الجزائر
وزير المالية يفند التسريبات المغلوطة ويكشف:

الجامع الأعظم لم يكلف إلا 898 مليون يورو

محمد مسلم
  • 4878
  • 33
الشروق أونلاين

قال وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، إن تكلفة بناء مسجد الجزائر الأعظم، قدرت بـ898 مليون يورو، أي ما يعادل نحو مليار و61 مليون دولار، وهو الرقم الذي فاجأ المتابعين، في ظل التسريبات المغلوطة التي سبقت هذا التصريح الرسمي.

التكلفة التي قدمها وزير المالية، تستند إلى الأرقام الصادرة عن قطاعه الوزاري باعتباره القناة التي تمر عبرها الأغلفة المتعلقة بمختلف المشاريع، وقال بن عبد الرحمن إن الرقم الذي قدمه يتعلق بـ”التكلفة الخاصة بالتحويلات المالية لبناء المسجد الأعظم”.

وقال بن عبد الرحمن “بعيدا عن كل المزايدات التي قيلت هنا وهناك، فإن التكلفة الحقيقية الخاصة بالتحويلات لبناء هذا المعلم الديني والصرح الحضاري والسياسي، قدرت بـ898 مليون أورو، وليس 3 مليار أورو”، فيما ينتظر تدشينه في الفاتح من نوفمبر المقبل.

وكان المسجد الأعظم، الذي يتربع على الواجهة البحرية لبلدية المحمدية شرق العاصمة، محل جدل سياسي وإعلامي على مدار سنوات إنجازه، وذهبت بعض التسريبات المغرضة إلى رفع تكلفة الإنجاز إلى أكثر من ملياري دولار، ليتبين في الأخير، أن تلك المضاربة كانت تغذيها اعتبارات سياسية وخلفيات تاريخية موروثة عن الحقبة الاستعمارية.

بن عبد الرحمن الذي حل، الإثنين، ضيفا على “منتدى القناة الأولى للإذاعة الوطنية”، اعتبر المسجد الأعظم “صرحا دينيا وعلميا وحضاريا وسياسيا”، فيما يضيف البعض، البعد السياحي لهذا الصرح، الذي يعتبر الثالث من نوعه في العالم الإسلامي وفي الكون برمته.

ويربط مراقبون إقامة هذا الصرح في بلدية المحمدية، باعتبارات تاريخية لها علاقة بالصراع الحضاري والديني بين الجزائر وفرنسا، فالمكان الذي أقيم عليه المسجد كان يسمى “هضبة لافيجري” وقد سمي من قبل فرنسا الاستعمارية، تخليدا للكاردينال شارل مارسيال لافيجري (1825 / 1892م).

ويعتبر لافيجري أكبر مبشر خلال الحقبة الاستعمارية، وهو من استقدم مبشرين من المشرق لمساعدته في حركته التبشيرية بعد انتقاله إلى الجزائر سنة 1867 بطلب من الحاكم العام ماك ماهون، وقد أصبح كبير أساقفتها، فأسس سنة 1868 جمعية المبشرين بالجزائر التي تعرف باسم الآباء البيض (Les Pères Blancs)، كما أسس في السنة الموالية جمعية الأخوات البيض التي كان لها نشاط تبشيري أيضا.
وعرف عن لافيجري جملته الشهيرة في عز حملته التبشيرية، حين وقف على هضبة المحمدية قائلا: “أين أنت يا محمد؟”، في إشارة على الرسوم الأعظم، اعتقادا منه بأنه سيتمكن من تمسيح الجزائريين، وسيقضي على الإسلام في هذه البلاد، ولذلك سارعت الجزائر مباشرة بعد الاستقلال إلى تسمية منطقة لافيجري بـ”المحمدية”، ردا على ما قام به الكاردينال الهالك.

ويعد المسجد الأعظم، ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين، وهو مقاوم للزلازل حتى الدرجة العاشرة على سلم ريشتر، ويضم 12 بناية منفصلة في موقع يمتد على 20 هكتارا بمساحة تزيد على 400 ألف متر مربع، وملحقة به مواقف تستوعب 4 آلاف سيارة ومساحة قاعة الصلاة فيه تزيد على هكتارين، وتتسع لأكثر من 36 ألف مصل، ويمكن أن يرتفع العدد إلى 120 ألف مصل إذا تم استعمال المساحات الخارجية. ومن أهم معالمه المميزة المئذنة التي يصل ارتفاعها 265 متر، وستكون منارة للسفن.

مقالات ذات صلة