الجزائر
المؤرخ مصدوم من تعقيدات الملف وتجاهل الفرنسيين

الحركى يضغطون على ستورا وشيخي يؤجل التنسيق معه

محمد مسلم
  • 9703
  • 14
الشروق أونلاين

شهد اليوم الوطني الفرنسي لـ”الحركى” الذي تم الاحتفال به الجمعة الأخير، مطالب غلب عليها الطابع التشكيكي، في المهمة التي يقوم بها المؤرخ بنجامان ستورا، بتكليف من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بإدارة ملف “ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر”، وتقديم خلاصة عمله نهاية العام الجاري.

وتنظر الكثير من جمعيات الحركى والأوساط اليمينية الفرنسية، وعلى رأسها “الجمعية الوطنية (الفرنسية) للحركى، إلى بنجامان ستورا بعين الريبة، بل ذهبت حد وصفه بأنه مناضل في “جبهة التحرير”، وهو توصيف يضع العمل الذي يقوم المكلف بمهمة لدى الرئاسة الفرنسية، محل شكوك، أمام الأوساط الفرنسية.

ونشطت جمعيات الحركى في الآونة الأخيرة بشكل لافت، وشكلت ضغطا رهيبا على ستورا، بهدف الضغط عليه، أملا في إعداد تقرير يخدم مصالح هذه الفئات، المعروفة بضجيجها الكبير في وسائل الإعلام الفرنسية، وداخل أروقة غرفتي البرلمان، وهي الضغوط التي تعتبر امتدادا لمواقف الحركى من ستورا، الذي كان من بين المشككين في أعداد قتلى هذه الفئة من الجزائريين الذي حاربوا إلى جانب الجيش الفرنسي إبان حرب التحرير.

ويبدو أن ستورا لا يواجه ضغوطات كبيرة في فرنسا فحسب، بل يعيش حالة من الإحباط، أفصح عنها في الحوار الذي خص به صحيفة “ميديا بارت” الفرنسية الشهيرة، والتي اشتكى فيها من عدم تعاون الطرف الجزائري، ممثلا في عبد المجيد شيخي، المكلف من قبل الرئيس عبد المجيد، بإنجاز العمل ذاته الذي كلف به ستورا، لكن فيما يتعلق بالجزائر فقط.

ووفق المؤرخ الفرنسي فإنه اتصل بشيخي من أجل التعاون في إنجاز التقرير، غير أنه لم يحصل على التجاوب المطلوب: “لقد اتصلت بشيخي بعد تكليفي بهذه المهمة، غير أنه فضل العمل بمفرده”، وفضل أن يلتقي معه في نهاية المهمة للبحث عن التجانس في وجهات النظر، وفق رواية ستورا.

ويقول ستورا إن مهمته تتمثل في الوصول إلى توافق حول الذاكرة المشتركة بين الجزائر وفرنسا، ويعترف بأنه وجد صعوبات كبيرة في تحقيق التجانس على مستوى الضفة الأخرى من البحر المتوسط (فرنسا)، بسبب تنوع وتعدد الجهات المعنية بملف الذاكرة في هذا البلد، مثل الحركى والأقدام السوداء، والمجندين السابقين في الجيش الفرنسي من غير الجزائريين، فضلا عن يهود الجزائر، والمهاجرين الجزائريين، مثلما قال لـ”ميديا بارت”.

ومن أكبر العراقيل التي تواجه ستورا في إنهاء مهمته، كما قال، العدد الكبير من جمعيات الحركى والأقدام السوداء والمهاجرين، التي طلبت مقابلته، وكانت مطالبها خارج المهمة الموكلة إليه، من قبيل استرجاع مدفع سرق من العاصمة، ومفتاح مدينة الأغواط، وتأهيل المقابر المسيحية واليهودية في الجزائر.. ومع ذلك يقول إنه اقترب من نهاية مهمته، ولم يبق غير بعض الرتوشات المتعلقة بالأطراف أو الجهات التي يكون قد أغفلها في مهمته.

كما اشتكى ستورا من تجاهل التيارات السياسية في فرنسا للمهمة التي كلف بها، وإن اعتبر الأمر طبيعيا بالنسبة لليمين واليمين المتطرف المعادي للجزائر، إلا أنه صدم، كما قال، من تعاطي اليسار التقليدي الفرنسي، والاشتراكيين والشيوعيين والخضر وأنصار حزب فرنسا الأبية..

مقالات ذات صلة