-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التعاون الإسلامي.. من الجزائر

عمار يزلي
  • 458
  • 0
التعاون الإسلامي.. من الجزائر

يلتقي اليوم بالجزائر، في النسخة17، ممثلو اتحادات مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والعالم بأسره وعلى رأسه العالم الإسلامي وعلى هامته القضية الفلسطينية، يمر بأخطر ظرف وأحلك مرحلة وأسوأ وضع جراء ما يحدث في القدس وفي غزة والضفة وفي كافة ربوع فلسطين المحتلة، من محاولات تهويد واستيطان واستباحة للمجسد الأقصى ووضعية الأسرى والاعتقالات والاغتيالات والمداهمات وجرائم قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال.

يجتمع رؤساء مجالس الشعب والشورى للبلدان الإسلامية المنضوية تحت منظمة التعاون الإسلامي، في الجزائر التي بقيت من بين القلة القليلة التي تحتضن القضية الفلسطينية وتحملها في قلبها وعلى رأسها وبين أيديها وعلى أكتافها وبين ظهراني قلب شعبها ووجدانه، ليعطي للقضية وهجا جديا في ظل شعلة الحماس الفلسطيني وقوته في الاستبسال والعمل البطولي لجميع الفصائل التي بات عليها لزاما اليوم أن تتحد أكثر من أي وقت مضى وتتجه نحو المقاومة بكل الأشكال ويتوقف المسلمون والعرب عن التطبيع والبيع والتنسيق الأمني مع قاتلي الأطفال وهادمي الديار وسارقي العقار، خاصة في ظل عودة اليمين واليمن الأكثر تطرفا ويمينية ويهودية من أي وقت سابق. هذا الاتجاه الذي لم يعد يُقبَل حتى من داخل أروقة العصابات الحاكمة والنخب السياسية المحتلة، باعتبار أن مؤداه هو انهيار الكيان برمَّـته وزواله.

الجزائر التي باتت تحتضن كل محرِّك للقضية، تدرك جيدا حجم القضية وتداعياتها على النسيج العربي والإسلامي إن تخلينا عن القضية وشعبها. الجزائر تدرك أيضا وتعلم وتعمل على إبقاء شحنة العنفوان الثوري النضالي من أجل الاستقلال وتكوين دولة مستقلة على حدود 4 جوان 1967 عاصمتها القدس الشرقية، بناء على “إعلان بيروت” في القمة العربية سنة 2002، فهي تأخذ بعن الاعتبار الأحداث العالمية وما يُخطَّط للقضية ولبقية العالم الإسلامي من محاولات تمزيق واستقطاب وتحريض وتعريض أمنه لكل أشكال التهديد والابتزاز، بمن فيهم إيران التي تمثل واحدة من أقوى الدول الداعمة للمقاومة وللقضية الفلسطينية قلبا وقالبا.

اجتماع الجزائر، هو اجتماعٌ للشعوب التي عليها أن تأخذ استقلاليتها من الأنظمة الحاكمة، لا كمعارضة للسلطة، بل كمستقلة عنها، تدافع عن القضية من موقع “شعب” وليس من موقع “سلطة”، تماما كما تفعل كل الدول “الديمقراطية”، التي تجعل من فصل السلطات جوهر العمل الديمقراطي وترجيع موقف الشعب، الذي لا يمكن أن يضغط عليه أحدٌ ولا أن يساوم، كون الشعب في كل الدساتير العالمية هو مصدر السيادة والقوانين وفوق كل الدساتير.

اختيار ممثلي الشعب في الدول المنضوية تحت منظمة التعاون الإسلامي، للالتقاء في الجزائر، هو رسالة أخرى من الجزائر: نريد أن نجعل من ممثلي الشعب، ممثلين حقيقيين لا وهميين ولا صوريين، فلسنا نحن العرب والمسلمين أقلَّ شأنا ولا أقلَّ تمثيلا لشعوبنا في أنظمة الحكم.

هكذا تقول الرسالة الجزائرية، وبصريح العبارة، كان إعلان الجزائر في القمة العربية الأخيرة، يضم عنصرا جديدا في العمل العربي وهو إشراك الجمعيات المدنية في العمل السياسي وفي التمثيل داخل كل القطاعات والمجالس، وتشبيب هذه المجالس المنتخَبة بإشراك وإقحام الشباب في العمل السياسي والبرلماني والجمعوي. هذا التوجُّه يؤكد حرص الجزائر على أن يحتضن الشعبُ عبر ممثليه في البرلمانات ومجالس الشورى للدول الإسلامية قضية المسلمين الجوهرية التي هي فلسطين، لكن أيضا الهَبَّة للدفاع على دينهم ومعتقدهم وثقافتهم ومبادئ دينهم وهويتهم التي يهددها كل مهدِّدٍ في الصميم وبكل أشكال التسميم والاستفزاز والتطاول على أقدس المقدسات لديهم.

اللقاء، حجرة أخرى من أجل تحصين “بناء المجتمع الإسلامي المرصوص” وتذكيرا باعتبار أنَّ الذكرى تنفع المؤمنين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!