العالم
استبعد توجه الغرب إلى تدخّل عسكري مباشر.. أنور مالك لـ"الشروق":

التدخّل في سوريا سيستهدف الكتائب الإسلامية قبل النّظام

الشروق أونلاين
  • 9710
  • 13
ح.م
أنور مالك

أكّد المراقب العربي الأسبق في سوريا والكاتب الصحفي، أنور مالك، في تصريحات لـ”الشروق” بأنّ الخطوات الأخيرة المتسارعة من القوى الغربية تبيّن أنّ “المجتمع الدّولي قد يكون ذا صلة باستعمال الأسلحة الكيماوية في سوريا”، ذلك أنّه ليس من المفهوم أن يجتمع هؤلاء لبحث قضيّة التدخل قبل “تحديد مكان الكيماوي ولا هوّية المسؤول عمّا وقع” وإن كانت أطروحة استعمال المعارضة للكمياوي ضدّ مواقعها “غبيّة جدا” ولا يمكن أن يصدّقها أحد كما يقول، فلا يمكن التدخّل ضد جيش يمتلك الأسلحة الكمياوية إلا إذا كانوا على معرفة بأدق التفاصيل المحيطة بذلك. كما حذّر من أنّ التدخّل إذا وقع فسيدمّر الجميع. وعن الأسباب التي تدفعهم إليه، وضّح المتحدّث بأنّ هدفهم الأوّل هو “الكتائب الإسلامية في سوريا قبل النّظام”. وذلك لتخوفهم من تنامي قدراتها العسكرية وما أظهرته من قوّة في قتال النظام وخشيتهم من هؤلاء ومنهم جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام أن يتمكّنوا من إسقاط نظام بشّار والسيطرة على نظام الحكم في البلاد، فضلا عن ذلك فوصول هذه الجماعات إلى منطقة الساحل في الشام التي تضمّ أهم مواقف النظام في اللاذقية وطرطوس زاد من تخوّفاتهم لما شكّله من ضرب لأي تخطيطات تستهدف المنطقة كالحديث عن دولة الساحل، كما خلخل العديد من القضايا مع تقدّمهم على الجبهات، فالتّدخل بذريعة وقف القتل مبرر لا حقيقة له بعد سقوط أكثر من مائة ألف قتيل و”الخط الأحمر” الذي تحدّث عنه أوباما- يكمل أنور مالك- في حالة استخدام الأسلحة الكيماوية تم تجاوزه في مارس الماضي من قبل النّظام السوري. فلم يعد من المجدي التبرير به، وإنّما هي، كما قال، خطّة معيّنة يتمّ وضعها بين الأطراف الدّولية وشمّاعتهم في تبرير ذلك الأسلحة الكيماويّة.

وفي نفس السياق، أكّد المتحدّث بأنّه في حالة وقوع تدخّل- وهو ما استبعده- فإنّ “الكتائب الإسلامية” ستنظر إليه كتدخّل ضدّها وليس في سبيل إنقاذ الشعب السوري من آلة القتل النظامية. كما لم يستبعد أن تتعامل معه كعدوان على البلاد وذلك تبعا لمنطلقاتها الفكرية وستصنّفه كـ”غزو صليبي”.

 وعن الموقف النّظامي المهدد بإشعال المنطقة في حال تدخّلت القوى الغربية، هوّن المتحدّث من هذه التصريحات مؤكّدا أنّ مثلها سمع من القذّافي ولم يحدث شيء. وفي خصوص الموقف الإيراني جزم أنّها بدورها لن تفعل شيئا في حال وجدت العالم توجّه إلى التّدخل في سوريا بل هي حسبه دولة كباقي الدول تبحث عن مصالحها. والأكيد أنّها ستغيّر من خطّتها واستراتيجيتها في حال وقع ذلك، وهو نفس الشيء مع الموقف الروسي الذي رأى أنّه لن يصنع فارقا بل طبيعة النّظام التي عبّر عنها بـالطريقة  المافياوية” لن تجد حرجا في التخلّي عن حليفتها سوريا كما فعلت في قضايا كثيرة من قبل.

ليؤكّد أنّ ما قاله يبقى مجرّد قراءة لما يتمّ الترويج له وإلا فإنّ الكثير من الأمور تتسارع سياسيا وإعلاميا وتتحدّث عن الحرب، بينما استخباراتيا وعسكريا تكون هناك حسابات أخرى مخالفة تماما.

مقالات ذات صلة