الشروق العربي
الزواج بين البارحة واليوم:

التقليدي عمر سنوات عديدة والحديث صمد أسابيع فقط

صالح عزوز
  • 2496
  • 7
بريشة: فاتح بارة

يصادفنا في الكثير من الأحيان، على منصات التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، أو في الحياة اليومية، سؤال: لماذا نجح الزواج التقليدي رغم كل الظروف، عكس الزواج الحديث الذي رغم كونه أبرم على مواثيق التفاهم والمشاركة بين الطرفين، إلا أن أغلب علاقاته باءت بالفشل؟ أين الخلل يا ترى؟ لذا أصبح الزواج التقليدي اليوم، مثالا حيا عن الأسرة السعيدة، فقد عمرت أغلب الأسر والارتباطات التي كانت وفقه أكثر من ثلاثين سنة، وبقيت صامدة رغم كل الظروف التي طرأت على شؤون الأسرة، خاصة في ما يخص القانون الوضعي الذي يسن قوانين جديدة في كل حين.

يضرب أغلب الباحثين عن سر نجاح هذا الزواج، بالآباء والأمهات، فرغم كل الظروف الصعبة التي مروا بها وهم جنبا إلى جنب، إلا أنهم استطاعوا أن يتجاوزوا كل المحن رفقة بعضهم.. ولم يتخل أحدهما عن الآخر، وليس ذلك الجيل فقط، فمن الشباب من اختار كذلك اتباع هذه السنة في الزواج، نجح زواجه رغم عدم المعرفة السابقة للزوجين، غير أن التوافق بينهما يظهر للعيان مع مرور الأيام، وكأنهما يعرفان بعضهما منذ الصغر، وليس هذا فحسب، بل بقي ذلك الحياء والمعاملة الحسنة بينهما رغم مرور السنوات العديدة على هذه الرابطة، ولم تتصدع حتى وإن كانت هناك خلافات، إلا أنها سرعان ما تعود الأمور إلى نصابها في الحين، عكس ما يحدث في الزواج الحديث، الذي ينتهي أغلبه إلى الطلاق أو الفراق، أو يبقى يغلي فوق نار مشتعلة، حتى يأتي اليوم الذي تحرق كل هذه الرابطة المقدسة، وتضاف أسرة أخرى إلى أروقة المحاكم، التي تنتهي في الكثير من الأحيان، في السنوات الأخيرة إلى تقديم أيتام آخرين للمجتمع.

يعلق الكثير عن هذا الزواج الحديث بأنه مبني منذ البداية على الغش بين الطرفين والكذب، فأغلبهم يعمل جاهدا وبكل الطرق حتى ولو كان عن طريق التنازلات، من أجل المحافظة على الوجه الحسن لهذه العلاقة، من أجل إرضاء الطرف الآخر، لأنهما اجتمعا عن حب كما يقال، لكن بعد الزواج تظهر حقيقة كل واحد منهما، ولا تبقى هناك أعذار من أجل إخفاء المزيد، تكون في بعض الحيان صادمة، لا يمكن أن يتحملها أحد الطرفين، لذا، تدفع بهذه العلاقة إلى الطلاق السريع، فمن العلاقات الزوجية اليوم، التي لم يمر عليها أكثر من شهرين، لكنها وصلت إلى مرحلة أبغض الحلال، وهذا شيء مخيف ومؤسف في نفس الوقت.

كما يعتقد الكثير، أن الزواج التقليدي قائم على احترام هذه العلاقة الزوجية وقدسيتها، من كلا الزوجين من كل النواحي، سواء في المعاملة أم الحديث أم التصرفات.. في المقابل، نجد أن العلاقات الحديثة أو الزواج الحديث، لا يعطي طرفاه اهتماما كبيرا لهذه العلاقة التي بدأت بزعمها بالحب والمشاعر الفياضة، لكنها ظهرت مجرد فقاعات بعد الزواج، كما أنهما يريان هذه العلاقة مجرد ارتباط فحسب وتقليدا فقط، لذا، تتصدع منذ البداية.

اجتمعت الكثير من الظروف في نجاح الزواج التقليدي، مقارنة بالزواج الحديث، بدءا من الذهنيات والمسؤولية، وقيمة هذه العلاقة عند الطرفين، سواء الزوج أم الزوجة، فربما اجتمعا على الحب أكثر منه على الاحترام، عكس الزواج التقليدي الذي بالرغم من كونه بدأ بعدم معرفة سابقة، لكنه كان مبنيا على الاحترام، كما يعتقد البعض.

مقالات ذات صلة