جيوش امريكا الصليبية والصهاينة الي ارض الحرمين لضرب العراق وتمزيقه وقتل اهله (2 مليون عرقي لقووا حتفهم في حرب الخليج الاولي) بدون ان ننسي ما فعلوه باليمن . قال تعالي : انوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة وكذلك يفعلون صدق الله العظيم