الحاجة العالية: سأبني قرية لأمنح السكنات للمحتاجين في سبيل الله
صرحت الحاجة العالية التي شيّدت جسرا بمالها الخاص، كلفها أزيد من 800 مليون، أنها تطمح لبناء قرية كي تساهم في إيواء المحتاجين في سبيل الله.
وبنبرة الواثقة ونظرة المؤمنة المشفقة، قالت الحاجة العالية بن نافلة، التي تقيم بدوار السكاكة بالشلف للشروق، إن “في قريتها عائلات تنام في العراء، وأقسمت أن تبني السكنات لفائدتهم”.
وأضافت: “الجسر بنتيه بمالي الخاص وكلفني أزيد من 800 مليون، بعدما تجاهلت السلطات المعنية ندائي”.
حال سكان القرية كان مأساويا للغاية، ورحلة كفاحهم اليومي استمرت لسنوات دون أن يلتفت الولاة لمعاناتهم.
الأطفال كانوا يتغيبون عن المدارس لمدة تفوق الـ 15 يوما، والرجال كانوا يضطرون لترك العمل أيضا بسبب ارتفاع منسوب المياه في تلك المنطقة المنخفضة التي تتحول إلى واد.
بخصوص المرضى والحوامل على وشك الولادة، فلا يمكن وصف وضعهم المزري حين تتهاطل الأمطار وتسد جميع المنافذ للخروج!
الحياة بذلك “الدوار” أشبه بحلبة صراع من أجل البقاء، ولولا أهل الخير من المحسنين لغرقت جميع الأحلام في الأوحال بما فيها حلم الدراسة والتفوق وحلم الولادة على سرير المستشفى وليس في البيوت!
الحاجة العالية اختارت التجارة مع الله، وهي مثال ينبغي أن يحتذى به من طرف أرباب المال الذين يبصرون أمامهم أناسا يموتون من الجوع ويئنون من المرض ولا يتحركون!
مسار طويل في علاج الحروق من الدرجة الثالثة
ولمن لا يعرف الحاجة العالية، فهي معالجة بالأعشاب، ذاع صيتها في علاج الحروق من الدرجة الثالثة وتحول منزلها إلى عيادة تستقطب الباحثين عن العلاج.
كانت موضوعا دسما عام 2017 لوسائل الإعلام، بعد أن صار منزلها قبلة للمحروقين الذين تعالجهم بمرهم خاص تصنعه وترفض البوح بمكوناته لأنه مصدر دخلها.