-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجامعة العربية تعود إلى سوريا

الجامعة العربية تعود إلى سوريا

أجمل ما قيل عن ترسيم عودة سوريا إلى الجامعة العربية، لتشغل مقعدها كما كانت دائما، مُؤسِّسة وضمن الثائرين على التطبيع بجبهة الصمود والتصدي، هو أن الجامعة العربية هي التي عادت إلى حضن سوريا، البلاد التاريخية، التي أرادوا وأدها فما استطاعوا، وبدأت تقوم من تحت الردم، لتواصل الحياة مثل شعوب العالم، ولكن في أوضاع سياسية وحتى اقتصادية جديدة، لن تُعلَن فيها الحروب بسبب نزوة أو غيرة أو فتوة مزعومة.

لقد أعطت سوريا دائما للعالم العربي بأدبها وفكرها وطربها وتاريخها، ورونقها من دون مقابل، فلا يمكن أن يعيش العربي من المحيط إلى الخليج، من دون أن تكون سوريا ضمن يومياته، من فكر برهان غليون وأدونيس وطرب صباح فخري وميَّادة الحناوي وشعر نزار قباني وبدوي الجبل ومن رواية محمد الماغوط وسالوم رزق، ومن فن دريد لحام ومنى واصف، وبرغم اثنتي عشرة سنة من الدمار، فإن الشام عادت برغم أنف الشامتين وإرهاب الدول التي أرادت لسوريا أن تُمزَّق.

كان واضحا منذ بداية الألفية الجديدة بأنَّ الحرب العالمية الجديدة ستكون تاريخية تراثية، لأن البلاد التي عرفت الحضارة العباسية التي كانت لا تغرب عنها الشمس، لابدّ أن تعود يوما ما، فجاء الدمار المدروس لبلاد الرافدين ومازال، حتى يُقبروا حضارة العراق إلى الأبد، والبلاد التي عرفت الحقبة الأموية التي كانت لا تغرب عنها شمس الفتوحات الإسلامية، لابدّ أن تعود يوما ما، فحاولت القوى العالمية إلحاق سوريا بالعراق في مستنقع الفتن والنار، ولم يهمّهم من تاريخ الإسلام غير معركتي الجمل وصفين، فكانت النتيجة ضياع بلدي حضارة بمشاركة العرب والمسلمين أنفسهم.

عودة سوريا إلى الحضن العربي، أو عودة العرب إلى الحضن السوري، هو انتصارٌ كبير يقصف المخططات الأمريكية والصهيونية على وجه الخصوص في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، ولا تحدِّثنا عن حال هؤلاء وأذنابهم وعلى رأسهم النظام المغربي، وهم يتابعون عودة العلاقات الإيرانية السعودية وعودة العلاقات التركية المصرية، والاتفاق الفلسطيني وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، حتى وإن كان الحضن العربي يشتكي من الوهن.

أشد أعداء القيادة السورية في الأقطار العربية، رفض التعليق على عودة سوريا إلى الجامعة العربية ومنهم حتى من رحّب على استحياء، وهذا دليلٌ على أن حب سوريا يغلب كل المشاعر، فقد كانت جزءا من الحروب العربية الإسرائيلية الكلاسيكية، ومازالت هدفا للصهيونية مثلها مثل لبنان وفلسطين، والذين اعتبروا ما سعت إليه الجزائر في وقت سابق من خلال فرش بساط العودة، مستحيلا، عادوا الآن وهللوا، ومنهم من شارك في هذه العودة التي ستبني لمستقبل عربي، تكون فيه العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وليس للمطبِّعين الذي ظنوا بأن عدوى التطبيع ستستفحل في الجسد العربي، فاستفحلت النخوة ومنحت قناديل سورية في بيت عربي، لا يختلف عن بيوت حارات حلب ودمشق وحماه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!