الشروق العربي
ظاهرة تؤرق السكان في الأحياء:

الجلوس على قارعة الطريق وتحت شرفات البيوت

صالح عزوز
  • 3899
  • 14
ح.م

انتشرت الكثير من الظواهر السلبية في مجتمعنا، وأصبحت تؤرق الكثير من السكان في كل مكان، ورغم استهجانها من طرف العديد من الناس، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، ولعل من بين هذه الظواهر التي اتسعت بشكل كبير، هي التجمعات في الطرقات وتحت شرفات البيوت للكثير من الشباب في كل الأوقات، سواء من طرف أبناء الحي أم من الأحياء المجاورة، وأصبحوا لا يبالون بحق الطريق وحق الجار، ويبيتون أو يقضون اليوم كله، يتنابزون بالألقاب ويتتبعون العورات، دون خجل ولا حياء.

أصبحت هذه الظاهرة متواجدة في كل مكان، سواء في المدن الكبرى أم في القرى الصغيرة وحتى في الأرياف، برغم وجود الكثير من الأماكن التي تخصص لهذه التجمعات، سواء المرافق العامة وقاعات الرياضة، أم الأمكنة المفتوحة في الهواء الطلق من مساحات خضراء وغيرها، لكن الكثير من الشباب خاصة، يفضلون الجلوس على قارعة الطريق من أجل تتبع كل صغيرة وكبيرة، والبحث عن عورات الرجال والنساء، والسخرية من كل ذاهب وراجع.. والغريب، أن العديد منهم أصبح هذا السلوك ضمن يومياتهم، فلا يستطيعون أن يبرحوا مكانهم لعدة ساعات بل لأيام عديدة حتى تصبح هذه الأمكنة مرتبطة باسمهم، هذا في النهار، وحين يحل الظلام، يتحولون إلى تحت شرفات البيوت، ويبيتون الليل كله حتى ساعات متأخرة، يتبادلون القهقهات والنكت البذيئة، على مسمع من أهل الحي.

نتج عن هذا السلوك الكثير من المناوشات مع أهل الحي، بل وتحول في الكثير من المرات، إلى حرب إن صح القول بين الأحياء، وكان سببها الكثير من الشباب، الذين اختاروا الجلوس تحت شرفات البيوت، والحديث في مواضيع خادشة للحياء وحتى بالكلام البذيء والقبيح، دون مراعاة لشرف غيرهم، وهم تحت شرفات بيوتهم.

الغريب في هذه الظاهرة، أنه حتى لو طلب منهم الذهاب بعيدا من طرف أهل الحي أو أصحاب البيوت، التي يجلسون تحت شرفاتها والسهر في أماكن مخصصة، تأخذهم العزة بالإثم عن صح القول، ووصلت الحال في الكثير من المرات، أن اعتدوا على أهل هذا البيت، والسبب أنهم طلبوا منهم الكف عن الكلام البذيء الخادش.

لم يتوقف الأمر عند هذا فقط، بل تحولت بعض الأمكنة إلى مكان للسكر وتعاطي المخدرات على مرأى من الناس، دون خوف ولا وجل، فلا تعجب حين تجد بقايا قارورات الخمر تحت شرفات البيوت أو بالقرب منها، وهي حال الكثير من الأحياء اليوم، في حضرة بعض ممن يعتقدون أنهم أحرار في ما يقومون به، حتى ولو كان منافيا للأخلاق والدين والعرف، وحين يجدون الفرصة يعتدون على من ينهرهم عن هذه الأفعال، ولو تعلق الأمر بشخص يتناولون المخدرات على باب داره أو تحت شرفة بيته.

هي من الظواهر السلبية التي انتشرت اليوم بشكل رهيب، وتحولت بعض الأحياء والطرقات إلى أمكنة لقطاع الطرق والمهلوسين، يقضون اليوم يتتبعون العورات في الشوارع، ويبيتون يقامرون تحت الشرفات.

مقالات ذات صلة