-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجزائر العميقة .. تحييكم!!!

‬فوزي أوصديق
  • 6200
  • 3
الجزائر العميقة .. تحييكم!!!

خلال الاسبوع… وبرفقة الروائية احلام مستغانمي، والاعلامية خديجة بن ڤنة، والبروفيسور الطبيب مصطفى خياطي.. كنا في زيارة عملية وعلمية إلى بعض مناطق صحرائنا الكبرى.. كنا مجندين وبدوام كامل في خدمة الجزائر!!، فكانت لحظت سعادة للعديد منا، ففي الاسفار فوائد، اكتشفت -شخصيا-انسانية وتواضع الاشخاص رغم مكانتهم، فأحلام الكاتبة اغدقت علينا ببيانها.. وخديجة الاعلامية تترصد لكل صغيرة وكبيرة، والطبيب الانساني مصطفى يذكرنا دائما بإنسانيته.. فتعدت اعمالهم الى العمل الجواري وملامسة الواقع بمرارته وحلاوته ومفجاءاته؟؟؟

  • كانت الزيارة بوابة لدخول الجزائر العميقة بقطع مسافة 900 كيلومتر، قادتنا الى جوهرة الواحات المنيعة، مرورا بقبلة الاباضية غرداية، وبوابة الصحراء الاغواط، وعبق النايلي الجلفة… فاكتشفنا جمال الصحراء ونبل سكانها رغم قساوة طبيعتها.
  • خرجت شخصيا بالعديد من الانطباعات الايجابية، اولها تعطش اهل الصحراء للقراءة والعلم والتعلم، فلا يخلو مجلس من لمسات علمية، ولا بقعة من المحاضير والمخطوطات، التي تستنجد.. وهي في حالة اهتراء وإهمال، ليس بسبب سكانها بقدر ما هي نتاج اهمال السلطات المشرفة عليها، بلا مبالاتها او باستعمال وسائل بدائية للحفاظ عليها.. كلما تذهب جنوبا تحس بالفجوة المعرفية وفقدان التكنولوجية مقارنة بالشمال!!
  • ثانيا، انبهرنا بالحضور المكثف للطلبة في المنيعة او المركز الجامعي بغرداية، وقد ضاق المدرج بأزيد من ألفي طالب، وخارجه ما يعادله، أحييهم واحدا واحدا.. وإننا على موعد لاحق بهم -ان شاء الله- وإن دل حضورهم على شيء فإنما يدل على قابلية العلم رغم تقصير العديد منا في توفير الامكانيات الموجهة لهذه المناطق.. ورغم ذلك هم سادة اللفظ وليس النفط!!
  • ثالثا، اردنا ان يكون سقف الزيارة من خلال الشعار المبتكر من ماركاتنا المسجلة خديجة، باسم.. كتابي كتابك، وقفة لإحياء بعض من التقاليد الجزائرية المنسية، كالتويزة، بتنوير العقول وإشعال الشموع، فأردناها ثورة معرفية في عصر الثورات.
  • ولذلك، حاولنا التصدي للثورات المضادة بالحكمة وهدوء اهالي الصحراء، فلم ندعي ابدا اننا منقذون او مسعفون، بقدر ما كوننا خادمين لأهالينا.. فعصر المزايدات بالوطنية والدم والوطن ولى الى الوراء.. فكل واحد منا حاول اعتناق هذه المفاهيم بثقافته الخاصة.
  • فالجزائر العميقة تحييكم بثروتها البشرية وتجاربها، فتجربة تفيلالت الجديدة للدكتور احمد نوح جديرة بأن تعمم، وهي مبادرة للتنفيس عن ازمة السكن بطريقة مبتكرة رغم الولادة القيصرية لها، بأقل التكاليف، وباستعمال الوسائل المحلية.. لذلك من واجبنا نفض الغبار عن هذه التجارب، وتسليط الاضواء عليها.
  • هذه الانطباعات اتقاسمها مع الوفد المرافق، وما لمسته وعايشته من خلال المناقشات العديدة، فالجزائر العميقة تحتوي على العديد من التجارب الاخرى، ولكن ليست محل اهتمام ساستنا، كما لا يفوتني ذكر بعض الايادي البيضاء التي رافقتنا، والتي ساهمت بممتلكاتها وأموالها في تجسيد حلم العديد من اهالي الصحراء، وإنني لن اذكرهم بالسم حتى لا اقلل من اجورهم، ولذلك نسأل الله لنا ولهم الاخلاص.
  • وأثناء الزيارة تيقنا ان كل بذرة خير تقابلها جحافل الشر، فقد حاول البعض التشويش والتشويه، ولكن عصر الافتراءات المزعومة اصبحت مكشوفة بين افراد الشعب، فقد أصبح العديد منهم يفرق بين الفجر الكاذب والفجر الصادق، بين المراوغ والصادق، وما اكثرهم في عهد التسلق والانزلقات والاوراق الصفراء.
  • هذه انطباعات عابر سبيل حول اهالي الصحراء وكرمهم، شاهد عليها، حاولت ان لا تكون حبيسة مشاعري، ولكن اردت ان اتقاسمها مع القراء، عربون وفاء لهم، وشكرا لاحتضانهم هذه المبادرة اثناء هذه الجولة المكوكية، فقد حققنا احد اهدافنا، وهو جمع ما يقارب 44 ألف عنوان كتاب، فالجزائر بخير، وشكر لكل من ساهم، كما حاولنا ايصالها فورا من خلال العمل الجواري، وإنشاء مكتبات في كل من المنيعة وورڤلة وتاغيث، الذي لا زال مستمرا الى حد هذه اللحظات، من خلال انشاء مكتبات اخرى في إيليزي وتمنراست وأدرار.. وبالله التوفيق.
  • حاولت ان اسرد الاشياء الجميلة التي شاهدتها في بلدي، والتي يجب ان تسوق، فشكرا للجميع افردا ومؤسسات وإعلاما.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • بدون اسم

    الجــــــــــزاائر الغـــريقة

  • أبوربيع الجزائري

    فعلا شرفتنا بقدومك سيدي د.فوزي ومحاضرتك مع مداخلة البروفيسور خياطي كانت في القمة بمسجد الغفران العامر بعاصمة مزاب غرداية تحية لك وللبروفيسور

  • z r

    سعدنا كثيرا بهاته الزيارة و نرجو ان لا تكون الاخيرة ـ