العالم
المفكّر معن بشور في منتدى "الشروق":

الجزائر ليست الأرض التي يحدث فيها التطبيع مع الصهاينة

الشروق
  • 2606
  • 15
الشروق
المفكّر معن بشور

مطمئن جدا من الموقف الجزائري تجاه القضية الفلسطينية، مقابل هرولة انظمة عربية وخليجية تحديدا نحو الكيان الصهيوني، ويقول “الجزائر ليست الأرض التي يحدث فيها التطبيع مع الصهاينة”، ويعرج المفكر والأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور، الذي زار الجزائر للمشاركة في مؤتمر الشيخين الراحلين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني، الذي نظمته حركة البناء الوطني، على الوضع العام في الوطن العربي، ويتنصر المعني للدولة السورية والمقاومة اللبنانية، ويبدي شكرا بالغا لإيران، رغم تشكي دول عربية من سياساتها، ويثير بشور عدة نقاط متصلة بالعروبة والمذهبية.

قال إن المقاومة اللبنانية فرضت نفسها محليا ودوليا.. بشور:
وطننا العربي بين مشهدين.. تفكك وتبعية للخارج ومقاومة وصمود
الصراع بين الوهابيين في السعودية وقطر كالصراع بين بعثيي العراق وسوريا

قال المفكر اللبناني، الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، معن بشور، إن المشهد العام في المنطقة العربية، ينقسم إلى مشهدين، من صور الأول “به تفكك وتبعية للخارج”، ومشهد ثان “مقاومة وصمود رغم العوائق”.

قدم بشور قراءة شاملة للوضع في الوطن العربي، وحمل تقييم ضيف الشروق “الكثير من التفاؤل” حيال ما يجرى، وارتكز على التطورات في فلسطين ومحاربة المشروع الصهيوني، وقال “الحقيقة المؤكدة أن هنالك نموا للمقاومة في فلسطين بلغت ذروتها، والمقاومة في لبنان استطاعت أن تصبح ورقة هامة، وقد فرضتها محليا ودوليا”.

وقدم المعني طرحا آخر يتعلق بسوريا، “قلنا إن الأحداث ستنحصر، والدولة ستنتصر على القوى التي تربصت بها… ورغم الهيمنة الأمريكية لم تعد بالقوة ذاتها التي كانت عليها في القرن الماضي، وبداية القرن 21″، ويتحدث بشور عن معطى آخر يتعلق بالداخل في الكيان الصهيوني “في المجتمع الصهيوني، هنالك مظاهر تفكك، ورغم موجة التطبيع، وإن كانت قديمة، لكنه اضطر لكشفها ليقول لنا إنه حقق إنجازات في هذا الجانب”.

وبخصوص موجة التطبيع “المتوجهة” في الفترة الأخيرة، يقول المتحدث “التطبيع مضر للغاية، ولا يخدم أبدا دول الممانعة”، ويؤكد كذلك “موجة التطبيع المتزايدة في منطقة الخليج ليست مفاجئة لنا”.

وعاد بشور لتحليل الزيارات العلنية للمسؤولين الصهاينة للمنطقة الخليجية، كما حصل مع بنيامين نتنياهو وزيارته غير المسبوقة لسلطنة عمان، وقبلها “الاحتفاء” الإماراتي والقطري برياضيين صهاينة، ويذكر “من يتابع العلاقات الخليجية، لا يتفاجأ بهذه الزيارات، وليس نتنياهو أول من زار سلطنة معا، فقبله شمعون بيريز”.

ووفق منظوره، فإن الإدارة الأمريكية استغلت التنافس بين السعودية والإمارات والبحرين، ومحور سلطنة عمان وقطر، لتمرير التواجد الصهيوني في تلك المنطقة، وتأكيدها أن هنالك حليفا جاهزا لها في منطقة الخليج، لذا نرى هذه الهرولة تجاه العدو الصهيوني”.

وبحديثه عن البيت الخليجي، عرج بشور على الصراع الحاصل بين تلك الدول، وأورد “الخلاف الحاصل هو خلاف في نفس المجال، فحاكم السعودية وهابي وحاكم قطر وهابي، والصراع بينهما كالصراع ين الحزب الشيوعي في الصين وروسيا، أو البعث السوري والبعث العراقي”، وقدر أن الرياض تخشى من دور بارز في الجزيرة العربية من قطر التي استثمرت أموالا ضخمة ليتعاظم دورها، الأمر الذي أزعج السعوديين، لذلك عملوا على كبح قطر وفرملتها.

عمل على ضرب الدول التي تضع الحواجز
الربيع العربي… مطالب مشروعة وأجندات مشبوهة

دافع الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، معن بشور، عن “صحة” المواقف التي اتخذها المؤتمر حيال موجة ما سمي بالربيع العربي التي اجتاحت بداية 2011 تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، وقال “المؤتمر رغم كل الزلازل والعواصف التي أصيب بها، لم يفقد الرؤية”.

ويذكر ضيف الشروق في هذا الجانب “المؤتمر كان له تقدير مختلف، خاصة من هدف الربيع العربي وهل حقا سيحمل الديموقراطية؟”، واجتهد بشور في الدفاع عن مواقف المؤتمر، خاصة وأن الكثير من المتابعين اتهموا المؤتمر بالانحياز للدكتاتوريات بدل الاصطفاف إلى جانب الشعوب، ويقول “هل قدم احتلال العراق الديموقراطية؟… الربيع العربي بدأ باحتلال العراق، وبعدها ضرب الدول التي وضعت الحواجز”.

ولخص بشور ما يعتبره مؤامرة استهدفت الوطن العربي تحت مسمي  الديمقراطية المتأتية من الربيع العربي بالقول “لقد قلنا من البداية، هنالك مطالب مشروعة وأجندات مشبوهة، واليوم تبين أن الديمقراطية المزعومة التي يتحدثون عنها هي لجلب الأجنبي وإقامة الحروب في أوطاننا، بعد تحريك الشارع الذي دفعته مطالب مشروعة حقة، لكن تم استغلال الوضع لضربنا”.

لولا إيران لما بقينا في بيوتنا بلبنان… ولتركيا حسنات تجاه فلسطين
العروبة عابرة للأديان والإثنيات وليست محصورة في دم أو جنس أو عرق

يقول معن بشور، عن العروبة أنها “هوية ثقافية تتدرج بين أبنائها مكونات ذات جذور وراثية مختلفة، منها الأمازيغية كعبد الكريم الخطابي”،  كما يدافع على ضرورة حسن الجوار مع محيطنا الإقليمي ويخص بالذكر تركيا وإيران.

ويؤكد ضيف الشروق، آن المحاولات الجارية حاليا للإيقاع بين المكون العربي، هو جزء من “مناورة خبيثة” لتقسيم الدول، ويؤكد في هذا الخصوص “انتفضت الأعراق ضد هذه المشاريع في الجزائر والمغرب وسوريا، ليسقطوا مشاريع التفكيك وإبقاء الدول الوطنية”.

 ويذكر أن البحث عن الأصول هو واحد من المفاهيم التي  يتم تمريرها حاليا، بعد ما كان العربي لا يسأل عن أصول الشخص الفاضل، وأعطى مثالا في ذلك عن صلاح الدين الأيوبي وقال “العرب ساروا وراء صلاح الدين الأيوبي، ولم يسأل أحد عن عرقه… فالعروبة عابرة للأديان والإثنيات وليست محصورة في دم أو جنس أو عرق، كذلك العروبة ثقافة لسان”، ويؤكد في هذا الخصوص “لا تعتبر القومية العربية ايديولوجية وعقيدة لوطن، ولكن ثقافة عربية لتوحيد الأمة واستقلالها من أجل الديمقراطية وتحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية”.

وعرج بشور في حديثه مع طاقم الشروق، عن جيران الدول العربية، لاسيما تركيا وإيران، وتوقف عما يسميه الأدبيات التي وضعها المؤتمر القومي العربي، وذكر “في أدبياتنا حريصون على مبدأ حسن الجوار، ليس مع إيران وتركيا فقط، بل مع الدول الإفريقية”.

ورغم الطابع الدبلوماسي الذي أبانه في تقييمه لسياسات إيران وتركيا، إلا آن كلامه حمل بعض العتاب، وقال “نعم، نؤكد على حسن الجوار، لكن هذا لا يمنعنا من إبداء استيائنا من السياسات السلبية لإيران تجاه الأزمة العراقية، ومواقف تركيا من الأزمة السورية”.

ورد بشور على سؤال، يتعلق بإيران المتهمة من طرف دول عربية بتنفيذ أجندات مذهبية مشبوهة للغاية، بل  وصل الأمر بها لتصبح الآمر الناهي في عدد من الدول، فيجيب “دور إيران في دعم المقاومة الفلسطينية لا يمكن إغفاله، ولولا الدعم الإيراني لما كان لي أن أبقى في بيتي بلبنان /يقصد دعم طهران لحزب الله بالسلاح/ ، لو أقول شيئا آخر سأكون ناكرا للجميل”.

وعن تركيا يقول كذلك “رغم وجود ملاحظات على تركيا، لكن لها مواقف من فلسطين، فملاحظاتنا أن نعمل تحت سقف التكامل الإقليمي العربي الإيراني والتركي والكردي”، ويختم في هذا الخصوص “العيب ليس في وجود مشروع إيراني أو مشروع تركي، العيب أنه لا يوجد للعرب مشروع أصلا، لو كان لنا مشروعنا الخاص، لعمل الغير لنا الحساب”.

هنالك تباين بيننا وبين الإسلاميين ولكن

يقر الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، معن بشور، بوجود تباين بين الإسلاميين والقوميين، لكن إرادة القرب أكبر من التباين الحاصل بين الفريقين.
يفصل بشور، في العلاقة التي تجمع القوميين ومنتسبي التيار الإسلامي، ويقول “حينما أسسنا المؤتمر القومي العربي، لم يكن ذلك لرغبة ذاتية ولكن نتيجة لتحليل واقعنا العربي وفي ظل استشراف مركز دراسات الوحدة العربية”، وأوردت الدراسة التي يتحدث عنها ضيف الشروق، أن المشهد يشمل 3 سيناريوهات، الأول “بقاء الوضع على حاله، لكنه سيقود إلى التفكك، والثاني اللجوء إلى التكتلات الإقليمية، واحد في الخليج والآخر في المغرب العربي، والمشهد الثالث وهو التكامل العربي الذي يضمن الحفاظ على الأقطار”، ولهذا كان لا بد من مشروع عربي شامل نهضوي، يجمع القوميين والإسلاميين دون إقصاء لأي طرف.

أشاد بمواقفها في وقف استخدام الجامعة العربية لتدمير سوريا
أملي أن تحتضن الجزائر المنتدى العربي الدولي من أجل فلسطين

يشيد الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، معن بشور، بالموقف الجزائري من قضايا الأمة، ويأمل في انعقاد المنتدى العربي الدولي من أجل فلسطين بالجزائر، تماشيا وسياساتها الداعمة للقضية المركزية.
ويقول بشور عن الجزائر “الموقف الجزائري كان ولا يزال موقفا ملتزما في ظل شعار استقلال الجزائر لا يكتمل إلا باستقلال فلسطين”، ويجتهد المعني بالموقف الذين أبانته الجزائر خلال احتضانها القمة العربية عام 2005 “حينها تم الحديث عن إمكانية التطبيع مع الصهاينة، لتؤكد الجزائر، ليست في هذه الأرض التي يحدث فيها التطبيع”.
وبخصوص المواقف التي أبانتها الجزائر من الربيع العربي، يقول “موقفها ظاهر في الجامعة العربية، الرافض لانسياق البعض لاستعمال الجامعة في تدمير سوريا.. في كل المحطات الحاسمة كان الموقف مبنيا على إرث الثورة الرافض لإقامة قواعد عسكرية أجنبية”.
ويأمل بشور، في أن تقوم الجزائر بما لها من ثقل، بأدوار أخرى في سوريا واليمن وليبيا، وهنا استحضر نجاحها في إنهاء الحرب الجاهلية بلبنان عبر اتفاق الطائف، ومواقف الراحل هواري بومدين إبان الحرب العربية الصهيونية، حيث أبلغ السوفيات بضرورة إعطاء السلاح للمصريين لمواجهة الاحتلال الصهيوني، على أن تتكفل الجزائر بدفع تكاليف صفقات التسليح.
وحرص بشور وهو في الجزائر، على تمرير رسالة إلى القيادة الجزائرية لتنظيم لقاء المنتدى العربي الدولي من أجل فلسطين، والذي يُعقد منذ 4 سنوات، وفيه تجتمع شخصيات عالمية مناصرة للقضية الفلسطينية، ويؤكد بشأنه “اللقاء بالغ الأهمية، وأعتقد أن عقده في بلد المليون ونصف مليون شهيد يتماشى وسياستها الداعمة والمناصرة لقضيتنا المركزية”، ويتابع “اجتماع مناصري القضية الفلسطينية في الجزائر سيترك الأثر البالغ”.

أكد أن هيمنتها منحصرة
النعرات المذهبية والطائفية مؤامرة صهيونية

يجزم معن بشور، أن النعرات المذهبية والطائفية في الوطن العربي هي “وليدة هجمة صهيونية”، مع اعتقاده أن النفوذ والهيمنة الصهيونية ماضية إلى الانحصار، ويؤكد كذلك أن الحرب على العروبة هدفها الوصول إلى هذه الحالة وإحياء العصبيات، ويتابع أن ضرب العروبة هو الذي أوصلنا للحديث عن المذهبية.
وربط بشور قناعته بانحصار النفوذ الصهيوني بالمقاومة الحاصلة في فلسطين وجنوب لبنان، وفي هذا الجانب يشدد المتحدث على عدم المقاومة ويقول “يجب أن نعمل من أجل دعم المقاومة ومساندتها، وهذا الأمر ليس مهمة الفلسطينيين واللبنانيين فقط”، وحسبه كذلك “كلما أضعفنا الكيان الصهيوني خففنا شروره”.
كما يتحدث بشور عن الوضع في الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأول للكيان الصهيوني، ويقول “اعتقد أن أمريكا تواجه أزمات بنيوية قوية، ولعل انتخاب ترامب هو أكبر دليل على حجم الضعف الذي تعرفه أمريكا”.

مقالات ذات صلة