جواهر
"الشروق" تستقصي بورصة خياطات الأعراس

“التصديرة” بـ 50 مليونا و”الشورة” بـ10 ملاين

زهيرة مجراب
  • 5973
  • 6
أرشيف

تشغل التصديرة والجهاز حيزا كبيرا من اهتمام العروس. وبالرغم من توافر مختلف الموديلات والتصاميم جاهزة في الأسواق، لكن أسعارها المرتفعة جدا تدفعهن إلى الاستعانة بالخياطات للتقليل من المصاريف، غير أن بعض الخياطين وممارسي هذه الحرفة أصبحوا يطلبون مبالغ خيالية مقابل خدماتهم، ووصل الأمر بالبعض منهم إلى رفض طلبيات “الزواليات” والماكثات بالبيت.
لم تعد مهنة خياطات الأعراس مثلما كانت عليه في ما مضى، حيث تقصد العروس الخياطة، وهي تحمل مختلف الأقمشة، كي تخيط لها الثياب التي سترتديها في يوم زفافها وباقي الجهاز من أفرشة وأغطية، وحتى بعد دخول الملابس الجاهزة والمستوردة من أوروبا وتركيا والصين، لم تتراجع سطوة الخياطين وازدادت بورصتهم غلاء حتى إن البعض منهم بات يضع شروطا تعجيزية كي يرضى بخياطة التصديرة.
ويستعرض غالبية الخياطين، خصوصا المختصين في خياطة جهاز المنزل “الشورة” من صالونات ومفارش غرف النوم، مقدرتهم في تقليد مختلف الموديلات التركية والمغربية حسب الموضة الدارجة بشدة خلال موسم الزواج، ويشترطون على الزبونة اختيار اللون فقط ثم يتولون بأنفسهم عملية شراء القماش بأنفسهم حتى يتمكنوا من اختيار الخامة المناسبة للتصميم وفق ما يدعون من النوع الجيد أو الأقل جودة حسب رغبة الزبونة، ولم يعد يعتمد الخياطون على عرض إنجازهم للعيان بل تشاهد الزبونات كل ما يرغبن فيه عبر الصور وصفحات الفايسبوك فيخترن من خلاله.
ومن الظواهر الغريبة التي تشتكي منها العرائس، رفض بعض الخياطين والخياطات على حد سواء طلبيات الماكثات في البيت وحتى العاملات البسيطات، حيث تقول عروس تدرس في السنة الثانية ماستر تخصص حقوق، مقبلة على الزواج في شهر أكتوبر القادم، إنها قصدت إحدى الخياطات المعروفات بضواحي البليدة، لتخيط لها بعض ملابس “التصديرة” لكنها تفاجأت بالخياطة تسألها عن وظيفتها، فلما أجابتها بأنها طالبة جامعية رفضت الخياطة بحجة أن لديها العديد من الطلبيات هذا الصيف وسيكون من الصعب جدا عليها إنهاؤها قبيل موعد الزفاف.
ونفس الموقف، تعرضت له عروس ماكثة في البيت، ذهبت إلى خياط معروف كي يخيط لها جهاز غرفة الاستقبال، فلما استعرض أمامها الصور اختارت موديلا فرد عليها بأن سعره 3 ملايين سنتيم، يحتوي على غلافين وثمانية وسائد كبيرة وصغيرة وستائر من النوعية الجيدة، فلما سألته تخفيض السعر قليلا امتعض ثم راح يخبرها بأن لديه عرائس كثيرات ولا يستطيع.
وأكد لنا أحد الخياطين أنه يرفض التعامل مع غير العاملات لأنهن يشكلن عبئا عليه، خصوصا أنه يخيط الملابس التقليدية بالفتلة والمجبود مثل “قندورة الفرقاني” و”الكاراكو” بعضها بخيوط ذهبية حرة وأخرى فضية، وهي تتطلب عملا كبيرا وجهدا بدنيا يصل إلى شهرين كاملين، لذا فالتسديد يكون على ثلاث دفعات، الأولى قبل بدء العمل لشراء المواد الضرورية، والثانية بعد بدئه، أما الثالثة والأخيرة فعند القدوم لاستلامه. وفي معظم الأحيان يضطر إلى الاعتذار ورفض بعض الزبونات لما تكون وضعيتهن المادية صعبة.
وبالنسبة إلى الأسعار، فهي تختلف من خياطة إلى أخرى غيرا أنها تتراوح ما بين 30 و40 مليونا لتشكيلة التصديرة التي تشمل على الأقل خمسة أنواع من الألبسة التقليدية التي تمثل مختلف مناطق الوطن على غرار “الكراكو.. الفرقاني.. القفطان.. جبة قبايل.. سروال الشلقة…” بينما تمثل أسعار “الشورة” 10 ملايين.
وتختلف الأسعار باختلاف اسم الخياط والحي الذي يتواجد فيه محله، فبعض الخياطين المعروفين ممن يملكون اسما في عالم العرائس يخيطون بعض ملابس التصديرة مثل سترة “الكاركو” ابتداء من 4 ملايين سنتيم، والجبة القسنطينية “الفرقاني” بـ 6 ملايين فما فوق، وهذا حسب نوعية الخيوط المستعملة فيها، أما “البدرون العاصمي” فيصل سعره لـ 2 مليون سنتيم، وجل الخياطين باتوا يعتمدون في الوقت الحالي على موادهم الخاصة وأقمشتهم، فالعروس تختار الألوان فقط، أما الأفرشة فيتراوح ثمن مفارش الصالونات مابين 2 و5 مليون سنتيم حسب عدد غطاءات الأسرة ونوعية القماش وعدد الستائر والوسائد، أما غطاءات غرفة النوم فتتراوح مابين 5 آلاف دينار جزائري للعادي ومليون سنتيم إذا أضيفت له أغراض أخرى كالوسائد الصغيرة وسجادات السرير “ديسوندولي”. في حين أطقم الملاءات هي الأقل سعرا وتكون بين 2200 و3400 دج.

مقالات ذات صلة