رياضة
بعد تأجيل كأس أمم إفريقيا بسبب جائحة كورونا

الجزائر مُرشحة للمشاركة في كأس القارات في حالة إقامتها!

الشروق الرياضي
  • 4104
  • 4
ح.م

كل شيء قابل للتغيير، تأجيل مباريات ودورات، وإحياء أخرى، لا شيء مضمون بسبب جائحة كورونا، فكأس ما بين القارات هي دورة كبرى، لا ينعم بها في القارة السمراء إلا البلد المتوّج بكأس أمم إفريقيا، دون غيره من البلدان، وبعد أن كان الأمل صعب التحقيق، بالرغم من فوز أشبال جمال بلماضي باللقب في مصر خلال الصائفة الماضية 2009، صار الآن ممكنا بعد أن غيّرت جائحة كورونا الكثير من الرزنامة الكروية العامة وأجلت دورة الكامرون إلى بداية 2022، فمعلوم أن كأس القارات تُلعب في العادة في السنة التي تسبق المونديال أي إنها من الفروض أن تُلعب في 2021 قبل كأس العالم في قطر 2022، في نفس البلد الذي ينظّم المنافسة، مما يعني أن قطر قد تستقبل كبار العالم ومنهم الجزائر، وطبعا منتخب قطر، الذي فاز بلقب القارة الآسياوية، ويبقى المشكل الكبير المطروح هو المناخ والطقس الساخن، وعدم وجود زمن للراحة طوال الموسم الكروي، ولم يبق غير شهر جانفي من سنة 2022 أو نهاية 2021، كفرصة للعب هذه المنافسة التي صارت تدافع على تنظيمها قطر، لأن منتخبها الوطني لا يمكنه أن يلعب مباريات كبيرة وخاصة الرسمية منها، وتحضيرية، مادام هو البلد المنظم أي المتأهل مباشرة، وربما جائحة كورونا ستردّ هذه الدورة التي كان تنظيمها ملغى وغير مطروح.

في قلب تصفيات مونديال 2010 ومباشرة بعد الجولة الثانية من دور المجموعات الأخير في إفريقيا، أي بعد فوز رفقاء زياني بثلاثية مقابل واحد أمام منتخب مصر في شهر جوان 2009 في البليدة، سافر المصريون إلى جنوب إفريقيا ولعبوا كأس ما بين القارات، وقدّموا مباريات رائعة حيث فازوا على منتخب إيطاليا بهدف وحيد من تسجيل لاعب الإسماعيلية حمص، وخسروا بصعوبة بليغة برباعية مقابل ثلاثة، ولعب حينها محمد أبو تريكة مقابلة العمر وأذهل البرازيليين، ولكن المنتخب المصري سقط بثلاثية نظيفة أمام منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، وعجز عن بلوغ الدور النصف النهائي، وفي المقابل كان رفقاء مجيد بوقرة يلعبون بكل راحة وسافروا إلى زامبيا وعادو بالنقاط الثلاث بعد أن قهروا الزامبيين بهدفين مقابل صفر من تسجيل مجيد بوقرة ورفيق صايفي، وقيل حينها في مصر بأن اهتمام منتخب مصر بلعب كأس القارات هو الذي أضاع عليهم التأهل لكأس العالم 2010، وحصل على ورقة التأهل المنتخب الزائر، وتمّ بعدها طرح مشكلة توقيت هذه الدورة الصيفية وهي اختبار رائع لكل مشارك الذي سيتأقلم مع بلد المونديال، ويواجه أيضا أقوى المنتخبات في العالم ومن كل القارات، ولكن التوقيت يبقى مشكلة عويصة لهذه المنافسة.

فمن غير الممكن لعبها في قطر بسبب الحرارة الشديدة في فصل الصيف، ومن الصعب اللعب في الشتاء، لأن غالبية اللاعبين يكونون مجبرين على البقاء مع أنديتهم، وتبحث قطر حاليا عن منفذ لتوفير زمن هذه الدورة التي تراها مفيدة بعد التغييرات الحاصلة بسبب كرورونا ضمن تحضيرات منتخبها الوطني، وأيضا بالنسبة لطاقم التنظيم الذي يمكنه أن يعرف مدى جاهزية الفريق العامل وجاهزية مختلف الملاعب ومرافق الاستقبال والاتصال والنقل وغيرها.

يحتاج جمال بلماضي سواء قبل تصفيات كأس العالم أم قبيل بداية المونديال إلى الكثير من المباريات الودية التي تسمح له بمعرفة كل شيء عن اللاعبين، ورسم الصورة المكبّرة للتشكيلة الأساسية للمنتخب الجزائري، ولا توجد فرصة أحسن من كأس القارات التي من العادة، أن يشارك فيها ثمانية منتخبات، ومن كل القارات، ويعلم متابعو الخضر ما قدمته مباراة المنتخب الجزائري أمام منتخب كولومبيا في مدينة ليل الفرنسية، من فوائد حيث تعرّف المنتخب الجزائري عل مدرسة كروية مختلف خليط بين أمريكا اللاتينية وأوربا التي ينتمي لها هؤلاء المحترفون من حيث الأندية التي ينشطون فيها، ومعلوم أن نصف التشكيلة الأساسية للمنتخب الجزائري يلعبون في قارة آسيا بين قطر والمملكة العربية السعودية والبقية في أوربا، وللاعبين خبرة في اللعب أمام المدارس الإفريقية.

لو تحققت إقامة كأس القارات ومشاركة رفقاء رياض محرز فيها، فإن المنتخب الجزائري سيحصل على الكثير من الفوائد، بما فيها المالية لأن كل مشارك سيكون له مبلغ مالي محترم من حقوق البث، إضافة إلى التعوّد على المباريات القوية التي تختلف جملة وتفصيلا عن المباريات التي تٌلعب في قارة إفريقيا، وهو ما يتمناه أنصار الخضر.
ب.ع

مقالات ذات صلة