رياضة
أحدهم نصح بطرد محرز وآخر يسمي تايدر "سوي غلاس"

التحليل الرياضي في القنوات الجزائرية يتحوّل إلى عبء على “الخضر”

الشروق الرياضي
  • 8969
  • 15
أرشيف

عندما عجز المصريون في نوفمبر 2009، وكانوا حينها يحملون لقبين إفريقيين على التوالي عن بلوغ المونديال الجنوب الإفريقي 2010، أمام منتخب الجزائر الغائب في مناسبتين لكأس أمم إفريقيا متتاليتين في تلك الحقبة، كان الإجماع على أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا الإخفاق، هو الإعلام المصري في القنوات التلفزيونية الخاصة والمحللون ومن يسمّون أنفسهم ناقدا رياضيا ومحللا وكابتن، حيث انتقل التحليل والنقد إلى التدخل في شؤون المنتخب المصري، بين تمجيد هذا اللاعب لأسباب خاصة وذبح آخر لأسباب شخصية لا علاقة لها بعالم كرة القدم، فكانت الضربة القاضية، واتضح بأن غالبية المحللين لا علاقة لهم بالتحليل الكروي الجاد والجيد ومنهم خالد الغندور ومصطفى عبده ومدحت شلبي وإبراهيم حجازي، بالرغم من أن غالبيتهم لعب الكرة في نادي مصري كبير، الأهلي أو الزمالك وفي المنتخب المصري، ولكن هذا لا يكفي، لأن لاعب الكرة ليس بالضرورة محللا، بدليل أن لاعبين كبارا لم يكونوا أبدا محللين ومنهم الظاهر الكروية دييغو مارادونا.
التلفزيون الجزائري الثقيل تأخر كثيرا في الاعتماد على محللين لمباريات الكرة، ولم يلتفت للأمر إلا عندما ظهرت القنوات الخاصة، فقد مرّ مونديالا إسبانيا 1982 والمكسيك 1986، من دون بلاطوهات ولا محللين رغم أن التلفزيون الفرنسي والقنوات الإذاعية الفرنسية كانت نموذجا في هذا الأمر في ذلك الوقت.
وإذا كانت تجربة الجزائر مع القنوات الخاصة مازالت فتية، فإن بعض التجاوزات في ما يسمى البلاطوهات الكروية صارت غير مقبولة، ومليئة بالذاتية وببعض الصفات التي لا تليق بإنسان يسمي نفسه ناقدا رياضيا أو محللا، فمن غير المعقول المقارنة بين الأجيال أو أن يحكي المحلل عن نفسه أكثر من لاعبي الزمن الحالي، ويوجد عدد من محللي البلاطوهات لا يشاهدون أصلا المباريات وبعضهم لم يدخل ملعب كرة منذ عقد كامل.
أما عن المستوى اللغوي سواء بالعربية أو الفرنسية فهو في الحضيض، ولا يكاد المشاهد يفوز بجملة مفيدة إلا نادرا.
أحدهم سمى لاعب مانشستر سيتي أوتاماندي بالخزانة، وآخر أطلق على لاعب الخضر ولاعب إنتير ميلانو السابق سفير تايدر بماسح زجاجات السيارات “سوي غلاس”، أما عن حديث الكرة والنقد الرياضي، فيجد المشاهد نفسه أمام محلل لا يعرف أسماء اللاعبين ولا تاريخ الفرق العريقة ولا المرتبة التي تحتلها حاليا في الدوري الذي تلعب فيه، ومع ذلك يخوض في التحليل وكأنه حضر المباراة في المدرجات.
غالبية القنوات الجزائرية تشتكي من نقص أو انعدام اللاعبين القدامى وحتى المدربين من يُحسنون فن الكلام سواء بالعربية أو الفرنسية، فتجد نفسها مجبرة على البحث عن من يحسنون تركيب الجمل المفيدة لغويا، وهناك نجوم كرة في السابق اعتزلوا اللعبة حتى بالمتابعة لها، ولكنهم يتواجدون بقوة الآن وكأنهم أهل اختصاص، فيظهر كلامهم تغريدا خارج السرب ويثيرون موجات من الغضب، وهناك منصات كاملة من داخل ومن خارج الوطن، صارت تقام لأجل قصف هذا المحلل أو ذاك.
محلل في التلفزيون الرسمي طالب بالاستغناء عن محرز وقال إن براهيمي لا يصلح لأنه يراوغ كثيرا، ومحلل في قناة خاصة قال إن يوسف بلايلي أحسن من فيغولي ويتفوق بسنوات ضوئية على رشيد غزال، وهو يعلم بأن فيغولي وغزال لعبا لأندية كبرى بينما بلايلي لعب صفر دقيقة مع أونجي المتواضع، وآخرون يبدون وهم يحللون مقابلة ما، وكأنهم شاهدوا مباراة أخرى فاختلطت عليهم الألوان والأسماء، والمشكلة أن الجزائري صار يتابع قنوات أجنبية تتعامل مع محللين من مستويات عالية من لاعبين قدامى ومكونين تكتيكيا ولغويا، وهو ما يجعلهم يفرقون بين ما هو موجود هناك وما هو موجود هناك، وليت الأمر توقف على الضرر باللاعب السابق أو المحلل الرياضي، أو بالقناة التي يشتغل فيها، وإنما سيضر المنتخب الوطني مباشرة والأمثلة كثيرة، وما حدث في مصر منذ قرابة عشر سنوات، قابل لأن يتكرر في الجزائر.

ب. ع

مقالات ذات صلة