رياضة
بعد تألق بن سبعيني وبلايلي وبونجاح وبلعمري وعطال

الجزائر في حاجة إلى بطولة قوية تُسير بطريقة احترافية

الشروق الرياضي
  • 2246
  • 6
ح.م

تتواجد كل أندية القسم الأول المحترف على قدم وساق في التحضير للموسم الكروي القادم، ولكن للأسف على نفس النمط، من خلال التركيز على الجانب المالي بعيدا عن الجانب الفني والتنظيمي، ولكن الدوري الجزائري في موسمه القادم سيكون متميزا بكون الجزائر هي بطلة القارة السمراء، ومن المفروض أن يكون الدوري الأقوى في إفريقيا خاصة أن نصف لاعبي التشكيلة الأساسية التي قهرت كبار القارة إنما هي نتاج الدوري الجزائري، صالت وجالت فيه قبل أن تجد لها مكانا في تونس والخليج العربي وفرنسا، والمقصود هنا الخماسي المتألق في الكان ابن قسنطينة رامي بن سبعيني الذي بدأ اللعب في شباب قسنطينة قبل محطته القصيرة في نادي بارادو، وهو أيضا حفيد الحارس الدولي السابق الذي لعب لمولودية قسنطينة محمد الصالح حنشي، إضافة إلى ثنائي وهران بغداد بونجاح الرحالة الذي لعب في فرق جزائرية عديدة وشوشو اتحاد العاصمة يوسف بلايلي وابن تيزي وزو يوسف عطال ولاعب وفاق سطيف وشبيبة القبائل سابقا جمال بلعمري، مما يعني أن الدوري الجزائري ليس عقيما، وبقليل من التنظيم والجهد وصرامة من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وبعد الثقة التي عادت للاعب المحلي في إمكانياته الفنية وخاصة تأقلمه مع التكتيك، بإمكان الدوري الجزائري أن يمنحنا لاعبين كبار جدا من طينة إسماعيل بن ناصر أو رياض محرز أو سفيان فيغولي.

صحيح أن اللاعبين الجزائريين عوّضوا نقصهم في الجانب الفني التكتيكي، بإرادتهم القوية، وهم من رسموا صورة الروح القتالية التي تمت ترجمتها في إرادة يوسف بلايلي الفولاذية التي جعلته يلعب مباراة كوت ديفوار بدقائقها 120 من دون فشل أو وهن، وهو المعروف في تونس بكونه لاعب 60 دقيقة فقط، وفي دموع يوسف عطال وبونجاح، وفي دماء بلعمري التي سالت في اللقاء النهائي، وفي مغامرة رامي بن سبعيني التي جعلته يكون ممررا حاسما أمام كوت ديفوار ومهددا لمرمى المنافسين برأسيات وضربات مقصية في كل المباريات التي خاضها.

الإتحادية الجزائرية والرابطة الوطنية ولجنة التحكيم، لا مفر لها هذا الموسم سوى أن تقدم دوري محترم على الأقل في جانبه التنظيمي، فقد عرفنا الآن توقيت مشاركات الأندية الأربعة المعنية بالكؤوس الإفريقية، وعرفنا توقيت مباريات الخضر التصفوية لكان الكامرون 2021، وهي فرصة لجعل رزنامة الدرجة الأولى ثابتة لا يمكن أن تحيد أو أن تُسيّر على هوى بعض رؤساء الأندية الذين يتعاملون في الجزائر وكأنهم يُسيّرون برشلونة أو ريال مدريد، وكأنهم يصرفون من جيوبهم، وهم في الحقيقة بصدد تبذير الأموال العمومية التي تصبّ في خزائنهم.

الدولة عليها أن تضع شروط جديدة في تحديد رؤساء الأندية وصفة مناجير، فمن غير المعقول أن يكون الدوري الجزائري الذي ينتمي لبلد هو بطل إفريقيا بجدارة، لا يمتلك رئيس فريق واحد حاصل على شهادة البكالوريا أو مناجير عام من خريجي الجامعات، وأن يبقى المستوى الأخلاقي في صورة رئيس نادي مقاول وآخر مرقي عقاري وآخر بائع للخرداوات، بدليل المتابعات القضائية التي جرّت رئيس اتحاد عنابة ووفاق سطيف إلى المحاكم وإلى الحبس، وقد تجر آخرين في قضايا لاعلاقة لها بكرة القدم وإنما بتجاوزات أخرى فعلوها على ظهر كرة القدم.

من المتوقع أن لا يكون الإقبال كبيرا على المباريات الأولى للدوري الجزائري، مع بداية المنافسة، لأن الجمهور الجزائري مازال متذوقا للمتعة التي عاشها مع رفقاء عيسى ماندي في القاهرة والسويس، وسيرى بأن التوجه إلى الملاعب لا فائدة منه، خاصة أن الدوريات الأوروبية ستنطلق بداية من أوت ويكون الجمهور قد غرق في مستواها الكبير والحماسي، في وجود لاعبين جزائريين منهم إسماعيل بن ناصر الذي انضم إلى الميلان، وهذا ما يتطلب من كل الأندية العمل على رفع المستوى ومحاولة مطاولة ما يشاهدوه خارج الوطن، وحتى في الدوري التونسي والمصري حيث وصلت هذه الدوريات عالم الاحتراف الحقيقي في كل المجالات.

وجمهور الكرة أيضا مطالب برفع المستوى على الأقل إلى مستوى مسيرات الحراك الشعبي الهادئ والمسالم، فمن غير المقبول أن نشاهد رئيس نادي يريد أخذ عشرات الملايير من المؤسسات الوطنية ومن الجماعات المحلية من ولاية ومديرية شباب والرياضة ومن البلدية، من دون أن يصرف دينارا من جيبه أو يبحث بنفسه عن السبونسور، والكل يعلم بأنها أموال الشعب، ومن غير المعقول أن نشاهد في الموسم القادم جمهورا يسبّ والدة حارس مرمى الفريق المنافس، من دون أن يتحرك بقية الجمهور أو الاتحادية الجزائرية التي عليها أن تغير من قوانينها وتكون أكثر صرامة مع الجمهور ومع اللاعبين ومع رؤساء الأندية ومع المدربين، حتى لا تتكرر حادثة مقتل اللاعب الكامروني نجم شبيبة القبائل السابق إيفوسا فوق الميدان بملعب تيزي وزو، أو حادثة دخول الرئيس حسان حمار إلى الحبس في سطيف بتهم ثقيلة جدا، أو تعاطي يوسف بلايلي لاعب اتحاد العاصمة لمادة الكوكائين قبل مباراة هامة لفريقه في رابطة أبطال إفريقيا، أو ما يشاع عن بيع بعض الحكام لشرفهم من أجل الاموال، نظير تسيير المباريات على مقاس من يدفع أكثر.
ب. ع

مقالات ذات صلة