الجزائريون لا يريدون تكرار سيناريو زيدان مع “فقير”

تحوّل الجدل القائم حول المنتخب الذي سيتقمص ألوانه اللاعب الجزائري الأصل والفرنسي المولد والنشأة نبيل فقير إلى معركة بين المهاجرين الجزائريين الذين يصرون على أن يكون فقير جزائريا، وبين الفرنسيين الذين صاروا يرفضون أن تتألق الجزائر في كأس العالم الذي بلغته مرتين متتاليتين بأسماء متخرجة من المدرسة الفرنسية، وبعد أن خاض المدربون ثم الصحافة في البلدين في قضية هذا اللاعب الذي صنع الحدث في الجولات الثماني الأخيرة، والذي كان ضمن المساهمين في عودة ليون إلى الأضواء بالرغم من أن النادي يبتعد عن المتصدر مارسيليا بثمان نقاط، ويحاول المهاجرون الجزائريون عدم تكرار سيناريو ما حدث للاعب المغربي الأصل منير محمد الحدادي الذي انضم إلى المنتخب الإسباني وعمره دون التاسعة عشرة بسبب خطإ ارتكبه مدرب المنتخب المغربي بادو زاكي، الذي تماطل في دعوة منير لاعب برشلونة فخطفته إسبانيا، وهو ما يثير المخاوف لأن ما قاله بادو زاكي عن منير كرّره غوركوف، عندما قال بأنه لا يريد أن يضع فقير تحت الضغط.

وتحولت المعركة الآن إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقود مجموعة من المهاجرين حملة لتشجيع عائلة فقير على اختيار الخضر مذكرين إياه بما حدث لسمير ناصري، الذي قرّر اعتزال اللعب الدولي، بسبب التهميش الذي عرفه مع منتخب الديكة، وعاد المتجادلون للخوض في التاريخ منذ أن قرر زين الدين زيدان في زمن الأزمة الأمنية التي عصفت بالجزائر اللعب لمنتخب الديكة، وهو ما جرّ كريم بن زيمة وسمير ناصري إلى السير على خطاه، ثم انقلب الوضع واختار اللاعبون الجزائريون ومنهم ياسين براهيمي وسفيان فيغولي ونبيل بن طالب الألوان الجزائرية برغم سنهم التي تسمح لهم بتقمص الألوان الفرنسية.

  ولعل ما كتبته الصحف الفرنسية التي تكهنت بفوز الجزائر في معركة فقير، حول البعد الاجتماعي للقضية، يوحي بأن فقير لن يختار فرنسا بالسهولة التي سار عليها ناصري وبن زيمة لأن الأمور تغيرت، فللجزائر الآن لاعبون من مستوى عالمي مثل براهيمي، وصار تواجدها في كأس العالم عاديا، كما أن ما يتقاضاه اللاعب الدولي الجزائري من المنتخب الوطني لا يختلف كثيرا عما يتقاضاه لاعبو المنتخب الفرنسي.

 تجدر الإشارة بأن نبيل فقير، قد أكد في حوار لـ “الشروق” الاربعاء بأنه لن يلعب لسوى المنتخب الجزائري.