الجزائر
الغنمي بـ 2000 دج والدجاج 480 دج للكلغ والبيض 15 دج

التهاب غير مبرر لأسعار اللحوم البيضاء والحمراء

نادية سليماني
  • 14688
  • 18
أرشيف

فدرالية اللحوم الحمراء والبيضاء: الارتفاع المتكرر للأسعار وغير المبرر بحاجة لقرار سياسي

قفزت أسعار اللحوم البيضاء والحمراء، خلال الأيام الأخيرة إلى مُستويات قياسية، جعلت المستهلك يقف مكتوف الأيادي إزاء موجة الغلاء التي لم تترك شعبة إلا طالتها..فمن الخضر والفواكه إلى الفرينة والخبز المُدعّم، وصولا إلى البقوليات والمياه المعدنية، وأخيرا اللحوم بأنواعها والبيض.
تعرف أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض مؤخرا ارتفاعا شديدا في الأسعار، لم يجد المختصون تبريرا له، ففدرالية اللحوم الحمراء والبيضاء لم تجد تفسيرا لهذا الغلاء غير المتوقع، وقال رئيسها “صرنا نخجل عندما نقف عاجزين عن معرفة أسباب غلاء منتجاتنا!!”.

أحشاء الدجاج تقفز من 200 دج إلى 470 دج.. !!
ولرصد الأوضاع عن قرب، قامت ” الشروق ” بجولة عبر بعض محلات الجزارة ببلديتي القبة وحسين داي بالجزائر العاصمة، كشفت لنا عن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، فكيلوغرام من سعر “الغنمي” يناهز 2000دج، و”البقري” وصل 1700 دج، وهي أسعار كنا نراها في شهر رمضان فقط، أما سعر كيلوغرام الدجاج فقارب 480 دج بالقبة، وتراوح بين 400 دج و390 دج في بلدية حسين داي. وهي تقريبا نفس الأسعار في بقية مناطق الوطن.
والمؤسف، أنّ أسعار الدجاج بلغت في بعض المناطق أرقاما قياسية، ففي منطقة “قهوة الشرقي” ببلدية برج الكيفان، بلغ سعر واحد كلغ دجاج 500 دج، فيما وصلت أسعار أحشاء الدجاج بالمنطقة نفسها إلى 470 دج للكلغ، بعد أن كان سعرها منذ أيام لا يتعدى 200 دج.
أمّا صفيحة البيض، فانتقل سعرها من 280 دج إلى غاية 400 دج، فيما أصبح سعر حبة البيض يساوي 14.5 دج، بعدما كان لا يتعدى 10 دج لدى غالبية المحلات.
أمّا صدر الديك الرومي “سكالوب ” فناهز 850 دج للكلغ، بعدما كان منذ أيام لا يتعدى 600 دج للكلغ.

لم نعد نجد تبريرا لارتفاع أسعار اللحوم
وحسب تصريح أحد باعة اللّحوم البيضاء، عندما سألناه عن إقبال المواطنين على شراء اللحوم بأنواعها، فقال “بات المواطن يشتري كيلوغراما من أجنحة الدجاج، بسبب انخفاض ثمنها، والذي يتراوح بـين 200 دج إلى 250 دج، أو رقبة الدجاج والتي تباع بـ100 دج للكلغ، لإضفاء بعض البنة في الأكل فقط”. فيما فسّر لنا المتحدث أسباب غلاء اللحوم البيضاء، بأنها مرتفعة لدى باعة الجملة.
وفي هذا الصدد، تأسف رئيس فدرالية اللحوم الحمراء والبيضاء ومشتقاتهما، بلال جمعة في تصريح لـ”الشروق” لظاهرة الغلاء التي طالت جميع الشّعب، وقال “صرنا نخجل من تبرير ظاهرة الارتفاع الدوري لأسعار اللحوم البيضاء، ولم نعد نجد أسبابا مقنعة للظاهرة.. وحقيقة عيبٌ أن يصل سعر كلغ الدجاج والذي كان في متناول العائلات المتوسطة إلى 480 كلغ”.
ليخلص المُتحدث، إلى أنّ ما يحصل من غلاء، لابد له من تدخل سياسي، وقال جمعة “لقد سلكنا كل السّبل لمواجهة أسباب الغلاء، لنتفاجأ كل مرة بارتفاع غير مُبرر وغير مفهوم، وبالتالي ما نحتاجه اليوم هو قرارات سياسيّة من أعلى السلطات”.
ويبرر مربو الدواجن، أسباب الغلاء بالخصوص، إلى سلسلة الحرائق التي عرفتها كثير من ولايات الوطن مؤخرا، والتي امتدت ألسنتها إلى المداجن، ما تسّبب في نفوق المئات من الصيصان والدجاج الجاهز للتسويق، وتسبّب في قلة العرض في وقت يزداد الطلب على اللحوم خلال فصل الصيف، وهو ما نتج عنه ارتفاع الأسعار. إضافة للتبرير بغلاء أسعار الصيصان والأعلاف.

.. ومنظمة المستهلك تحذّر من بيع لحوم غير مختومة

حذّرت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، من ظاهرة بيع لحوم لا تحمل ختم البيطري، في محلات الشواء المنتشرة على الطرقات وفي بعض الأماكن.
وأكّدت المنظمة، بأنّ انتشار مطاعم ومحلات لبيع الشواء بالميزان، مؤخرا، حيث يتم عرض كل أنواع اللحوم، بطريقة تجذب الزبائن، عن طريق الإنارة القوية وتصاعد دخان المشاوي..في وقت يجهل المستهلك، مصدر هذه اللحوم.
وبعض هذه اللحوم يكون خاليا من ختم البيطري، لأنها ذُبحت في مذابح غير شرعية، وبعيدا عن أعين الرقابة، أو تكون لحوم أغنام مريضة أو كبيرة في السن. والمفروض حسب المنظمة “أن تكون كل جزرة أو قطعة لحم مخصصة للشواء.. مطبوعة”.
ونصحت منظمة حماية المستهلك، المواطنين بالابتعاد عن المطاعم والمشاوي، التي لا يعرف مصدر لحومها، حتى لا يتحول الزبون إلى ضحية والأمر نفسه ينطبق على محلات القصابة والجزارين، حيث يجب أن تكون اللحوم التي يعرضونها حاملة لختم البيطري.

مقالات ذات صلة