-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد مقاطعة السيارات الجديدة بسبب ارتفاع الأسعار:

الجزائريون يشلون أسواق السيارات المستعملة

نادية سليماني
  • 19244
  • 15
الجزائريون يشلون أسواق السيارات المستعملة

باتت الحملة الافتراضية التي أطلقها الجزائريون لمقاطعة شراء السيارات تحت شعار “خليها تصدي” حديث العام والخاص وانتقل صداها إلى البرلمان وتناقلتها كبرى وسائل الإعلام الأجنبية، وانتقل تأثيرها إلى الأسواق التي باتت شبه مشلولة فلا بيع ولا شراء بسبب إشاعات تخفيض الحكومة للأسعار والتأييد الواسع للمواطنين بمختلف شرائحهم للمبادرة.
ولمواكبة الحدث وضعت الشروق حملة المقاطعة في ميزان المختصين والخبراء الذين انقسموا ما بين مؤيد ومعارض لها، وأجمعوا أن الهدف من الحملة هو مقاطعة ارتفاع الأسعار وليس مصانع التركيب التي تبقى إضافة للاقتصلاد الجزائري ومكسب للمستهلك.
استنفرت الأسعار الحقيقية للسيارات الجزائرية الخارجة من المصانع، الرأي العام، وانتجت حالة من الذهول والصدمة، لدرجة جعلت كثيرا من المواطنين يتراجعون عن شراء سيارات بالتقسيط بعد إيداعهم طلبيات لدى البنوك، فالجميع ينتظر تهاوي الأسعار، وزادتهم حملة مقاطعة شراء السيارات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ثقة بانخفاض الأسعار في المستقبل القريب، فهل ستأتي حملة المقاطعة بنتائجها المرجوة؟
وفي هذا الصدد، ثمّن الخبير الاقتصادي، فارس مسدور ما أسماه “تحرك المستهلك الجزائري”، مؤكدا أن سلوك المقاطعة “هو سلوك حضاري يساهم وبشكل كبير في تغيير أوضاع اقتصادية قائمة إلى نحو أفضل”.
وتأسف بالقول “سماسرة السيارات والوسطاء ووكلاء البيع، تمادوا في رفع أسعار السيارات المصنعة في الجزائر، فصارت أسعار سياراتهم تساوي ضعف نظيرتها المستوردة من الخارج، وهذا اعتبره تحايلا على المستهلك الجزائري، ووجب أن يوقفوا عند حدهم ولو بالمقاطعة”.
وعن ترقب خفض أسعار السيارات في حال اللجوء لمقاطعة شرائها، يرى الخبير الاقتصادي، أنه إذا أحدثت المقاطعة أبسط تغيير ممكن، فنعتبرها قد أتت بثمارها، ولا يوجد حسبه أفضل من تحرك المجتمع المدني سواء كمواطنين أو جمعيات مدنية أو جمعيات حماية المستهلك، حسب تعبيره، للقيام بواجبها في التحسيس والمقاطعة في حال الارتفاع العشوائي للأسعار، ويضيف “كما من واجب هؤلاء أن يتكاتفوا مع الدولة ومؤسساتها لمحاربة الممارسات الاحتكارية”.
وفي السياق ذاته، أكد الخبير الاقتصادي كمال رزيق أن الجزائريين قاطعوا ارتفاع الأسعار وليس مصانع التركيب التي تبقى حسبه مكسبا للجزائر ومغنما للمستهلكين، وأضاف أنه في حال استمرت حملة مقاطعة شراء السيارات لستة أشهر فستؤدي إلى انخفاض حتمي لأسعار السيارات بمختلف أنواعها الجديدة والقديمة، لأن الحكومة من جهتها ستضطر للتدخل تحت ضغط الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي، وبدورها ستراجع مصانع التركيب أسعارها المعتمدة، في حين ستعرف أسواق السيارات المستعملة تراجعا بأزيد من 30 بالمائة على الأقل.
وعلى النقيض منهما، يرى الخبير في الشأن الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، أن عملية مقاطعة شراء السيارات المركبة في الجزائر، لن يكون لها أي نتيجة تذكر، أو كما قال “لا قيمة ملموسة لها”، مبررا الأمر بأن أسعار السيارات مرتبطة بالقدرة الشرائية للعائلات وبقانون العرض والطلب، حيث أوضح “كلما كانت القدرة الشرائية للعائلة ممتازة أو متوسطة، فأكيد ستقتني السيارة المعقولة من حيث السعر، في حين لا تتمكن العائلة ذات الدخل الضعيف من ذلك”. اذا فمقاطعة العائلات محدودة الدخل لشراء السيارات موجود ومنذ زمن، ولا يحتاج لحملة وطنية، حسب مبتول، في وقت يصر البعض على الشراء رغم غلاء الأسعار، لأنه يملك القدرة على ذلك.
كما أكد الخبير الاقتصادي، أن محاولة السلطات وبالأخص وزارة الصناعة تنظيم أسعار السيارات المركبة في الجزائر “لن ينجح بدوره”، والسبب أن كوطة السيارات في المصانع قليلة جدا “فالمصانع تخرج بين 150 و200 ألف سيارة شهريا، وهذا رقم قليل جدا، ولا يلبي احتياجات السوق المحلية، فما بالك بالتصدير، وبالتالي لا يمكن للدولة التحكم في الأسعار حتى مع الغائها للضرائب عن المصنعين”.
وحتى ولو حاولت السلطات التحكم في أسعار السيارات، فستواجه سلوكات احتيالية من المصنعين أو وكلاء البيع، موضحا “قد يتفق الوكيل مع أصدقائه السماسرة على شراء عدد كبير من سياراته، ثم طرحها للبيع في السوق السوداء وبالثمن الذي يريدون”، وهو ما جعله يؤكد أن “العقلية الإدارية التي تنتهجها السلطات في هذا المجال لن تنفع، بل لا بد من عقلية اقتصادية محضة لتنظيم سوق السيارات”.
وبدورها، تثمن المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، أي مقاطعة يتبناها المستهلك، حتى ولو لم تطلقها المنظمة، حسب تصريح مصطفى زبدي لـ”الشروق”، وأضاف بالقول “كل مقاطعة تأتي من طرف مجموعات أو أشخاص مهيكلين، ويكون هدفها زيادة الوعي الاستهلاكي، فنحن كمنظمة نباركها”، وأكد زبدي قيامهم بالعديد من عمليات مقاطعة شراء بعض المنتوجات آخرها الدعوة لمقاطعة شراء السردين بسبب غلائه، منها ما أتى بنتائج متوسطة ومنها الناجحة”، ومع ذلك لابد من ترسيخ سلوك المقاطعة في ذهنية المستهلك الجزائري، حتى ولو فشلت في نتائجها” حسبه. ومؤكدا على غياب ثقافة المقاطعة في عقلية المجتمع الجزائري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
15
  • مانشروش نخلوها تتصدى و ترشى و تتشمخ

    اذا كنتم تريدون الربح اكثر فلماذا لم تقومو بتصديرها للخارج يمكن يشتروها عليكم ام النوعية غير جيدة الشعب كره راهو صابر خلاص اتزيدو في المواد الغذائية في الكهرباء و الغاز ....إلخ وين راكم رايحين الشعب راهو ايخمم واش ياكل و واش ايداوي مش ايخمم واش ايسوق ديرو حاجة مليحة و لو مرة و ثاني راني حاير هذوم اللي يملكو السيارات رخس ي السومة و الله رايحين يشرو اعليكم و تزيد المكاسب اما اذا خليتها هاك بالسومة الغالية ياو الله غير تخسرو و ثاني راهي كاينة وكالة باغية تخرج فيكم طاي طاي و تبيع السيارات بالرخس السومة و تحط عليكم الفردة اسمعو كلامي رخسو السيارات تكسبو ربي رزقكم بالمال و مازال طامعين في الزوالي

  • مواطن

    بما أن المقاطعة لا تؤثر لماذا البكاء و العويل يا سماسرية يا سراقين ههههههههههه
    المقاطعة هي الحل
    احبك يا شعب الجزائري خليها تصدى

  • بشير

    الجزائري لا يملك ثقافة المقاطعة ... الجزائري و للاسف الشديد يملك ثقافة ** انا و بعدي الطوفان ** ثقافة ** نفيس نفسي ** ... و الواقع خير دليل .

  • abboud abboud

    الجزائر لا تقاطع

  • abboud abboud

    الجزائر لاتقاطع.

  • abboud abboud

    الجزائر

  • أحمد مايسوطيش

    “فالمصانع تخرج بين 150 و200 ألف سيارة شهريا"!!!!!! راجعوا هذا الرقم!!!! هذه الأرقام سنويا و ليس شهريا!!!!

  • sid Ali Aleger centre

    les prix des voiture est toujours le meme , et les gents achete toujours avec n'importe quelle prix

  • مقهور

    يجب تأميم هذه المصانع وتسييرها من طرف القطاع العام بما أن هؤلاء الخواص يعتمدون 100% على قروض الخزينة العمومية ولا يدفعون أي فلس ضريبة ، وفي المقابل أنهكو الخزينة وكاهل المواطن وحطمو الإقتصاد الوطني ، يجب إيقافهم فورا بل ومحاسبتهم ومعاقبتهم طبقا للقوانين

  • توفيق

    نحن لسنا ضد مصانع تركيب السيارات في الجزائر لكننا ضد السياسة المنتهجة من طرف أصحابها والمتمثلة في تحقيق أكبر قدر ممكن من الارباح في ظرف قياسي كيف لا خصوصا وانهم يربحون في بعض العلامات أكثر من 100 مليون سنتيم والخاسر الوحيد هو المستهلك كنا نتمنى أن تضع الدولة حدا لاحتكار هؤلاء لمجال تسويق السيارات وذلك بمنح الوكلاء لرخص استيراد السيارات لكن كما يقول الشاعر ليس كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لاتشتهي السفن وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نفوذ أولئك الأشخاص وتأثيرهم على سلطة إتخاذ القرار فلم يبق لنا خيار أخر سوى مقاطعة السيارات التي يستوردنها جاهزة ويبيعونها على اساس درناها جزائرية ؟؟؟

  • Med raf

    فيما يخص هذه المقالة أرى أنه هاذو الخبراء الذين يتكلمون أولا عايشين في كوكب المريخ ولا عمرهم ما جاو للجزائر المهم فيما يخص ما قاله المسمى بالخبير عبد الرحمان مبتول الأمر لم يصل فقط عند أصحاب الدخل الضعيف الأمر أصبح يخص الجميع و ألح أن الشعب الجزائري لا يقاطع هذه الشركات بل يقاطع الإحتيال الذي يتعرض له و السوق لا يتحكم فيه العرض والطلب لأنه إذا كان كذلك فسوف نقوم بإقصاء فئة من المجتمع و التعدي على أبسط حقوقه والنتيجة قريبة جدا لهذه المقاطعة أنا شخصيا ضننتها ستأتي بثمارها على الاكثر 6 أشهر ولكن أظن أنها لن تتعدى حتى 3 أشهر وليكن في علمكم أن هذه القضية أخذت منحى عالمي وليس فقط وطني ....يتبع

  • BOB 05

    التصدير؟؟؟ وهل يعقل ان سيارة تنقسم الى نصفين في حادث مرور وسعرها يفوق سعرها الحقيقي مرتان ، يمكنها ان تفرض مكانتها في السوق الخارجية ، لا و الف لا ، اللهم اذا بيعت بسعر اقل من سعرها الحقيقي و ااكد الحقيقي. وكما يقول المثل ^ماناكلك يا غدايا ما نمدك لعدايا ^ يمدوها باطل بصح غير الشعب الجزائري لي ما يستفيدش منها.

  • Ahmed algeria

    خليوها تتصدی تشمخ عندهم في الحضائر متنساوش عندما وصل سعر السمبول 220 مليون في الأسواق وزيد فضيحة إنقسامها إلى جزئين روحو شاركو بيها في معرض جوناف الدولي للسيارات بالاك تلقاو زبائن جدد.

  • karim

    لقد وجد من سبقونا على مر الازمان تفسير لكل شي في حياة الانسان لكن حتى الان عجز كل من في هذا الكون عن

    تفسير كيف للسامبول ان تباع ب 200 مليون بمباركة الشيطان وخبراء طايوان

    خليها تصدي

  • مسعود مسعور

    السيارات الفرنسية اقل منى 3 سنوات هي الحل و افضل للتقليل من حوادث المرور