الحفاظ على الدين أولى من الحفاظ على المذهب

لم يكن يخطر ببالي أن أكتب عن الفرق في يوم من الأيام، لأن إيماني بوحدة الأمة لايزال هو بوصلة وعيي وسلوكي.. وكم حاولت ان أقنع نفسي بأن لا شيء يستحق الرد والكتابة وقد منحني الله فرصا عزيزة التقيت فيها برجالات ذوي قامات عالية من الشيعة واستمعت لأقوالهم ودرست كتبا جمة من كتب مفكريهم وعلمائهم، ولكثير منهم قيمة علمية فائقة لن أنسى ابدا المرحوم العلامة آية الله محمد حسين فضل الله الذي كان مثالا للإحساس بالمسئولية والأمانة فتصدى ببسالة لهرطقات السفلة والمشعوذين من الشيعة بخصوص أمير المؤمنين عمر او سيدتنا عائشة.. ولا يمكن نسيان موقف الإمام الخميني بإهدار دم سلمان رشدي الذي تطاول على أم المؤمنين عائشة.

الحديث عن الفرق مر ومقرف ورديء مهما ادعى مروجوه الحيادية والحكمة والمعرفة، لأنه يستثني الانسانية ويمعن في تفسير النوايا ويتلقط السقطات ويوغل في تتبع الأقوال وتأويلها للتدليل على صحة ما ذهب اليه من رأي.. ثم انه سئل انه يصرف الناس عن التعرف على الله وحكمه وآياته المبهرات ويميت القلب في الشحناء والضغائن.. ومع هذا فإن هناك نفرا انشغلوا بنبش كل مستور لعلهم يجدون ما يجعلونه مادة شغلهم ..وتساوى في ذلك اتباع كل المذاهب.. ففي أهل السنة والجماعة يتحرك نفر من الناس بقليل علم وبروح صراعية مستنفرة يطاردون عباد الله: هذا فاسق وهذا كافر.. ولم يتوقف الأمر عند حدود التكفير بالكلام، بل تعداه الى تنفيذ الحكم قتلا وحكما وحدا.. وفي ساحة أنصار كل مذهب متنطعون ومتشددون.. لكن السيء لدى بعض انصار المذهب الشيعي انهم يتجاوزون الحدود ويذهب بهم الجنون الى افكار وسلوكات لا اساس لها الا الحقد والالتواء ويغطون نفسياتهم هذه بالمذهب والدين..

لا أريد الخوض هنا فيما نسمع من خطب مسجلة وما يرويه البعض وما نقرأه في كتب من بعض الدعاة الى التمذهب والطائفية لسبب بسيط ان هؤلاء ليسوا هم عمد الشيعة.. ان اؤلئك صعاليك لا وزن لهم.

ولكني هنا أريد ان أقول لعلماء السنة الأفاضل انتبهوا ان توريطكم في لعبة سنة شيعة تصرفكم عن قضاياكم الأساسية.. ويكفيكم ان علماء الشيعة المعتمدين أنكروا ما ذهب اليه السفلة وحرموه.. وأقول لعلماء الشيعة الأفاضل انكم مسئولون امام الله لكي تصححوا تصورات اتباعكم فيما يخص ابوبكر الصديق وعمر وصحابة رسول الله المنتجبين، كما ندعوكم ان تقيموا الحد على كل من يشتم صحابة رسول الله المنتجبين او اي من نساء النبي.. واننا ابناء الأمة لن نكتفي بتصريحات تدين التجاوزات.. اننا نريد أفعالا رادعة.

وليعلم الجميع ان الحفاظ على الدين اهم من الحفاظ على المذهب، وان الحفاظ على وحدة الأمة أهم من الحفاظ على الطائفة..