الجزائر
بعد نصف قرن من الدراسة والتخطيط والتردّد:

الحكومة تُحيي مشروع المدينة الجديدة بوغزول!

إيمان عويمر
  • 19092
  • 27
ح.م

عادت الحكومة للحديث مجدداً عن مشروع المدينة الجديدة بوغزول، المرشحة لأن تكون عاصمة الجزائر الاقتصادية، وذلك في أعقاب انتقادات حادة وُجهت لكل الحكومات المتعاقبة، بـ”عجزها” عن إخراج المشروع من تحت الأرض وتجسيده ميدانيا رغم استنزاف أزيد من نصف قرن من الزمن.

جدولت الحكومة ملف مدينة “بوغزول” والمدن والأقطاب الجديدة، لمناقشته قريبا أمام مجلس وزاري مشترك يجمع عدة قطاعات في مقدمتها السكن والداخلية والمالية، بغرض تحريك المشروع الذي راوح مكانه لسنوات عديدة، والتحضير لمرحلة ما بعد الانتهاء من الأشغال وتحديد برنامج التسيير والتنظيم الإداري.

وحسب الأرقام المقدمة من طرف وزارة السكن والعمران والمدينة، فإن تكلفة انجاز مدينة بوغزول الواقعة على بعد نحو 170 كيلومتر، جنوب العاصمة، قدرت بـ108.5 مليار دج تم استهلاك 59.6 مليار دج منها، وهو ما يعادل نسبة 55 في المائة من الميزانية الإجمالية.

وفي تصريحات له، قال وزير السكن عبد الوحيد تمار، وهو يرد على سؤال للنائب محمد كبيريتة، خلال جلسة للرد على الأسئلة الشفوية بالمجلس الشعبي الوطني، نهاية الأسبوع، إن نسبة تقدم أشغال البنى التحتية بهذه المدينة وصل إلى 75 في المائة بالنسبة للمنطقة العمرانية المقدرة بـ2150 هكتار، فيما يُنتظر الشروع في انجاز مشروع مركز التزويد بالغاز الطبيعي، والذي سيتم الانطلاق في أشغاله سنة 2019.

لكن بالرغم من توضيحات الحكومة، إلا أن الانتقادات الموجهة لمشروع المدينة الجديدة لم تتوقف، خصوصا وأن عمر فكرة إنشاء بوغزول فاقت 50 سنة، لكن سكان المنطقة وجل الجزائريين ظلوا يترقبون بروز معالم تلك المدينة التي روجت لها السلطات كثيرا، لكن ميدانيا لم تتجسد لحد الآن.

وتُراهن الحكومة على مشروع المدن الجديدة لاستيعاب ارتفاع سكان الجزائر سنة بعد أخرى، حيث يُتوقع بلوغ سكان المناطق الحضرية خلال الـ10 سنوات القادمة، 40 مليون نسمة، وهو نفس عدد سكان الجزائر حاليا، أي بزيادة تناهز 18 مليون نسمة لتضاف إلى 22 مليون جزائري يقطنون حاليا في المدن. وهو الأمر الذي بات ينذر بإمكانية حدوث “أزمة سكن” ثانية في حال عدم تدارك الوضع باستحداث مدن مستدامة وذكية.

مقالات ذات صلة