الجزائر
رغم انتشار العدوى.. المؤسسات الصحية خالية على عروشها

الجزائريون يرفضون التلقيح ضد “البوحمرون”

الشروق أونلاين
  • 2839
  • 19
الأرشيف

أعلنت وزارة الصحة سيطرتها على داء الحصبة “البوحمرون”، الإثنين، في ولايتي الوادي وورقلة، حيث يعيش الوباء بحسبها آخر أيامه، وهذا بعدما تمكنت من إجراء 180 ألف عملية تلقيح في الولايتين السابقتين وهو ما سيقلل نسبة الإصابة بالمرض ويحد من انتشاره أو انتقاله إلى ولايات أخرى، فـ”البوحمرون” بحسب الوزارة مازال محصورا في بعض ولايات الجنوب، أما باقي الحالات فهي معزولة.

عاد الحديث عن اللقاح المضاد للحصبة للتداول بشدة هذه الأيام خصوصا بعد عودة المرض بقوة وظهوره في العديد من الولايات وانتقاله بسرعة كبيرة من المناطق الجنوبية للشمال، وتزامن ذلك مع إطلاق جمعيات أولياء التلاميذ دعوات إلى تلقيح أبنائهم لكونه الحل الوحيد للوقاية من المرض.

ومن خلال جولة قادتنا إلى مصالح الأمومة ورعاية الطفولة في العديد من بلديات العاصمة، لمسنا العزوف الكبير عن اللقاح بالرغم من خطورة المرض “البوحمرون”، اقتربنا من إحدى العاملات واستفسرناها عن اللقاح فردت علينا: “إنه متوفر وبكميات كبيرة”.. لتضيف بشيء من السخرية: “لكننا لم نجد من نلقح، فغالبية الأولياء متخوفون بسبب الضجة التي أحدثها العام الماضي، حتى عندما يحين موعد تلقيح الرضيع ضد “البوحمرون” يتردد الوالدان ويتخوفان وهناك من يستشيرون أطباء ويقومون بأبحاث، وكأنه يتعلق بأمر خطير”، مؤكدة أن العديد من الأطفال يخضعون للتلقيح بصفة عادية ولم يعانوا من مضاعفات باستثناء المصابين بأمراض”.

في حين ردت علينا عاملة بعيادة جوارية أخرى بأن اللقاح يتسبب في ارتفاع في درجة الحرارة وينبغي على الأولياء مراقبتها، فالحمى لها مضاعفات خطيرة على المخ وقد تتسبب في وفاة الطفل أو فقدانه القدرة على المشي أو النطق، وبخصوص اللقاح أكدت محدثتنا توافره فما علينا سوى جلب الدفتر الصحي للرضيع كي يلقح.

توجهنا بعدها إلى مصلحة الطب المدرسي وهناك أخبرتنا الطبيبات بأن التلاميذ الذين رفض أولياؤهم تلقيحهم على مستوى المؤسسات التعليمية خلال الحملة التي أطلقت العام الماضي، تخوفا من المخاطر والمضاعفات التي قد تنجر عنه بالإمكان تلقيحهم هذه السنة على مستوى المركز الصحي “لاريزيدونس”، وعندما توجهنا إلى هذا الأخير وبعد اطلاعنا على ضرورة جلب الدفتر الصحي، كشفت لنا العاملات عن استقبالهم العديد من الأولياء للاستفسار عن اللقاح فالكثير غيروا نظرتهم حوله بعد عودة “البوحمرون” بشدة هذه الأيام.

وخلال انتظارنا وحديثنا مع بعض الأولياء أبلغونا عن تخوفهم من الإصابة بالمرض خصوصا أن بعض الأطفال قد تم تلقيحهم وسبق لهم الإصابة به لكنه عاودهم هذه الأيام، ليتضح في ما بعد ومن خلال فحصهم من قبل الطبيب المختص إصابتهم بمرض أعراضه تتشابه كثيرا مع “البوحمرون”.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى الحراش، البروفيسور مصطفى خياطي، استحالة الإصابة بالحصبة “البوحمرون” مرتين بل هو مرض يصيب الشخص مرة واحدة، وهناك أنواع أخرى من الفيروسات لها أعراض تشبه الحصبة تتمثل في ارتفاع درجة حرارة الجسم، طفح جلدي، سيلان الأنف.

وصرح خياطي بأن الملقحين قد يصابون بالمرض بعد مضي 20 سنة، لذا لابد من تأكيده موضحا أن اللقاح ليس له أي مضاعفة وبالإمكان تلقيح الرضع في سن 9 إلى 18 شهرا، ويعانون في الغالب من ارتفاع في درجة الحرارة بعد 48 ساعة، أما بالنسبة إلى عملية إعادة وتأكيد التلقيح فلن يصابوا بحمى ولا حرارة ولن تكون لديهم أي مضاعفة أخرى. 

مقالات ذات صلة