-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إحصائيات للتخويف من "أسلمة" المجتمع الفرنسي

الجزائريون أكثر المهاجرين تمسكا بالهوية الإسلامية

محمد مسلم
  • 1309
  • 1
الجزائريون أكثر المهاجرين تمسكا بالهوية الإسلامية
أرشيف

لجأ المرصد الفرنسي للهجرة والديموغرافيا إلى تسريب أرقام تتعلق بالهجرة والاندماج لخلق حالة من تخويف المجتمع الفرنسي على تآكل هويته وسيطرة هوية وافدة مع الجاليات المهاجرة، في رسالة لا يخطئها أي مراقب وتتمثل في الدعوة إلى وضع عقبات أمام وصول أبناء الجاليات المسلمة إلى التراب الفرنسي، وفي مقدمتهم الجزائريون الذين وضعوا على رأس قائمة المتهمين بأسلمة المجتمع الفرنسي.
الإحصائيات التي كُشف عنها تم استغلالها من قبل الأوساط اليمينية الفرنسية والتي تمثلها إعلاميا، مؤسسة “لوفيغارو”، عبر فرعها “لوفيغارو مغازين”، التي عنونت بإثارة كبيرة: “الأسلمة بالأرقام: تسارع الهجرة يعزز الوجود الإسلامي” في فرنسا، يحدث هذا في وقت جد حساس طبعه اجتياح المظاهرات الطلابية في الجامعات الغربية ومنها الفرنسية، دعما للقضية الفلسطينية وإدانة للعدوان الصهيوني الهمجي والوحشي على الشعب الفلسطيني الأعزل.
ودعما لهذا التوجه، قام نيكولا بوفريو مونتي، وهو مدير مرصد إحصائيات الهجرة والديموغرافيا، بتقديم تحليل لمجلة لوفيجارو حول العلاقة بين تدفقات الهجرة وارتفاع المطالب المرتبطة بالإسلام، يمعن في اتهام الجاليات المسلمة وعلى رأسها الجزائرية بأنها ترفض الاندماج في المجتمع الفرنسي، وتصر على استحضار هويتها، من خلال تسمية أبنائها بأسماء عربية وإسلامية، وكذا ارتفاع نسبة النساء اللائي يرتدين الزي الإسلامي (الحجاب)، بنحو عشرة بالمائة خلال العشرية الأخيرة.
ومن بين ما قاله رئيس مرصد الهجرة والديموغرافيا، أن انتقال الانتماء الديني بين الأسر في فرنسا، يكون أقوى في الأسر المسلمة، من جميع الأصول الجغرافية مجتمعة، مقارنة بغيرها من الأسر المسيحية الكاثوليكية. فمثلا الأشخاص الذين ينشؤون في الأسر المسلمة يحافظون على دين والديهم (الإسلام)، بنسبة 91 بالمائة، وقد ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 97 بالمائة بالنسبة للأشخاص الذين تربوا في أسر تنحدر من تركيا والشرق الأوسط ومنطقة الساحل في إفريقيا، مقابل 67 بالمائة من الأشخاص الذين تربوا في أسر مسيحية كاثوليكية.
ووضعت الأرقام الصادرة عن المعهد الفرنسي للإحصائيات والدراسات الاقتصادية، وكذا المعهد الفرنسي للدراسات الديموغرافية، الجالية الجزائرية وأبناءها على رأس الجاليات المسلمة التي تقيم في فرنسا وتلتزم بالدين الذي تشرّبته من أسرها، وقالت إن 89 بالمائة من المهاجرين من أصول جزائرية يقولون إنهم مسلمون، في حين أن 64 بالمائة من الجيل الثاني، يصرحون بأنهم مسلمون.
كما أن 89 بالمائة أيضا من الجاليتين المغربية والتونسية يقولون إنهم مسلمون، مقابل 65 بالمائة من أبناء هاتين الجاليتين يصرحون بأنهم مسلمون، و84 بالمائة من المهاجرين القادمين من إفريقيا منطقة الساحل، يصرحون بأنهم مسلمون، مقابل 77 بالمائة من أبنائهم يصرحون بأنهم مسلمون، و72 بالمائة من المهاجرين الأتراك وأولئك القادمين من منطقة الشرق الأوسط يقولون إنهم مسلمون، مقابل 67 بالمائة من أبنائهم يصرحون بأنهم مسلمون.
أما 09 بالمائة من المهاجرين الأفارقة القادمين من منطقة إفريقيا الغربية فيصرحون بأنهم مسلمون، و14 بالمائة من أبنائهم يقولون بأنهم مسلمون، و38 بالمائة من المهاجرين بقية الدول الإفريقية يصرحون بأنهم مسلمون، و13 بالمائة من أبنائهم يقولون بأنهم مسلمون، ليكون ما نسبته 44 بالمائة من مجموع المهاجرين يصرحون بأنهم مسلمون، مقابل 32 بالمائة من الجيل الثاني من أبناء الجاليات المهاجرة في فرنسا، يصرحون بأنهم مسلمون.
كما تشير الإحصائيات أيضا إلى أن الجزائريين والتونسيين والمغربيين يعتلون الصدارة على مدار الـ12 سنة الأخيرة، على صعيد الحصول على بطاقات الإقامة، وبعدهم المهاجرون القادمون من منطقة الساحل وبقية الدول الإفريقية وفي عمومهم مسلمون، وهو ما يعادل 72 بالمائة، مقابل 18 بالمائة فقط من بلدان أخرى، وهذا في سنة 2021، فيما تقدم الأفغان والبنغاليون والأتراك وهم أيضا مسلمون، على غيرهم من الجاليات في طلبات اللجوء بواقع 61 بالمائة مقابل 39 بالمائة من بلدان أخرى. وبالنسبة للمرصد الفرنسي للهجرة والديموغرافيا، فإن هذه الجاليات جميعها مسلمة ومن ثم فهي تضغط في اتجاه “أسلمة” المجتمع الفرنسي، وهو ما يخشاه كثيرا اليمين المتطرف الفرنسي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبد المطلب

    هذا موضوع زوين الله يرحم لك الوالدين عليه