الجزائر
عادات وطقوس متوارثة

“الحلبة” و”لخفاف” والسكّر لطرد القلق أثناء البكالوريا

الشروق أونلاين
  • 11023
  • 23
الأرشيف

يعتبر امتحان البكالوريا في الجزائر من أهم الامتحانات المصيرية التي يكرم المرء فيها أو يهان، ولما يحمله هذا الامتحان من خصوصية فحتى طريقة الإعداد له من قبل عائلات الممتحنين تكون مميزة ولها طقوس خاصة توارثها الآباء عن الأجداد طبقا للعادات والتقاليد المتعارف عليها في المنطقة، على غرار”الحلبة” و”قطع السكر” للتخلص من القلق و”لخفاف” لتنشيط الذاكرة.

التحضير لامتحان شهادة الباكالوريا يعتبر حدثا مميزا بالنسبة للعائلة الجزائرية التي يكون أحد أبنائها مقبلا على اجتيازه، لذا نجد أن كل الاهتمام ينصبُّ في العائلة حول الابن أو الابنة المعنيين بهذا الامتحان المصيري، وعلى غرار تحضير أشهى الأطباق والمأكولات التي يحبها الابن لتدليله وتحسيسه بالراحة للتركيز في المراجعة والإجابة على الأسئلة، فنجد أن الأمهات يتشبثن بعادات زمان، كالاستعانة بـ”الحلبة” والتي يصنع منها عدة أشياء كالشراب أو توضع في العسل الحر وتمنح للممتحن ليشربها أو يأكلها على الريق في الصباح، وهذا لطرد الخوف والقلق الذي يصيبه أثناء الامتحان، تقول “عائشة” 46 سنة، إنها حرصت على تقديم الحلبة الممزوجة بالعسل الحر لجميع أولادها الذين اجتازوا امتحان البكالوريا، وهذا حسب ما ورثته من جدتها وأمها من عادات، وأكدت أن ابنها الأخير الذي سيجتاز امتحان البكالوريا هذه السنة ستعمل على أن تحضِّر له جميع الأطباق والحلويات التي يحبها، كما ستحضِّر له شراب الحلبة لطرد الخوف والقلق عليه. 

وفي السياق، ذاته، فالطقوس والعادات التي ترافق الممتحنين في البكالوريا تكاد تكون نفسها في جميع أرجاء القطر الجزائري مع اختلاف طفيف في بعض الكيفيات والتسميات، فالأطباق التقليدية كالشخشوخة والبغرير والرفيس و”الطمينة” تكون سيدة المائدة في فترة الامتحانات خاصة في الشرق الجزائري، ومن بين الأطباق التي ارتبط اسمُها بالامتحانات المصيرية نجد “لخفاف” أو ما يسمى بـ”السفنج” والذي تدأب الأمهات على صنعه للأولاد قبل الامتحان وهذا بسبب الاعتقاد القائم بأنه يساهم في تنشيط وتخفيف الذاكرة مما يساعد على الاستيعاب أكثر فأكثر  و”يخففها” استنادا لاسمه “الخفاف”، وترافق الممتحنين في أيام البكالوريا قطع السكر الحجرية التي تمنحها الأم لأبنائها كفأل خير وحلو للتركيز وطرد القلق قبل دخول قاعة الامتحان.

وتلجأ أغلب العائلات الجزائرية قبل أيام الامتحان إلى “الرقية” كوسيلة لطرد الخوف والتوتر على أبنائها الممتحنين، وهذا من خلال الرقية في الماء الذي يمنح للممتحن لشربه خلال أيام البكالوريا، وتصل هذه الطقوس إلى حد شراء ماء زمزم من عند المعتمرين أو التوصية عليه قبل الامتحان ليمنح للابن أو الابنة تيمنا به وطلبا للنجاح، خاصة أن شرب ماء زمزم دائما يصاحبه طلب أمنيات معينة، وتبقى هذه أهم العادات والطقوس التي ترافق الممتحنين في أيام البكالوريا، وبغض النظر عن حقيقة أو صحة هذه المعتقدات فلا يزال الجزائريون متمسكين بها على أمل النجاح والفوز.

 

مقالات ذات صلة