رياضة
خرجت من حفل التتويجات القارية الجماعية والفردية صفر اليدين

الجزائر مفروض عليها التتويج بلقب أمم إفريقيا في مصر!

الشروق الرياضي
  • 2307
  • 10
أرشيف
المنتخب الوطني الجزائري

السهرة الكروية التي احتضنتها العاصمة السينغالية داكار في حضور أساطير الكرة الإفريقية وفي مقدمتهم جورج وييا وسماويل إيتو وديديي دروغبا وكبار إدارة الكرة في إفريقيا والعالم من كاف وفيفا، ونجوم بصموا اللعبة من أقدام القارة السمراء في كل الفئات ومن الجنسين، كانت وبالا على الكرة الجزائرية، التي خرجت صفر اليدين، ولولا مجاملة رياض محرز، بوضعه في التشكيلة الأساسية في مكان محمد صلاح كجناح أيمن وتحويل الفرعون المصري إلى الجناح الأيسر، لمر الحفل الطويل المدى من دون ذكر إسم الجزائر في واحدة من أكبر النكسات التي عرفتها الجزائر في تاريخها، حيث غابت عن مونديال روسيا وفشلت أنديتها في بلوغ نهائي مختلف المنافسات، وجانب كل لاعبيها التألق، إذ لم يفوزوا بأي لقب، بل لم يتنافسوا على أي منها.

لا يمكن أن يبقى الحال على ما هو عليه الآن، فمن غير المعقول أن نجد لاعبين ولاعبات من كل البلدان الإفريقية، ونجد منتخبات لا تمتلك الإمكانيات تحصد الألقاب وتغيب الجزائر التي لم يعد باستطاعتها، حتى تنظيم التظاهرات الكروية. فلم يعد مسموح لها عدم التواجد ضمن كبار القارة الإفريقية، وكانت في سنة 2014 قد وصلت رفقة نيجيريا إلى الدور الثمن النهائي من كأس العالم، وتمكن فريقها وفاق سطيف من الفوز بلقب رابطة ابطال إفريقيا، ثم حدث السقوط الحر الذي بلغ سنته الخامسة.

لم يعد يفصل الخضر، عن منافسة كأس أمم إفريقيا التي تأكد تنظيمها في مصر غير خمسة أشهر، وعلى الطاقم الإداري والفني واللاعبين أن لا يتراجعوا عن الهدف الذي تحدثوا عنه بعد ضمان تأهلهم للمنافسة، وهو اللعب من أجل التتويج باللقب، والذي يحاول التشكيك في قيمة اللاعبين الجزائريين مخطئ، فعدد 14 لاعبا شاركوا في رابطة أبطال أوربا وأروبا ليغ في مرحلة المجموعات وتأهل غالبيتهم للدور القادم إضافة إلى نجوم آخرين من طينة الكبار مثل غزال وبلايلي وبونجاح ومبولحي وعطال، كل هذا يجعل الجزائر فنيا من قوى القارة السمراء، ولا توجد سوى القليل من المنتخبات من تمتلك ترسانة قوية من اللاعبين مثل الجزائر.

والطريق للتتويج الفردي والجماعي يمر عبر تحقيق هذا الهدف، لأن كل الذين تابعوا حفلة سهرة الثلاثاء المنقولة من السينغال شعروا بالأسى، وعلموا بأن الجزائر تأخرت قاريا في منطقة كانت تسيطر على الرياضة فيها بالطول وبالعرض، فما بالك على المستوى العالمي.

كل النجوم الأفارقة من بنات وذكور، وكل المنتخبات وحتى المدربين من تونس والسينغال كانوا من المُكونين في بلدانهم، مما يؤكد العمل القاعدي الذي وصلت إليه بلدان مثل موريتانيا ومصر والسينغال والمغرب والغابون ونيجيريا وتونس، والتي يبدو أنها اجتازت الجزائر بسرعة فائقة.

من المفروض أن تدخل بعض الملاعب الكبرى الموسم الكروي القادم في تيزي وزو ووهران وبراقي، ومن المفروض أن تتألق الساورة وشباب قسنطينة في رابطة الأبطال والنصرية في منافسة الكاف، وأن يتوجه فريق جمال بلماضي إلى مصر في محاولة لتحقيق أول لقب قاري خارج الجزائر، وحينها سيكون حفل شهر جانفي من سنة 2020 جزائريا بامتياز، وهذا ما يجب أن يكون ليس خلال السنة القادمة وإنما في كل السنوات.

حتى لقب اللاعب الواعد مازال بعيدا عن الجزائريين، الذين بدوا خارج الإطار في الوقت الراهن وفي المستقبل، وحتى في الماضي، إذ مازال عدد الكرات الذهبية التي حصلت عليها الجزائر يعد على أصابع اليد، وهو ما يعني أن الجزائر ليست قوة كروية إفريقية، حيث حصلت على الكروة الذهبية الإفريقية ثلاث مرات، في سنة 1981 من لخضر بلومي و1987 من رابح ماجر و2017 من رياض محرز، وإذا حافظ محمد صلاح على لقب الكرة الذهبية في النسخة القادمة، فسيتساوى مع كل ألقاب الجزائريين على مدار التاريخ.

مصر ونيجيريا والكاميرون وغانا وزامبيا ومصر وغيرها من منتخبات القارة السمراء، فازوا باللقب الإفريقي من خارج بلدانهم، ومن حق الجزائريين الذين يعلمون بأن لا دولة إفريقية تنفق على الكرة مثل دولتهم ولا شعب إفريقي يعشق الكرة مثل شعبهم، من حقهم أن ينتظروا هدية من كتيبة جمال بلماضي في جوان القادم حتى تكون التتويجات الإفريقية القادمة بأسماء جزائرية.

ب. ع

مقالات ذات صلة