-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اعترف بها كبار المنظرين وتدرس في أمريكا وكندا

الحتمية القيمية.. نظرية جزائرية تصنع الحدث عالميا وتهمش وطنيا

صالح سعودي
  • 17833
  • 0
الحتمية القيمية.. نظرية جزائرية تصنع الحدث عالميا وتهمش وطنيا
ح م
المفكر الجزائري عبد الرحمان عزي مع الأستاذ باديس لونيس

صنع عميد كلية الاتصال بجامعة الشارقة المفكر الجزائري عبد الرحمان عزي الحدث، من خلال نظريته في الإعلام والاتصال التي أسماها بـ “نظرية الحتمية القيمية”، وهي النظرية التي صنعت الحدث ولفتت انتباه الباحثين والخبراء العرب والغربيين، في الوقت الذي تشهد حسب البعض الكثير من الجحود والتقزيم في الحقل الأكاديمي الجزائري.

وتنطلق نظرية “الحتمية القيمية” من افتراض أساسي يعتبر الإعلام رسالة، وأهم معيار هو القيمة التي تنبع أساسا من المعتقد، ولذلك فإن تأثير وسائل الإعلام يكون إيجابيا إذا كانت محتوياتها وثيقة الصلة بالقيم، وكلما كانت الوثائق أشد كان التأثير إيجابيا، كما يكون التأثير سلبيا إذا كانت المحتويات لا تتقيد أو تتناقض مع القيمة، وكلما كان الابتعاد عن القيمة أكبر كان التأثير السلبي أكثر.

وحسب الأستاذ باديس لونيس من جامعة باتنة لـ”الشروق” فإن عبد الرحمن عزي بدأ في تحديد مسار نظريته بتقديم النظرية الاجتماعية الغربية الحديثة وتكييفها مع الواقع الجديد وعلاقاتها بالاتصال، في كتابه “الفكر الاجتماعي المعاصر والظاهرة الإعلامية الاتصالية”، الصادر عام 1994م، أما عن تسميتها بـ: “نظرية الحتمية القيمية في الإعلام فقد اتضحت معالمها أكثر في كتاب “دراسات في نظرية الاتصال.. نحو فكر إعلامي متميز” الصادر عام 2003م.

وينظر المفكر الجزائري عبد الرحمن عزي إلى نظريته بأنها ستصبح من النظريات المعيارية الأساسية، معتبرا في حديثه لمدونة “عن كثب” بأن “مركزية المسألة الأخلاقية” سر تطور أي مجتمع أو حضارة، ويمكن فهم “التفكك” وتعطل الفعل الاجتماعي “الفعال” (من الفاعلية بتعبير مالك بن نبي) في المجتمعات الانتقالية وأزمات المجتمع المعاصر، بعامل اهتزاز القيمة أو إبعادها واستبعادها من التفكير والمداولة العقلية والسلوك، أو التخلي عنها جزئيا أو كليا، وعليه، حسب عبد الرحمان عزي كلما ازداد الوضع الإعلامي بعدا عن المرجعية القيمية والأخلاقية برزت الحاجة إلى الحتمية القيمية من جديد، ويقابل هذا الطرح “نظرة تشاؤمية” مفادها أن المجتمع المستقبلي قد يتخلى عن “الروح” تماما وتصبح ديانته المادة لا غير، وفي هذه الحالة تصبح الحتمية القيمية أمرا معياريا جانبيا.

ويؤكد الأستاذ باديس لونيس في حديثه لـ”الشروق”، بأن نظرية الحتمية القيمية جاءت في وقت وسياق أكاديمي اتّسم بكثير من الجمود والخجل، واقتصرت فيه المساهمة العربية-الإسلامية على محاولات إسقاط النظريات الغربية على خصوصية المجتمع المحلي، أو في إعادة قراءة التراث فيما يسمى بـ”الإعلام الإسلامي”، أو في إعادة إنتاج المعارف الغربية بصبغة إسلامية وفق مفهوم “أسلمة المعرفة”.

وقال باديس لونيس بأن هذه النظرية أثارت نقاشا جادا ونادرا على الساحة الأكاديمية، وتعزز ذلك بموجة اعترافات عن طريق كبار العلماء والمنظرين مثل ماكومبس وكريفورد، واستقطبت اهتمام الباحثين في بلدان عربية مثل الأردن ومصر والعراق والإمارات والسعودية وغيرها، كما صارت حسب محدثنا عالمية حين وصلت إلى جامعات كندا والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا بأنها ستجد طريقها للانتشار، في ظل توفرها على عناصر قوة من أفكار ومفاهيم وافتراضات تشد عودها وتجعلها أكثر نضجا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • قارئ

    أريد أولا أن أأكد بأن فهم نظرية ما لا يتحقق عبر مقال صحفي
    حسب ما قرأت فإن صاحب النظرية يريد أن يصبغ الرسالة الإعلامية بصبغة قيمية
    لكن لم يحدد لنا ما هي القيم التي يجب على الإعلامي احترامها؟
    قيمنا تختلف عن قيم اليابان مثلا
    نستطيع كجزائريين أن نغش في عملنا اليومي بدون تأنيب ضمير بينما في اليابان أهم قيمة للإنسان هي في العمل واتقانه
    والسلام عليكم