الثلوج تشل طرقا حيوية بعديد الولايات

تسببت كمية الثلوج المتساقطة طيلة 24 ساعة الأخيرة في قطع بعض الطرقات والمسالك بولاية البويرة لاسيما الرابطة بين ولايتي البويرة وتيزي وزو، فيما سجلت مصالح الحماية المدنية عدة حوادث مرور وتحرير عائلتين عالقتين في الثلوج، وسط تحذيرات بتجنب التردد على المرتفعات الخطيرة، مع وضع كل الإمكانيات قصد تسهيل تنقل مستعملي الطرقات.

سجلت ولاية البويرة تساقط كميات هامة من الثلوج خلال 24 ساعة الأخيرة مست مرتفعات بعدة بلديات على غرار أعالي تيكجدة وديرة و بوكرام، حيث تسبب تراكم تلك الثلوج في قطع عدة طرق وطنية حسب مصالح الدرك الوطني، وهي الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين البويرة وتيزي وزو على مستوى منطقة فج تيروردة، وكذا الطريق الوطني رقم 30 الرابط بين الولايتين على مستوى منطقة نكويلال ببلدية صحاريج، فضلا عن الطريق الوطني رقم 33 في منطقة تيكجدة ببلدية الأسنام.
وتدخلت مصالح الدرك الوطني رفقة مصالح الأشغال العمومية طيلة اليومين الماضيين مسخرة كل وسائلها البشرية والمادية من أجل إعادة فتح الطرق المقطوعة وتنظيم حركة السير بها، ما مكن من فتحها وتخليص عائلتين كانتا عالقتين بالطريق الوطني رقم 15 بإقليم ولاية تيزي وزو، فيما تواصلت جهود تلك المصالح وتواجدها بالمنطقة إلى غاية كتابة هذه الأسطر بسبب تواصل تساقط الثلوج على المنطقة. كما سجلت ذات المصالح خلال 24 ساعة الأخيرة 10 حوادث مرور عبر مختلف الطرقات لاسيما الطريق السيار شرق غرب بالموازاة مع التقلبات الجوية وصعوبة سير المركبات وانزلاقها، مخلفة في مجملها 8 جرحى.
كما اكتست أخيرا، مرتفعات ولاية بجاية حلة بيضاء بعد الثلوج التي تهاطلت بالمنطقة ليلة الأحد، الأمر الذي أدخل الفرحة والسرور في نفوس السكان الذين تنفسوا الصعداء بعد ترقب دام طويلا، حيث غطت الثلوج في هذا الصدد مرتفعات الولاية كما كان الحال ببلدية كنديرة وضواحيها وصولا إلى مرتفعات خراطة شرق الولاية وهي نفس المناظر الخلابة التي عاشها سكان بلدية شلاطة بالحدود مع ولاية تيزي وزو، كما ساهمت الأمطار الأخيرة من جهة أخرى، في إعادة إحياء وتجدد الغطاء النباتي والغابي الذي تفحم للتذكير الصائفة الفارطة بالعديد من مناطق الولاية، فيما أبدى العديد من المواطنين في نفس الوقت تخوفهم من هاجس الانزلاقات بعد المحرقة التي عاشتها غابات الولاية.
ولم تخلف الثلوج المتهاطلة أي أضرار تذكر، حيث ظلت جل المحاور الوطنية والولائية مفتوحة أمام مستعمليها بإقليم الولاية باستثناء الطريق الولائي رقم 253 الرابط بين ولايتي بجاية وتيزي وزو مرورا بفج شلاطة، الذي أغلقته الثلوج المتراكمة بمنطقة “إفرحونن” بإقليم ولاية تيزي وزو، حيث تولت في هذا الصدد عناصر الدرك مهمة إزالة الثلوج من أجل إعادة فتح الطريق أمام مستعمليه، كما ظلت مصالح الأشغال العمومية بمختلف فروعها في حالة تأهب تحسبا لأي طارئ نفس الشيء بالنسبة لجهاز الحماية المدنية، مع الإشارة إلى تدعيم مؤخرا البلديات الواقعة بالمرتفعات بكاسحات الثلوج.
للتذكير، فقد ظل الأحد، الطريق الوطني رقم 9 الذي يربط بين بجاية وسطيف مشلولا في وجه حركة السير لقرابة أربع ساعات من الزمن وذلك من الساعة العاشرة إلى غاية الساعة الثانية زوالا، جراء حادث اصطدام بين شاحنتين داخل النفق الثاني بخراطة، الأولى نصف مقطورة كانت محملة بالاسمنت والثانية حاملة للخضر، حيث أسفر الحادث- حسب بيان الحماية المدنية- عن تسجيل ضحيتين، حيث تم نقل أحدهما قبل وصول إسعافات الحماية المدنية فيما تم نقل الضحية الثانية من طرف أعوان الحماية المدنية إلى مستشفى خراطة، فيما توقفت حركة السير بأنفاق خراطة في الاتجاهين لفترة زمنية طويلة الأمر الذي أثر سلبا على تحركات المواطنين، كما شوش الوضع على تنقل فريق مولودية بجاية إلى قسنطينة لمواجهة الشباب المحلي، بعدما علقت الحافلة التي كانت تقل اللاعبين وسط الازدحام المروري.
وغطت أمس، الثلوج المتساقطة منذ ليلة أول أمس، أغلب مرتفعات ولاية تيزي وزو، التي يزيد ارتفاعها عن الـ800 متر، على غرار الأربعاء ناث ايراثن، عين الحمام، افرحونان وغيرها، ما تسبب في غلق بعض المحاور الوطنية الرابطة منها بين ولاية تيزي وزو والولايات المجاورة مع عزل بعض القرى في المناطق التي يزيد ارتفاعها عن الـ1200 متر.
وعرفت حركة المرور شللا تاما في بعض المناطق بسبب تراكم الثلوج على غرار فج تيروردة عبر الطريق الوطني رقم 15 في شطره الرابط بين ولايتي تيزي وزو والبويرة، فج شلاطة عبر الطريق الولائي رقم 253، الطريق الوطني رقم 30 على مستوى تيزي نكولال، في شطره الرابط بين تيزي وزو والبويرة دائما، كما اعتبرت الحركة بالخطرة على مستوى أسول عبر الطريق الوطني رقم 33. من جهتها تدخلت مصالح الدرك الوطني وكذا الأمن الوطني، لتسهيل حركة المرور عبر الطرقات وإزاحة الثلوج، إلى جانب مساعدة العالقين فيها على مواصلة طريقهم، إلى جانب تنظيم حملات تحسيسية لصالح مستعملي الطرقات، لتفادي الحوادث المميتة الناجمة عن انزلاق الطرقات بفعل الجليد والثلوج.

مدارس تغلق أبوابها بسبب اضطرابات الطقس
التساقط الكثيف للثلوج يعزل بلديات بسكيكدة

لم يتمكن، نهار الإثنين، تلاميذ متوسطتين وثانوية تقع جميعها ببلدية بوالنغرة بأولاد عطية بجبال القل في ولاية سيكيدة، من بلوغ منشآتهم المدرسية وانقطعوا عن الدراسة مجبرين، لأن أغلبهم يقطنون على مسافات بعيدة عن مقر البلدية كسيوان ولعوينات وتيزغبان وواد لجبل حيث تجاوز سمك الثلوج العشرين سنتيمترا، وشلّ حركة المرور صباحا بالكامل، كما أن هذه المؤسسات تفتقر للتدفئة والأقسام تتحول إلى ثلاجات، في ظل انعدام غاز المدينة، كما قال السكان للشروق اليومي، وحتى بعض المؤسسات التربوية في المنطقة التي مازالت تستعمل المازوت أغلقت أبواها بسبب غياب المعلمين والتلاميذ أيضا، وقد تسبب التساقط المتواصل للثلوج في شل حركة المرور وخلت المنطقة من الحركة، وتزايد الطلب على قارورة الغاز التي بدأ سعرها يرتفع، كما توقفت حافلات النقل المدرسي عن عملها نتيجة للحواجز الثلجية والتي حاصرت قرى وبلديات المصيف القلي. وناشد سكان المنطق عبر الشروق اليومي، السلطات للتدخل، إذا استمر التساقط الكثيف للثلوج، لتفادي دخول المنطقة في عزلة تامة وربما سيحرم التلاميذ لأسابيع من الدراسة.
وتمرّ المنطقة وسكانها تقريبا في كل فصل شتاء بظروف صعبة جدا ورغم الاحتياطات التي يتخذها السكان لتفادي قساوة الشتاء مثل حملات الاحتطاب الواسعة، حيث يتم قطع أغصان أشجار الصنوبر البحري والزان والبلوط التي تزخر بها غابات أولاد عطية لأجل التدفئة إلا أن المعاناة تظهر مع أول تهاطل ثلجي، كما أن الدكاكين تزودت بمختلف المواد الأساسية كالحليب والقهوة والسكر والسميد، تحسبا لعزلة محتملة تفرضها عليهم الطبيعة فتعزلهم الثلوج لتتحول إلى منطقة منكوبة، وأخبرنا السكان بأنهم يخافون من تكرار ما حدث في شتاء 2018، عندما عزلت الثلوج المنطقة لمدة قاربت عشرة أيام بعد قطع الطرق وهلاك المئات من رؤوس الماشية والطيور ونفدت المواد الغذائية، كما أن الحوامل ولاستحالة التنقل إلى المشافي لجأن إلى الطرق التقليدية في الولادة وشلت كافة القطاعات وأغلقت المدارس أبوابها لأسبوعين كاملين، وخلفت تلك العاصفة الثلجية منكوبين بعد انهيار بيوتهم الهشة، حيث تدخل أفراد الجيش الوطني لتقديم المعونات الغذائية والأغطية في محاولة لإخراج المنطقة من الحصار الأبيض ويتمنى المواطنون أن لا تتكرر المأساة التي عاشوها سابقا.

تحذيرات من ارتياد المواقع السياحية
تحرير عشرات السيارات العالقة في الثلوج بتيزي وزو

تدخلت مصالح الحماية المدنية للوحدات الثانوية المختلفة المتواجدة بالمناطق الجبلية لولاية تيزي وزو، على مدار يومين لإجلاء السيارات والعائلات العالقة في الثلوج عبر الطرقات المغلقة بسبب تراكم الأخيرة، ووجهت مصالح الحماية المدنية ومصالح الأمن، نداءات تحذيرية للمواطنين غير المضطرين لعبور هذه المحاور، بتفادي الوجهات السياحية في هذه الفترة، تفاديا للحوادث المميتة وتمكين المصالح المعنية من التدخل في حالات الطوارئ، كما تستمر حالات غلق الطرقات بفعل الثلوج في عدة نقاط في الولاية.
وتدخلت مصالح الحماية المدنية للوحدة الثانوية بواضية مساء الأحد، لإجلاء عدة مركبات علقت في الثلوج على مستوى قرية حلوان في بلدية بونوح ببوغني، وتقديم يد المساعدة لقرابة 17 شخصا تواجدوا فيها، كما تدخلت يوم أمس، وحدة واسيف بقيادة رئيسها، لإجلاء مركبات نفعية عالقة في فج تيزي نكولال ببلدية ايبودرارن عبر الطريق الوطني رقم 33 المؤدي ناحية ولاية البويرة.
في حين استمر غلق الطرقات بفعل تراكم الثلوج عبر المحاور المرتفعة، بعدما تساقطت الثلوج على مرتفعات الـ800 متر، ومن بين الطرقات المشلولة نجد الطريق الوطني رقم 15 مغلقا في فج ثيروردة، الطريق الولائي رقم 253 الرابط بين ولايتي تيزي وزو وبجاية مغلقا في فج شلاطة ببلدية اليلتن، الطريق الوطني رقم 33 مغلقا في منطقة تيزي نكولال بايبودرارن، وكذا الطريق الولائي رقم 251 الرابط بين بلديتي ايت زيكي وبوزقان بولاية بجاية، وكذا باتجاه دائرة اقبو بولاية بجاية على مستوى فج شريعة.
من جهتها، وضعت مصالح الدرك والأمن الوطنيين أرقامها الخضراء تحت تصرف المواطنين للتبليغ عن الوضعيات الصعبة عبر هذه المحاور، مع التحذير من استخدامها إلا للضرورة تفاديا للحوادث المميتة وتسهيلا لمهمات أعوان التدخل في الحالات المستعجلة.

كما وصفت الحركة بالحذرة والخطيرة عبر محاور بني يني والأربعاء ناث ايراثن، عين الحمام وغيرها من المناطق المتواجدة على علو يزيد عن 800 متر ويصل إلى 1200متر.