-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجزائر تُغيِّر عنوان المرحلة العربية …

الجزائر تُغيِّر عنوان المرحلة العربية …

إذا كان “التطبيع” هو عنوان المرحلة التي تعرفها الأمة العربية اليوم، وإذا كان الكيان الصهيوني قد سعد بهذا العنوان، وإذا كان البعض قد ظن أن حِقبة المقاومة من أجل استرداد الحق الفلسطيني قد وَلَّت، فإن المحتوى الذي تميز به خطاب كل من الرئيس عبد المجيد تبون والرئيس محمود عباس أول أمس بشأن القضية الفلسطينية قد أعاد الأمور إلى نصابها، وأكد أن الخط الوطني التحرري مازال حيا، وأنه بإمكانه مرة أخرى أن يتعزز أكثر بعودة الفرقاء إلى العمل سويا من أجل القضية وإن اختلفت درجة الاقتناع أو درجة الاستعداد للتضحية.

يكفي أن المسعى اليوم هو باتجاه توحيد موقف الفصائل الفلسطينية، وأن الغاية هي عقد قمة عربية جامعة لأجل تأكيد عدم التنازل عن الحق الفلسطيني وعن العمل العربي المشترك.

ولعل الظروف اليوم أكثر من مواتية لتحقيق ذلك من خلال التكتل حول طرح الجزائر الأكثر عقلانية والمتمثل بالإصرار على إقامة دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كحد أدنى غير قابل للتنازل. وهو طرح يعيد النظر في مفهوم التطبيع حتى عند المُطَبِّعين أنفسهم باعتباره يحقق الشرط الذي كان يفترض أن يكون مسبقا وضروريا لأي خطوة قاموا بها بهذا الاتجاه. الأمر الذي لم يحدث للأسف. وبدت إعادة العلاقات مع الكيان الصهيوني في المدة الأخيرة وكأنها انبطاح بالمجان وتخل عن الحد الأدنى من قواعد العقلانية وتوازن المصالح المعمول به في حقل العلاقات الدولية أي ربط التطبيع بتحقيق الحد الأدنى من المطالب وبدعم الموقف الفلسطيني الواضح في هذه المسألة.

ولعل تسبيق الجزائر عقد مؤتمر موحِّد للفصائل الفلسطينية يضبط بدقة الحل السياسي المتفَّق عليه، من قبل الفلسطينيين أنفسهم، على عقد القمة العربية الجامعة، يحمل دلالة بهذا الاتجاه. أي أن الجزائر تقول ينبغي أولا للفلسطينيين أن يُحدِّدوا الخطوط الحمراء التي لا يُسمَح بتجاوزها من قبل الدول العربية أو أي قوى أخرى فاعلة في الساحة الدولية، (وهي بلا شك إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية)، وبعدها تنعقد القمة لتتفاعل مع هذا الطرح وتؤكده وتناقش آليات تنفيذه، أي أن القمة لا تنطلق من الصفر أو ما دونه بشأن القضية الفلسطينية إنما من قيمة إيجابية أكبر من الواحد على الأقل.

ومادامت هناك دول ذات وزن سياسي واقتصادي هي اليوم في حالة تطبيع وتُبرِّر ذلك بأنها ما فعلت ذلك إلا لتعزيز موقفها في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي لاستعادة الحقوق الفلسطينية، فيُتَوقَّع منها، إثبات ذلك من خلال اغتنام فرصة قمة الجزائر القادمة لتصحيح الموازين بجعل مواصلة تطبيع علاقاتها مشروطا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، دون ذلك تُصبح في حلٍّ من التزاماتها التطبيعية مع الكيان، ويمكنها تبعا لذلك العودة إلى تعزيز قوى المقاومة.

وهذا الذي سيعطي عنوانا جديدا للمرحلة غير ذلك السائد اليوم (حقبة الانتصار الاسرائيلي)، وتكون الجزائر بذلك قد أغلقت قوس التنازلات التي رافقت ما عُرِف بالربيع العربي، وأعادت الكيان الصهيوني إلى حجمه الطبيعي، إما يقبل بقرارات الشرعية الدولية وينال اعتراف من أراد الاعتراف به من عرب أو غير عرب أو يرفضها. وفي هذه الحالة يعلم أن القمة التي ستعقد بالجزائر قريبا إن شاء الله ستضطره إلى مراجعة جميع حساباته…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • احمد القحطاني العربي

    انا اقترح ان تعقد القمة العربية لنصرة فلسطين وشعبها ببلاد الحرمين المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين وارض التوحيد ( افضل ان تعقد بمكة اوالمدينة المنورة ). لتكون قضية فلسطين عالمية ودولية واسلامية جامعة . الي ارض الحرمين توجهوا يا عرب لنصرة اهلنا العرب السنة اهل فلسطين الاحرار