اقتصاد
"الشروق" وقفت على حجم الكارثة خلال شهر الرحمة

الجمبري واللحوم والكيوي في مزابل الجزائريين

الشروق أونلاين
  • 9493
  • 49
يونس أوبعييش

مع حلول شهر رمضان المبارك، ترتفع مستويات أكوام القمامة والنفايات والمفرغات العشوائية في معظم الأزقة والشوارع، لتشكل ديكورا خاصا من الفواكه والخضر والحلويات واللحوم التي يسعى الجزائريون لاقتنائها في الصباح ورميها بعد ساعات الإفطار، مما جعل عمال “نات كوم”، يضاعفون من عملهم ليلا ونهار، بعد أن أحصت المؤسسة جمع أزيد من 2300 طن يوميا من النفايات التي قذف بها الصائمون في سلة النفايات.

في جولة قادت “الشروق” في الساعات الأولى من صباح أمس، في بعض أحياء العاصمة، وقفت على مشهد مشترك يتكرر، كلما حل علينا الشهر الفضيل، يتميز بديكور خاص لأكوام متراصة من الأوساخ المنتشرة والموزعة في كل الشوارع والأزقة .

محطتنا الأولى كانت بشارع الموز بحي مختار زرهوني، بالمحمدية، في حدود الساعة السابعة صباحا، حيث توافق وجودنا مع قيام عمال “نات كومبتعبئة النفايات”، التي كانت تشبه “الهضبة” من كثرتها، داخل إحدى الشاحنات التابعة لمؤسستهم، وبمجرد أن اقتربنا من أحدهم علق بالعبارات التالية الجزائريون مبذرون.. يحتجون ويطالبون.. لكنهم يشترون ويرمون..”، حيث أشار بيده إلى مجموعة من العلب التي تحتوي على مختلف أنواع الحلويات التي تشتهييها النفوس في هذا الشهر الفضيل خاصة “القطايف”، وقلب اللوز والزلابية، وكذا الأكياس المعبأة بكل أنواع الفواكه، ناهيك عن كمية الخضر المترامية هنا وهناك.

المشاهد نفسها تكررت في أحياء “لاقلاسيار”، باش جراح، حسين داي والقبة، حيث شاهدنا في المزابل المتواجدة في محاذاة الشوارع والأحياء كل أنواع المأكولات من جلبانة والفصولياء الخضراء والبطاطا والعديد من المواد الغذائية، وحتى الجمبري وأطراف اللحوم في إحدى المزابل المحاذية لمسجد “العتيقبالقبة، مما يثير أكثر من تساؤل كيف للجزائري الذي يشتكي من تدهور القدرة الشرائية، ويحتج على زيادة الأجور أن يصل الحد به إلى رمي الجمبري الذي يفوق ثمنه 1400 دينار للكيلوغرام الواحد، واللحم الذي وصل سعره إلى 1300 دينار لليكلوغرام الواحد.

وفي السياق، أكد الأمين العام لنقابة “نات كوم”، عمر شريفي في تصريح لـ”الشروق” أن مستويات أكوام القمامة والنفايات ترتفع مع دخول شهر رمضان المعظم بمختلف بلديات العاصمة وغيرها من مدن القطر الوطني، موضحا أن مؤسسة “نات كوم” تحصي منذ اليوم الأول من شهر رمضان جمع أكثر من 2300 طن من النفايات يوميا، يتعلق جلها بالمأكولات الغذائية من الحلويات والفواكه والخضر التي تكلف العائلات ميزانية ضخمة ليكون مصيرها في الأخير القمامة، فيما يجمع عمال نات كوم” في الأشهر الأخرى 1800 طن من النفايات يوميا، أي بمعنى أن النسبة تتضاعف في هذا الشهر الفضيل، وهي عادة مألوفة لدى الجزائريين الذين تفتح شهيتهم لاقتناء مختلف أصناف الطعام ليكون مصيرها بعد مرور ساعات الإفطار سلة النفايات.

وأوضح الأمين العام لنقابة “نات كوم”، أن العاصميين خلال شهر رمضان يتصدرون القائمة من حيث رمي النفايات المنزلية، حيث يجمع يوميا عمال نات كوم” في 28 بلديات العاصمة، قرابة 100 ألف طن من المواد الغذائية من لحوم وخضر وفواكه.

وأكد عمر شريفي أن الكم الهائل للنفايات المنزلية في هذا الشهر الكريم دفع بمؤسسة “نات كوم”، إلى إصدار تعليمة تفيد بضرورة العمل وفق نظام التناوب في الصباح وبعد ساعات الإفطار إلى غاية السحور.

مقالات ذات صلة