التسيير البرويطي

عندما تسمع وترى ما حدث وما يحدث في ملفات الحصول على السكن عندنا، من ترك الملفات المرسلة والمضمونة الوصول، تصل إلى مقاهي وتبقى حتى يفيض عليها الماء ـ أو مما رزقنا الله ـ أو تضيع أو تتلف، وبالتالي لا تصل، نعرف حجم الفوضى المنظمة التي نعرفها نحن كـ “إضارة” جزائرية متخصصة في إدارة الفوضى التنظيمية المحكمة التنظيم الفوضوي، المنظم والمفوض من قبل النظام لتنظيم الفوضى!

نمت لأجد نفسي المكلف بجمع ملفات المواطنين لطلب السكن: جمعت أكوام الملفات المضمونة الوصول، بعد أن وقعت على وصل الاستلام ـ ولم أعد الوصل إلى أصحابه ـ ووضعتها في ڤاراج، ثم عن طريق “البالة والبالي” أصلحت الڤاراج من بقايا “البالونات والقطع والمسامير والبراغي و”الجوانات”، ثم رحت من خلال “برويط” أقسم الملفات “براويط براويط”! هذه برويطة تلمسان، هذه برويطة النعامة، هذه برويطة براوات عنابة، هذوا براويط “بيرطوطة”، هذه برويطة ولاية الطارف، هذه بريويطة خنشلة، حتى جمعت 46 برويطة وبرويطة، ثم كان عليهم أن أبروط هذه البراويط قبل الوقت المبروط، لكن لا مجال، ولا وقت ولا إمكانية: فقلت: لماذا لا أبروط هذه البروايط للمؤسسة البرويطة؟ (وهي على بعد كلومترات فقط!) عن طريق الماء؟ مجاري المياه التي تمر تحت المؤسسة! فبدأت برمي البراويط في مجاري المياه لتصل بسرعة أكبر من سرعة البرويطة! الأمطار ستساهم في بروطة الملفات في أقصر وقت! ستميع الملفات لأن القضية هي أصلا مميعة! لقد قيل لي: لابد أن نربح الوقت حتى الانتخابات، ومن بعد يحن ربي! لم نبن 250 ألف سكن حتى في 10 سنوات، تريدون منا أن نبني هذا العدد في سنة! علاه حنا”روبوكوب”! الشناوا والجبناء وما يقدروش! أحنا غير براويط!

لكن ما حدث، أنه وقع انسداد في البالوعات، وغمرت المياه أقبية الأحياء المجاورة ووصلت إلى الأدوار السفلية! وكان هذا من رحمة ربي أن وجدنا كيف نبرر تلف كل ملفات السكن! وكان علينا أن نطلب منهم إرسال “مسخة” ثانية عن طريق نظام UPS ! بمليون سنتيم للظرف “الفارغ”! (علاه الفيزات التي تتعامل بهذا النظام خير منا؟ نريد أن نستغنى على ظهر”الأغبياء ..من التعفف”!)

وأفيق لأجد الماء يغمر الغرفة بعد أن وقع تسرب في حنفية المرحاض، وأنا أردد ما قاله المجذوب: تخلطت ولا بغات تصفى، وطلع خزها فوق ماها، رياس على غير مرتبة هما سباب خلاها.