-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بهجة الأرواح في يوم الأفراح

الثّبات بعد رمضان

سلطان بركاني
  • 1450
  • 2
الثّبات بعد رمضان

مع ارتفاع أذان المغرب يوم الاثنين الماضي رحل رمضان.. رحل ضيفنا العزيز الذي غمرنا بنفحاته ونسماته، وعمّنا بخيراته وبركاته.. رحل ليعود -بإذن الله- بعد 11 شهرا من الزّمان.. فيا تُرى، هل سيجدك -أخي المؤمن- مع الأحياء أم مع الأموات؟ هل سيجدك لم تزل على طاعة الله تتقلّب في رضوان الله؟ أم تراه سيجدك قد هجرت المسجد والصيام والقرآن والقيام؟ يا تُرى، من منّا سيتحدّى نفسه وشيطانه ويعقد العزم على طاعة الله 11 شهرا من الزّمان؟ من منّا سيعيش رمضانَ آخر في شوال وذي القعدة وذي الحجّة وغيرها من الشّهور؟ من منّا سيختم القرآن كلّ شهر؟ من منّا سيحافظ على تكبيرة الإحرام مع الإمام أحد عشر شهرا قبل أن يعود رمضان؟ من منّا سيصوم ثلاثة أيام من كلّ شهر؟ من منّا سيصوم الاثنين والخميس من كلّ أسبوع؟

لقد كان سلفنا الصّالح يدعون الله ستّة أشهر أن يبلّغهم رمضان، ويدعونه خمسة أشهر بعده أن يتقبّله منهم.. ألا فليكن الهمّ بعد رمضان همّا واحدا همّ قبول الصّيام والقيام، وهمّ الثّبات على الاستقامة والالتزام.. فالدّعاءَ، الدّعاءَ أن يتقبّل الله منّا صيام رمضان وقيامه، وأن يدّخر لنا أعمالنا ليوم تعزّ فيه الحسنات.. الدّعاءَ، الدّعاءَ أن يثبّت الله قلوبنا على دينه حتّى نلقاه.

رحل رمضان، ولكنّك  أخي المؤمن- لا تعبد رمضان، وإنّما تعبد ربّ رمضان.. فاتّق الله في صلواتك لا تضيّعها بعد رمضان.. اتّق الله في المسجد لا تهجره بعد رمضان.. اتّق الله في القرآن لا تنسَه بعد رمضان.. هي أحد عشر شهرا ستمضي سريعا ويعود رمضان إن مدّ الله في عمرك، فاصبر يا رعاك الله على طاعة الله، فما هي إلاّ أيام قلّت أو كثرت حتّى يحين أجلك.

إذا كنّت ستحرم صلاة القيام في المسجد أحد عشر شهرا كاملة، فلا ينبغي أن تحرم نفسك ثواب صلاة الفجر في بيت الله، ومن صلّى الفجر في جماعة كتب له أجر قيام ليلة كاملة.. إذا كنت ستحرم قيام الليل في بيت الله فلا تحرم نفسك ركعتين تصلّيهما في جوف اللّيل وتأنس فيهما بالقرب من الله الجليل.. إذا كنت ستحرم صيام شهر كامل بعد رمضان، فلا ينبغي أبدا أن تحرم نفسك صيام ولو ثلاثة أيام من كلّ شهر، ومن صام ثلاثة أيام من كلّ شهر، كان كمن صام الدّهر.. وبمثل هذا تثبت أنّك تبت في رمضان لأنّك تريد أن تكون ربّانيا لا رمضانيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • brahim

    و الله العظيم رغم اختلاف الغاية و لكن سبب كل المصائب المسلمين واحد و هو مشكل عقائدي عندما الانسان يعتقد انه يذخل الجنة بشفاعة الرسول مهما كان عمله ويؤمن باكذوبة اليهود التي حذرنا الله منها واصبحت عقيدتنا الثابة و قالوا لن تمسنا النار الى ايام معدودة اصبح كل شيئ مباح القتل وووووووو واني متيقن للاسف انها عقيدك يا استاذ لان الموروث من الصعب التخلي عنه و تقديس بعض السلف على كلام الله
    نطلب من كل العلماء تصحيح عقيدتنا الموروثة لان مصدرنا هو كتاب الله

  • احمد

    بارك الله فيك اخي و جعلنا كلنا من ممن يرضى عنهم الله.