-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجزائر الإفريقية 

الجزائر الإفريقية 

لا يوجد بلدٌ إفريقي ولا في أي قارة أخرى، قدّم المساعدات المادية والسياسية لأبناء القارة السمراء، كما فعلت الجزائر؛ فقد أحصى وزير الخارجية مؤخرا، مسحا لديونٍ إفريقية، بقيمة قاربت 4 مليار دولار، وكانت الجزائر في 2013 قد مسحت ديونا قاربت المليار دولار، كانت قد منحتها لأربعة عشر بلدا، بما فيها تلك التي لا تتبادل معها الجزائر بعثات ديبلوماسية، وصورة الشارع الجزائري في كل قرية ومدينة وهو يزدحم باللاجئين الأفارقة في الصيف والشتاء وفي زمن الوباء والشفاء.

 والكرم الحاتمي الذي يقدِّمه أفراد الشعب الجزائري لهؤلاء، يكاد يكون فريدا من نوعه في العالم، إذ اقتربت الجزائر من إفريقيا العميقة من مدغشقر إلى بوركينا فاسو كما لم تقترب من شعوب أخرى مثل الأمة العربية وبلدان البحر المتوسط وهذا منذ الاستقلال، إذ عاش هواري بومدين ومن تبعه من رؤساء جزائريين الألم الإفريقي في موزمبيق وجنوب إفريقيا وأنغولا وتشاد… وكانوا يساعدون أهل القارة السمراء، حتى ولو كانت بهم خصاصة، والجميل في كل هذه الحكاية أن الجزائر ما أشهرت لكرمها ولم نسمع عن هذه المساعدات بملايير الدولارات، إلا عندما مسحت ديونها، في أنبل مواقف دولة وشعب على مرِّ التاريخ.

ومع كل هذا، وجميعنا يعلم بأنّ هذا المعروف مجرد قطرة في بحر، لا تجد الجزائر في كثير من الأحيان ردا للجميل أو على الأقل شكرا عابرا على ما تفعله. وما يحدث في قضية مباراة المنتخب الجزائري أمام منتخب الكاميرون وأمام الحكم الغامبي غاساما، يؤكد بأن بعض الأفارقة يأكلون الغلة فعلا ويسبّون الملّة، فقد وجد رئيس الاتحاد الكامروني وحتى الحكم الغامبي، كل أبناء القارة وحتى المهاجرين في أوربا وآسيا وأمريكا، إلى جانبهما وهاجموا الجزائر ولم يتركوا صفة سيئة، إلا وألصقوها ببلدٍ كان دائما إلى جانبهم، من عنصريةٍ وتعالٍ.

لا أحد في بلادنا يقف ضد ما تقدّمه الجزائر لأبناء القارة السمراء، ومشهد الجزائريين وهم يتسابقون على تقديم وجبات الإفطار والسحور وكسوة العيد لآلاف العائلات الإفريقية، يؤكد ذلك، إلا أن المكاتب الديبلوماسية الجزائرية في قلب القارة، عليها أن تلعب الدور ذاته الذي تقوم به بلدانٌ كبيرة في الجزائر، عندما تقدّم نفسَها للجزائريين على أنها تقف إلى جانبنا وتساعدنا في كل المجالات، وهي في الحقيقة تبيعنا أشياءها، ونحن ندفع الأموال، بينما نقدِّم نحن من نفائسنا وبالمجان، ولا نكاد نلقى شكورا.

حان الوقت لتغيير سياسة “الأخوَّة” مع الأشقاء الأفارقة، من دون المساس بلبِّ هذه “الأخوّة” وجوهرها ومغزاها، من خلال مدّ خطوط جوية في أكبر بلاد القارة، وتحريك العمل الديبلوماسي بقوة ومحاولة التواجد تجاريا، حتى تتحقق ولو نسبيا معادلة رابح – رابح، حتى لا تبقى الجزائر خاسرة ماديا ومعنويا في عقر دارها.. إفريقيًّا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!