اقتصاد
بعد الخضر والفواكه والكوابل والإسمنت والتجهيزات الكهرومنزلية.. خطوة جديدة نحو الأسواق العالمية

الجزائر تصدر القطن مادة أولية إلى تركيا وتعيد استيراده ملابس جاهزة!

إيمان كيموش
  • 11002
  • 15
ح.م

بعد تجربة تصدير الخضر والفواكه، ثم الإسمنت والكوابل والتجهيزات الكهرمنزلية، شرعت الجزائر لأول مرة شهر جوان الجاري في تصدير خيوط القطن، وهي المادة الأولية لإنتاج القماش والملابس الجاهزة، عقب تحويلها من مادة خام إلى مادة أولية لتصدر إلى تركيا على شكل مادة أساسية للتصنيع، ويعاد استيرادها ملابس جاهزة، في انتظار تطوير إنتاج النسيج الجاهز محليا خلال المرحلة المقبلة.
وحسب بيان لوزارة الصناعة والمناجم استلمت “الشروق” نسخة عنه، قام المركب الجزائري- التركي للنسيج “تايال” بأول عملية تصدير منتجات نصف مصنعة نحو تركيا. وأضاف البيان أنه في 15 جوان الجاري شحنت حاويتان بحمولة 25 طنا من غزل القطن انطلاقا من ميناء وهران، وهذا بعد أن دخلت أولى مصانع المركب “تايال” مرحلة الإنتاج في مارس الماضي.
وأوضح ذات المصدر أن هذه العملية ستتبع بعمليات تصدير أخرى تبعا إلى ارتفاع إنتاج هذا المركب وفوائض المبيعات في السوق الوطنية، ويعد القطب الصناعي للنسيج “تايال”، المجسد على مساحة 250 هكتار بغليزان، ثمرة شراكة بين واحد من رواد صناعة النسيج في تركيا ومؤسسات عمومية جزائرية هي كل من مجمع النسيج والملابس والجزائرية للنسيج والشركة الوطنية للتبغ والكبريت.
وفي السياق، أوضح ذات المصدر أن هذا المشروع الضخم يشمل في المرحلة الأولى إنجاز ثمانية مصانع مدمجة مختصة في صناعة النسيج والأقمصة وسراويل الجينز، حيث ستوجه 60 بالمائة من الإنتاج إلى التصدير، ودخل مصنع الغزل حيز الخدمة في 15 مارس 2018 بقدرة إنتاجية سنوية تبلغ 30 مليون متر، خلال المرحلة الثانية وستنجز 10 وحدات لإنتاج الألياف الصناعية وهي مادة أولية تدخل في صناعة النسيج، والأغطية المنزلية والأقمشة التقنية الموجهة إلى بعض المهن الخاصة.
وسيمكن هذا الاستثمار الذي قدرت تكلفته بـ170 مليار دينار من خلق نحو 25 ألف منصب شغل ابتداء من 2020 وهو تاريخ الانتهاء الكامل من إنجاز المشروع، وستسمح الكميات المنتجة برفع إمكانيات قطاع النسيج في الجزائر لاسيما في ما يتعلق بالأقمشة والتفصيل والملابس بتغطية احتياجات السوق الوطنية والتوجه نحو التصدير.

رئيس الفيدرالية الوطنية للنسيج عمار اقجوت لـ”الشروق”:
“الجزائريون بحاجة إلى 500 مليون متر من القماش سنويا لوقف الاستيراد”!

أولا ما رأيكم في أول عملية لتصدير النسيج الجزائري؟

مصنع تيال للنسيج بولاية غليزان وهو أكبر قطب للنسيج بالجزائر، بشراكة تركية، سيصدر الغزل وليس الملابس الجاهزة، وكذلك الخيط القطني، هذا الأخير سيتكفل بتصدير 60 بالمائة من منتوجه للخارج وسيحتفظ بـ40 بالمائة منه في السوق الوطنية لإعادة نسجها إلى قماش ثم ألبسة يتم بيعها في السوق الوطنية، هي مبادرة حسنة بحكم أن المنتوج الجزائري المحقق بمصنع غيليزان ذو جودة ونوعية عالية، تم تحويلها إلى تركيا، لتعاود الجزائر استيرادها على شكل ألبسة، وعلى العموم الجزائر اليوم تغطي 5 بالمائة من احتياجاتها من النسيج وفي حال استمرار العمل على مستوى المصنع الذي فتح أبوابه منذ أشهر فقط، سنصل خلال 4 سنوات لتغطية 25 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية محليا، وهي خطوة هامة تستحق التشجيع.

ما هو مستقبل مصانع النسيج في الجزائر؟

الأهم من كل ذلك هو البحث عن كيفية استرجاع ثقة المواطن الجزائري في النسيج والغزل المصنع محليا ومجابهة المنافسة، التي تفرضها عدد من الدول من الخارج والرائدة عالميا في هذا المجال، وعلى العموم السوق الوطنية تحصي 200 متعامل خاص في مجال النسيج وهي عبارة عن مؤسسات صغيرة ومتوسطة، تضاف إليها الشركات الوطنية المملوكة للحكومة، والتي يناهز عددها 24 متعاملا، وهي التي تستحوذ على حصة الأسد من السوق بحكم أنها مؤسسات كبرى.

كم تكلف فاتورة استيراد الملابس والنسيج في الجزائر؟

تختلف فاتورة الاستيراد من سنة لأخرى، حسب الكمية المطلوبة، لكن ما يمكنني قوله هو إن احتياجات السوق الوطنية تعادل 500 مليون متر من القماش، وحاليا المصانع الوطنية لا تلبي إلا 5 بالمائة من هذه الاحتياجات أي 25 مليون متر من القماش، وفي حال رفع هذه النسبة إلى 20 بالمائة سنخفض الفاتورة بما يعادل 15 بالمائة وهو أمر إيجابي نسعى لتحقيقه وتطويره خلال المستقبل القريب، إذ أننا في هذه الحالة سننتج 100 مليون متر من القماش محليا، وهي المادة الأولية الموجهة لإنتاج الملابس.

مقالات ذات صلة