الجزائر
التجار يلومون المخابز والموزعين:

الخبز بـ45 دينارا والحليب لمن استطاع إليه سبيلا

إيمان بوخليف
  • 4050
  • 9
أرشيف

لا يزال مشكل ندرة مادتي الحليب والخبز اللتين أصبح غيباهما لصيقا بهذه المناسبة متواصلا رغم التهديدات التي أطلقتها وزارة التجارة وصلت حد التلويح بغلق المحل نهائيا وفرض غرامة مالية تصل إلى 30 مليون سنتيم في حالة عدم المداومة.
اشكتي العديد من سكان العاصمة والولايات المجاورة على غرار البليدة والمدية وبومرادس في اليوم الأول والثاني من عيد الفطر المبارك من ندرة مادتي الخبز والحليب اللتين اقترن غيابهما بهذه المناسبات الدينية، حيث عرفت المادتان ندرة متكررة، والملاحظ أن التجار والخبازين ضربوا بتعليمة وزارة التجارة وإتحاد الخبازين عرض الحائط غير مبالين بتهديداتها، الأمر الذي يطرح تساؤلا عن مدى جدية قانون المداومة؟
وفي جولة استطلاعية قادت “الشروق” إلى بعض شوارع وأحياء العاصمة والبليدة صباح أول أيام العيد المبارك بغرض معاينة توفر الحد الأدنى من الخدمة للمواطن، فكانت البداية من بلدية جسر قسنطينة بالعاصمة، مرورا بشارع حسيبة بن بوعلي وشوفالي، حيث أكد بعض المواطنين ممن تحدثت إليهم “الشروق” بوجود ندرة واسعة في بعض المواد، في حديث جمع محمد مع الشروق قال ”بعد صلاة العيد وأنا أبحث عن محل واحد مفتوح على أمل إيجاد الحليب ولكن إلى الآن -كانت تشير الساعة العاشرة’- لم أتمكن من تحقيق غايتي”، أما بولاية البليدة أكد خير الدين وهو تاجر بحي باب الدويرات ”السبب يعود لعدم توزيع الحليب من طرف الموزعيين بداعي غلق المحلات التجارية ونفاد مخزون المصانع”.
تحجج أصحاب المخابز الموزعة عبر 13 مقاطعة و57 بلدية بانعدام اليد العاملة بسبب مغادرة مستخدمي الخبازات لقضاء العيد مع ذويهم بولايات أخرى ومنها ما أوصدت أبوابها مبكرا بالرغم من حاجة المواطنين لهذه المادة المهمة، فالبعض برر الأمر بانشغال المخابز بطهى الحلويات عشية العيد والبعض تحجج بعودة عمال المخابز إلى مقر سكناهم بولاياتهم الأصلية، الأمر الذي أدى إلى عدم توفر الخبز، في حين أجبر خبازون آخرون المواطنين على اقتناء خبزتين فقط رغم الطابور الكبير الذي شكله المواطنون منذ الصباح الباكر، حيث وصلوا إلى الشوارع الرئيسية .
وفي سياق متصل، اضطر البعض منهم لاقتناء هذه المادة الأساسية على الرصيف، حيث استغل البعض الفرصة لاقتناء كميات كبيرة من الخبز ليلة قبيل العيد وتخزينها ومن ثم بيعها على طرقات الحي.
وحسب ما سجله أعوان المراقبة وقمع الغش التابعون للمديرية التجارة لولاية الجزائر أنه تم تسخير 661 مخبزة في العاصمة لوحدها تم إعلامها بمحاضر بإلزامية احترام برنامج التسخيرة ووقعوا بذلك قرار المداولة وتحصلوا على نسخة منه بشكل عقد ويتضمن العقد تعرضهم لعقوبات إدارية قد تصل إلى حد الغلق في حالة عدم الاستجابة وصلت نسبة المداولة 487 مخبزة فقط، وحسب تصريح ممثل مديرية التجارة نقلته وكالة الأنباء الجزائرية أن بيع مادة الخبز على الأرصفة من صلاحيات مكاتب النظافة التابعة للبلديا، مشيرا إلى أن نقص المخابز يسجل أكثر في الأحياء السكنية المشيدة حديثا.
مصالح وزارة التجارة كانت قد أعلنت عن تسخير 4594 متعامل اقتصادي وتاجر من إجمالي 8779 المسجلين بالولاية لضمان مداومة يومي العيد. وأكدت عبر القرار الولائي رقم 4191 المؤرخ في 20 ماي 2018 المتضمن تنظيم مداومة التجار والمتعاملين الاقتصاديين خلال عطلة يومي عيد الفطر لسنة 2018 وعطلة عيد الاستقلال والشباب 05 جويلية 2018 بـ“إلزامية” التجار المعنيين بالمداومة على احترام التنظيم.

مقالات ذات صلة