الرأي

الخارج والداخل.. ومن يدفع الثمن

محمد سليم قلالة
  • 2541
  • 4

يستطيع الخارج أن يتدخل، يُزعزع ويُحرك الوضع كما يشاء في بلادنا إذا كان الداخل مزعزعا.

التصريحات الروسية لا تخلو من حقيقة، نحن لسنا بمنأى عن المخططات الخارجية، من الأشقاء والأصدقاء قبل الأعداء.

جزائر ضعيفة تخدم مصالح الكثير، وجزائر مضطربة يمكنها أن تكون في مصلحة الكثير أيضا في الداخل والخارج…

 أما نحن الذين لا وطن لنا غيرها، ولا راحة لنا إلا بها، ولا أمل لنا إلا بداخلها فهمُّنا الأول والأخير أن تبقى آمنة ومستقرة وعادلة، وإن كُنَّا نعيش أبسط عيش… فالأمن بالنسبة لنا هو أهنأ عيش… والعدل هو أقوى جيش على حد قول الإمام الماوردي.

لا نريد أن نحتاط لمستقبلنا فقط بتجنيد الوسائل الأمنية، إنما ينبغي أن نحتاط له بمنع الظلم أن يقع، سواء أكان ظلما اجتماعيا أو سياسيا أو أخلاقيا.

نمنع الظلم الاجتماعي من خلال محاربة اعتبار الفساد عنوان مرحلة، ولا بأس أن “نقدّره” بمناسبة الانتخابات لأنه يضخ أمواله بلا حساب…

ونمنع الظلم السياسي من خلال رفض أي شكل من أشكال تزوير الإرادة الشعبية في جميع المستويات.

ونمنع الظلم الأخلاقي من خلال ردع المتطاولين بألسنتهم على الشعب…

إننا على أبواب انتخابات رئاسية مفصلية في تاريخ الجزائر:

لا خيار لنا سوى أن ننجح فيها ونعزز الجبهة الداخلية ونخرج إلى بر الأمان… ليس من مصلحتنا البتة أن نلوح بانتصار فريق على آخر ولو بالتزوير، وليس من مصلحتنا أن نفرض خيارا غير الذي يريده الشعب.. وليس من مصلحتنا أن نُبقي على أساليب بالية عفا عنها الزمن في التعبئة والتجنيد، وليس من مصلحتنا أن نلوح بالخروج إلى الشارع ولا بالتبشير بدفع الثمن مرة أخرى…

إن مستقبلنا مرتبط بمدى مصداقية الانتخابات القادمة… إذا ما سهرت مؤسسات الدولة أن تتم حقيقة في ظل الشفافية التامة وبدون استخدام الوسائل غير المشروعة، فإننا سنخطو خطوة أخرى على الطريق الصحيح.. أما إذا ما تمت بما يخالف القانون والأخلاق والقيم فإننا سنزرع بذور شقاق أخرى تؤجل تحقيق أملنا، ولكنها لن تقتله… ذلك أن أملنا هو في ذلك الاتفاق غير المرئي وغير المعلن والأكيد بين كافة الجزائريين، أننا لن نُخدع مرة أخرى لا من الداخل ولا من الخارج، لا من الصديق ولا من الشقيق..لأننا نعرف من سيدفع الثمن… ونحن غير مستعدين لدفع الثمن، مادام ذلك ليس في خدمة الوطن. 

مقالات ذات صلة