الشروق العربي
إنفاق للمال وإهداره

التسوق..الهوس النسائي الذي يقود سيدات إلى الطلاق

نسيبة علال
  • 3361
  • 3
بريشة: فاتح بارة

تتعدد ميولات النساء أثناء التسوق، فبعضهن تجذبهن أروقة الملابس والأحذية والإكسسوارات، وأخريات تجذبهن محال العطور ومستحضرات التجميل والزينة.. وربات البيوت، في العادة، مهووسات بالأواني والأفرشة وقطع الأثاث، وهذا ما يجعل سلال التسوق خاصتهن مختلفة، ولكنهن يتفقن في نقطة واحدة تثير غضب وانزعاج الجنس الخشن، وهي إنفاق المال وإهداره على شراء الكثير من المستحقات عند الخروج.

عادة التسوق هذه، التي تستولي على عقول غالبية نساء الكون، لم تعد خطورتها تكمن في مجرد تبذير المال والقضاء على المدخرات، فقد أصبحت تهدد الحياة الزوجية للكثير من السيدات، بسبب إدمان التسوق وعدم القدرة على التحكم في النفس، أمام مغريات السوق، بعد أن أدت بالكثير من الأزواج إلى الطلاق.

منعني عن هوايتي المفضلة فاخترنا الانفصال

يشبه التسوق النسائي إلى حد كبير الإدمان على المهلوسات لدى فئة عريضة من المجتمع خاصة العاملات منهن، وزوجات الأغنياء، فهو يخرجهن من حالة شعورية سيئة إلى حالة مغايرة تماما من النشوة، من شأن مشوار واحد في مراكز التسوق أن يقضي على الكآبة ويجدد نفسية الكثير، ويبعث فيهن التفاؤل وحب الحياة، ويعزز شعورهن بالأنوثة والدلال، ومن أجل هذا الشعور، فإن الكثير منهن مستعدات للعديد من الخسائر حتى إن كان من بينها الزوج.. تقول ليليا، 24 سنة، صاحبة مشروع خاص لصناعة الورود وباقات العرائس، وعلب الديكور: “تزوجت في سن الثانية والعشرين، كنت أتسوق من دبي وباريس من أجل تجهيزات زفافي، فأنا من عائلة غنية تساعدني ماليا، بالإضافة إلى مداخيل مشروعي الخاص، ولكنني صدمت بزوج يرفض فكرة التسوق وجلب أغراض جديدة عند الخروج. في البداية، كان يقاطعني ولا يكلمني كلما عدت من التسوق، ثم صارحني بالأمر، وبأنه يفضل ادخار المال بدل إنفاقه، وبدأ يفتعل المشكلات كل فترة، إلى أن توعدني بالطلاق، فقررنا الانفصال، لأنني لم أتمكن من ضبط نفسي بخصوص هذا الأمر، حتى إنني أرى كل ما أقتنيه ضروريا..” ليليا شعرت بأن زوجها يقيد حرياتها، ويمنعها من ممارسة هوايتها المفضلة.

زوجي البخيل يقودني إلى السرقة من أجل التسوق

تقول هاجر، من العاصمة، 38 سنة، أم لأربعة أطفال: “زوجي تاجر جملة، يحتفظ بماله في دولاب غرفة النوم، ولكنه بخيل، ولا يمنحني منه إلا للضرورة، تحملت الوضع طويلا، ثم وجدت نفسي أسرق من ماله لاقتناء ما أرغب فيه من مستحضرات التجميل، والصبغات، وملابس السهرة والإكسسوارات، كلما ذهبت إلى السوق..” بعد مدة، لاحظ زوج هاجر هذا الأمر، وتوعدها بالعقاب، تضيف: “لا يهمني إن حدث الطلاق، فقد مللت من الحرمان، وأنا كجميع النساء أعشق التسوق.. حتى أطفالي لا ينالون حظهم من مال أبيهم”.

تتسوق خلسة

نهى الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن تخرج المرأة من دون علمها، حتى إن كان هذا الأمر للضرورة، لكن هذه القاعدة الدينية في بعض البيوت الجزائرية، لا تطبق إلا في حال واحدة، حين تخرج المرأة من بيت زوجها للتسوق، فقد ينتهي بها الأمر إلى العقاب الشديد.. تروي لنا الأستاذة بلعالية فريدة، محامية بمجلس قضاء العفرون، عن إحدى حالات الطلاق التي حدثت في سوق شهيرة بوسط مدينة البليدة، سيدة ثلاثينية، تنتظر زوجها حتى يخرج إلى العمل في حدود الساعة التاسعة صباحا، وتستدعي سائق أجرة ليقلها إلى السوق، وكانت تخبره أن عائلتها قامت بإحضار الأغراض التي تجلبها.. ومرة، وبينما هي تتحدث إلى بائع، اعتادت أخذ سلع من محله، عن طريق الدفع بالتقسيط، أو بالدين، صادف ذلك مرور زوجها، الذي اصطحبه زميل له في العمل، ما شكل صدمة بالنسبة إليه، أفقدته صوابه، وجعلته يلفظ الطلاق عليها أمام الباعة والزبائن بالسوق، ولحسن الحظ، أن القضية، بعد أن دخلت أروقة المحكمة، وتم الفصل فيها، عادت الزوجة إلى زوجها وتم الارتباط مجددا.

مقالات ذات صلة