الجزائر
محكمة البويرة تفصل في المئات من قضايا ما بعد الطلاق

التشهير الإلكتروني وتصفية الحسابات بالأطفال.. أخطر قضايا المطلقين

فاطمة عكوش
  • 1709
  • 1
أرشيف

تفصل أسبوعيا محكمة الجنح بالبويرة في عشرات القضايا التي تتمخض عن الطلاق، فنادرا ما نشهد السلام بين المطلقين، ويصرون على إشهار كل أسلحتهم ما يجعلهم يمثلون مرات عديدة أمام المحاكم، ويتناسون للأسف وجود أبناء بينهم من المفروض احترام مشاعرهم وتسديد نفقتهم التي تعهدوا بها أمام القضاة، ومع ذلك تجدهم يتذرعون بالأسباب في عدم مقدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم ويجلبون إلى المحكمة أوراقاً ثبوتية بعدم القدرة على دفع النفقة.
ومن أسباب الخلافات الرئيسة أيضاً بين المطلقين منع الأبناء من زيارة الطرف الآخر، فإذا كان الأبناء في حضانة الأم تمنعهم من زيارة الأب، وإذا اصطحبهم الأب في أي زيارة وتعدى الوقت المحدد له، تقدم شكوى في المحكمة بتأخره في إرجاع الأبناء، كما يقوم أغلبيتهم بتقديم شكاوى بسبب رفض تسليم الطفل.
وكثيرا ما يلجأ المطلقون إلى التكنولوجيا كوسيلة انتقام من الطرف الآخر، حيث أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة معركة للتشهير، إذ أصبح كل منهم يلجأ إلى تشويه سمعة الطرف الآخر، ونعته وسبه بأبشع الألفاظ، ووصل الأمر إلى محاولة بعض المطلقين تلفيق التهم وإلصاقها بالطرف الآخر، والطرفان في ذلك متساويان، فالمكائد بينهما متشابهة، لا تقتصر على طرف دون الآخر، هناك بعض النساء يحاولن تشويه سمعة الرجل بادعاء عدم مقدرته على القيام بواجباته الزوجية، أو الإنفاق، وآخر ينعت طليقته بأن رائحتها كريهة أو لا تستطيع إسعاد زوجها أو لسانها طويل، وهكذا يتبادلان الشتائم، ووصل الأمر إلى حد التشهير في الأوساط المحيطة بهما .
هناك بعض المطلقين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي حالياً في كشف عيوب الطرف الآخر، كأن تغرد مطلقة لمتابعيها هل تتحملون الزواج من رجل لا يصلي، أو بخيل، أو سكير؟… أنا لم أستطع وطلبت الطلاق، وآخر يقول: هل كان بإمكانكم تحمل امرأة لسانها طويل، لم أستطع العيش معها أكثر من عام، وطلقتها.. وهكذا أصبح الطرفان ينشر كل منهما عيوبهما على الملإ .

ذهبت لتسترجع أغراضها فضربها طليقها بقضيب حديدي!

عالجت محكمة الجنح بالبويرة، يوم أمس، قضية المتهم “ع. ف”، المتابع من طرف النيابة بجنحة الضرب والجرح العمدي إضرارا بطليقته.
وحسب ما دار من نقاش خلال جلسة المحاكمة، فإن الوقائع تعود إلى شهر جوان الفارط، حين توجهت الضحية “ح. ن” إلى مسكن طليقها رفقة شقيقتها ووالدها ومحضر قضائي من أجل استرجاع أغراضها، وأثناء وصولهم إلى عين المكان دخلت شقيقتها إلى الغرفة التي فيها أغراضها فقام المتهم بسبها، ما جعل الضحية تتدخل، فانهال عليها ضربا بواسطة قضيب حديدي مسببا لها جروحا عميقة، وبعد امتثالها للشفاء قدّمت شكوى ضده لدى وكيل الجمهورية.
المتهم أثناء استجوابه من طرف رئيسة الجلسة أنكر التهمة المنسوبة إليه، متهما الضحية بالاعتداء عليه بواسطة عصا لما علمت أنه قرر الزواج من جديد، وأكثر من ذلك جرجرته قضائيا للانتقام منه.
والتمس ممثل النيابة تسليط عقوبة عام حبسا نافذا في حقه وغرامة مالية تقدر بـ 50 ألف دج، في حين قررت رئيسة الجلسة تأجيل النطق بالحكم إلى غاية 5 فيفري المقبل.

مقالات ذات صلة