رياضة
مباراة من الذاكرة.. بتروني أعاد الرئيس بومدين إلى الملعب

الجزائر تقهر فرنسا في نهائي المتوسط وترفض عزف “لامارسياز” في 5 جويلية

الشروق أونلاين
  • 18646
  • 26
ح.م
عمر بتروني

كان نهائي دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط يوم 6 سبتمبر 1975، بملعب 5 جويلية بين الجزائر وفرنسا، أكبر المواعيد الرياضية للجزائر في التاريخ الحديث، والذي امتزجت فيه الرياضة بالسياسة، بالنظر لمواجهة “الخضر” لفرنسا الاستعمارية بالملعب الرمز 5 جويلية 1962 عيد الاستقلال، وتحت أنظار الرئيس الراحل هواري بومدين، الذي عاش أزيد من ساعة ونصف تحت ضغط رهيب جدا، دفعه إلى مغادرة الملعب في الدقائق الأخيرة عندما كانت النتيجة لصالح الديكة بهدفين لواحد، تجنّبا للوقوف لتحية النشيد الفرنسي، كما يقتضيه “بروتوكول” التتويج المتوسطي، قبل أن يعيده هدف بتروني، المتأخر إلى الملعب ويحضر لتتويج تاريخي للجزائر.

وبدأت المقابلة بما لا تشتهيه تشكيلة المدرب رشيد مخلوفي، بعد أن سيطر المنتخب الفرنسي على أطوار الشوط الأول، وتقدم في النتيجة بهدف منذ الدقيقة الخامسة والثلاثين، هدف أتعب زملاء المرحوم كدو، الذين كافحوا من أجل تعديل النتيجة، ولم يتسن لهم ذلك إلا على يد البديل كاوة في الدقيقة 71، لينفجر 80 ألف مناصر في ملعب 5 جويلية، لكن الفرحة لم تدم طويلا فبعد ثلاث دقائق سجل الفرنسيون الهدف الثاني، ما أخلط حسابات “الخضروالرئيس هواري بومدين، الذي لم يقدر على متابعة اللقاء وغادر الملعب  قبل أن يعيده إليه هدف رجل الدقائق الأخيرة عمر بتروني، إثر تسجيله لهدف التعادل في الدقيقة التسعين، وهو الهدف الذي أسقط الفرنسيين بالقاضية، عندما استسلموا كلية لأشبال مخلوفي، الذين سجلوا هدف الفوز في الوقت بدل الضائع عن طريق المتألق منڤلاتي.

وكان التتويج المتوسطي بمثابة أول إنجاز كروي جزائري، ما يحسب للاعبي ذلك الجيل، كما كان أيضا ميلادا للعبارة الجماهيرية الشهيرة “وان تو ثري.. فيفا لا لجيري” التي دوّت آنذاك بمدرجات ملعب 5 جويلية، وأصبحت منذ ذلك التاريخ علامة مسجلة لأنصار المنتخب الجزائري أينما حلّوا.

مقالات ذات صلة